شريط الأخبار

أربع نقاط تساهم في إحداث تحولات واسعة في مسيرة الكرة الفلسطينية

أربع نقاط تساهم في إحداث تحولات واسعة في مسيرة الكرة الفلسطينية
بال سبورت :  
الخليل- كتب محمد عوض/ تحولات هائلة أصابت العالم بأسرهِ جرّاء تفشّي فيروس "كوفيد - 19"، وانعكس ذلك على كل القطاعات بلا استثناء، ومن بينها الرياضي، والحديث هنا يتعلق بفلسطين، التي تعرَّضت لإرباكٍ كبير بسبب الوباء، وأدى لإصابة ما يقارب 25 ألف مواطن، ووفاة ما يزيد على 130 شخصاً.   كرة القدم لعبة من بين مجموعة ألعابٍ تحظى بشعبية جارفة محلياً، لكنها تبقى رقما واحدا في كل المناسبات، وبذل اتحاد الكرة الفلسطيني، برئاسة اللواء جبريل الرجوب، جهداً مهولاً لإنهاء الموسم الكروي الأخير، ونجح في ذلك باقتدار، على الرغم من الانتقادات، هنا وهناك، لكنه فرض سبل الوقاية، وأنجز المهمة.   لنضع الموسم المنصرم جانباً، ونتساءل هنا: ما الذي ينتظرنا في الموسم المقبل؟ يبدو السؤال صعباً، لأنه يتحدّث عن المستقبل، وبحاجةٍ إلى دراسةٍ عميقة، بتوصيفات واقعية، لأن مستقبل اللعبة مرتبط بالأنديةِ، وقدرتها على الاستمرار، وعدم وضعها في خانات ضيقة، لا تستطيع الخروج منها.   الكثير من التحولات ستشهدها الكرة الفلسطينية بسبب استمرار انتشار "كورونا" وعدم السيطرة عليه حتى الوقت الراهن، استند إلى هذه المعلومة بالأرقام التي تسجلها يومياً وزارة الصحة، وهنا يتوجب تسليط الضوء على عدة نقاط أولها: تفاقم الأزمة الاقتصادية، مع أن الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية، ليست جديدةً أبداً، لكن انتشار الفيروس أدى إلى تفاقمها، وهذا يعود إلى عجز الكثير من رجال الأعمال أو المؤسسات على تقديم العون اللازم للأندية كما كان في سنوات سابقة، خاصةً بعض القطاعات التي تضررت بشكل كبير مقارنةً مع غيرها.   عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمستقبل الاقتصادي في فلسطين، وعدم استقرار الوضع السياسي، يجعلان تقديم الدعم للأندية من الأشخاص أو الشركات، ليس مسألة سهلةً على الإطلاق، فلا أحد يعلم ما الذي يخفيه المستقبل، ولا إلى أين ستؤول الأمـور؟ كل شيء يبدو غامضاً، والداعم عادةً يتطلع إلى النور.   ثاني النقاط غياب الجماهير، صحيح أن بعض الفرق لا تمتلك جمهوراً، لكن غيرها يعتمد كثيراً على ما يحصل عليه من المشجعين، فتجد مجلس الإدارة على سبيل المثال، أطلق مبادرات للحصول على التمويل من خلالهم، وتكون عادةً في الملاعب، لأنه المكان القادر على استيعابهم، أو يضمن تحفيز كل منهم للآخر على تقديم الدعم.   غياب الجمهور بسبب الفيروس، يعني أن قطاعات أخرى سوف تتضرر، صحيح أنها محدودة، لكنها تبقى قائمة، خصوصاً وان جزءاً منها يتمثل بالباعة الصغار على أبواب الملاعب وداخلها، ويعيشون على ما يحصلون عليه، خاصةً في اللقاءات الجماهيرية.   ثالث النقاط تقلّص لاعبي الداخل، إن انتشار الفيروس، أدى الى صعوبةٍ في الحركة، وبالتالي رحل الكثير من لاعبي دوري المحترفين، والدرجة الأولى إلى أنديةٍ في الداخل، ويرتبط ذلك بالأزمة المالية التي تعيشها الفرق المحلية أيضاً ما يعني أن في الموسم المقبل لن يكون عدد عناصر التعزيز من الداخل في الأندية الفلسطينية كبيراً.   الفرق كلّها، تعتمد على لاعبي الداخل الفلسطيني، باعتباره السوق الوحيد المتاح أمامها، إلى جانب لاعبي الضفة، في ظل عدم القدرة على ضم لاعبين من قطاع غزة بسبب إجراءات الاحتلال، وصعوبة استخراج التصاريح، أو انتداب لاعبين من الخارج، نظراً لوجود قانون من اتّحاد اللعبة يمنع ذلك. رابع النقاط غياب الرعاية مجدداً، في الموسم المنصرم لم تتقدم أي من الشركات الكبرى لرعاية دوري المحترفين، باعتبار ذلك مجازفة كبيرة، ومع غياب الجمهور، وهو المصدر المستهدف بالإعلانات من الشركات الراعية، ستصبح مهمة الحصول على راعٍ للمسابقة أصعب بكثير، وقد نذهب إلى ما ذهبنا إليه في التجربة الفائتة.   العبء سيكون مضاعفا على اتّحاد اللعبة الموسم المقبل، إذا ظلت الرعاية غائبة، ويتزامن ذلك مع أزمة اقتصادية خانقة تعيشها السلطة الفلسطينية، بسبب الحصار الذي تعاني منه، نتيجة حجز أموال المقاصة بسبب المواقف السياسية، إضافةً إلى غياب الدعم العربي والإقليمي، وتهميش القضية الفلسطينية.

مواضيع قد تهمك