شريط الأخبار

الأنيق" كاظم لداوية عبق من سحر الكرة المقدسية

الأنيق كاظم لداوية عبق من سحر الكرة المقدسية
بال سبورت :   " الخليل- كتب فايز نصّار/ عندما التقيت الثعلب موسى الطوباسي، وسألته عن مثله الأعلى في الملاعب، ردّ دون تردد: إنه النجم كاظم لداوية، الذي برز في صفوف سلوان والموظفين والهلال مطلع السبعينات  .    ورغم معرفتي السابقة بالكابتن كاظم ، إلا أنّ كلام أبي فايز الكبير دفعني لمزيد من التقصي حول هذا الشاب المقدسي المحبوب ، الذي فرض نفسه نجماً لا يشق له غبار ، وترك بصمة مؤثرة في جنبات المطران ، رغم قصر عمره في الملاعب .    ويُحسب أبو خليل على الجيل المقدسي الذهبي ، الذي عاصر النهوض الكروي في العاصمة بعد عدوان 67 ، وعاش أيام الديربيات البيضاء بين سلوان والجمعية ، حيث نشأ في عتبات الجمعية ، قبل أن يأخذه ملهم سلوان الراحل أحمد عديله للعب مع أصحاب الزيّ المفدى .   وعاصر الكاظم كثيراً من النجوم الفلسطينيين ، الذين صنعوا المجد الكروي في السبعيات ، وكان من طلائع لاعبي الهلال المقدسي ، قبل أن يعلق حذاء اللعب مبكرا ، لأسباب فضل عدم الخوض في تفاصيلها .    لم يكن صعباً التواصل مع لداوية ، ولكنه اشترط ان يكون له أسلوبه الخاص في الاجابة على أسئلتي ، فوجدت بين ثنايا الرجل بقايا نجم كبير ، وملامح إعلامي عرف كيف يستعرض زبدة ذكرياته .
- اسمي كاظم خليل موسى اللداوية "أبو خليل " .. جئت لهذه الدنيا في الأول من حزيران عام 1955 بجوار الأقصى في القدس العتيقة ، ولم أحظ باللعب في حواري البلدة ، بل مع أصحابي في ساحات المسجد الأقصى ، حيث كنانداعب الحراس ، ونهرب منهم ما بين تسلق الشجر وسور القدس العظيم ، فكانت تلك أول فرصة لنا في بناء الجسد ، واللياقة والمراوغة .  - وفجأة ذهبت لمشاهدة مباراة في ملعب المطران لفريق الجمعية ، فشدتني اللعبة والجمهور ، وهمت عشقاً باللاعب الرشيق ، الذي لاحقته عيناي حتى عندما تكون الكرة بعيدة عنه ، إنه الثعلب موسى الطوباسي ، الذي أوقد شرارة الكرة الأولى في نفسي . - بعد ذلك انتسبت لجمعية الشبان المسيحية ، ضمن البرامج الصيفية الترفيهية ، وهناك قرر الحكم والإداري المبدع عبد الله الخطيب تأسيس فريق للأشبال ، بدعم وموافقة رجل الرياضة الأول في القدس ، وربما فلسطينالمربي القدير ريمون زبانة ، وتم تكليفي بمهمة كابتن الفريق  لمدة سنتين توقفت بعدها عن اللعب . - بعدها جَاءَنِي الإداري المرحوم  أحمد عديلة ، وأقنعني بالانضمام للفريق الأول بنادي سلوان ، والمدهش أنني شاركت من أول مباراة إلى جانب المهندس عارف عوفي ، في آخر مباراة له مع سلوان ، فكانت الفرصة مناسبة لمشاهدته ، ومراقبة تحركاته  أكثر من متابعة اللعب ، وسط ذهول كبير راودني وأنا أسأل نفسي : هل أنا في حلم أم حقيقة ..أحقاً أنني بجانب المهندس عارف عوفي ؟! - ومع الأيام طال أمد الانتماء لنادي سلوان العريق ، قبل أن يقرر ثلة من نجوم القدس إضافة فريق من الدرجة الأولى لنادي هلال القدس ، الذي كان كيانه قائما دون فريق درجة أولى ، فحظيت بشرف المشاركة معه ، ...وبين التنقل من سلوان الى الهلال لعبت عدة مباريات مع فريق الموظفين ، بأمر من مدرسي في المعهد العربي ، الأستاذ الذي ضحى بعمره لرفع شأن الرياضة ، المرحوم بإذن الله يعقوب الأنصاري . - الحقيقة أنني – وللأسف - لم أتتلمذ أو أتدرب على يد مدرب معين ، وذلك لقصر المدة التي انخرطت بها في اللعب ، ولكن كان هناك حوافز وتشجيع وسبب في تواجدي في الملعب ، من احتضان زملاء وأحبة فرضوا عليّ حبهم وحب اللعب ، وأكثرهم تأثيراً كان المرحوم بإذن الله شيخ اللاعبين  ماجد ابو خالد ، والسهم المنطلق عز الدين الهيموني  .  - واكتمل حلمي الكروي باللعب إلى جانب نجم النجوم ، وأيقونة الكرة الفلسطينية الثعلب موسى الطوباسي ، ولَم أشكل معه ثنائياً ، وإنما كنت ربعاً ، وهو واحد وثلاثة أرباع ، وكنت وما زلت فخوراً بهذا الربع بجانبه. - لن أتحدث عن نجوم في مستوى منتخب وطني ، ولكن طالما شكلت في مخيلتي فريقاً افتراضيا ، ليمثل فلسطين نهاية السبعينيات  ، وكان كالآتي : في الحراسة : خليل بطاح ، وعماد عكة ، وفي الدفاع ابو السباع ، وزكريا مهدي ، ويوسف البجالي ، وعلي العباسي ، وأمامهم إبراهيم نجم ، وفي الوسط والهجوم عارف عوفي ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، وعمر موسى ، وموسى الطوباسي ، وناجي عجور ، وحاتم صلاح . - الحمد لله تشرفت باللعب في إلى جانب نجوم كبار من أمثال المرحوم أبو خالد ، والطوباسي ، ونجم ، وعلي العباسي ، ومحمد طالب ، وعرفات حميد ، ومصطفى القدسي ، ومحمود محي الدين ، ومعن القطب ، وعايش الكركي ، وموسى اسماعيل ..وغيرهم - لا أذكر لي أيّ إنجازات سوى الاحترام والتقدير ، الذي ألمسه وأصادفه في كلمات جمهور الزمن الجميل  ، بما يثلج صدري وأكتفي به . - ذكريات الإعلام الرياضي أيامنا تشير إلى أنّ أفضل محلل رياضي وباحتراف كبير ، القدير سامي مكاوي ، وأنّ الفضل في فتح الزاوية الرياضية في الصحف يعود للأستاذ واصف ضاهر، والراحل طوني عبود . - حصلت على جوائز كثيرة  في كرة القدم ، وكرة اليد ، وكرة السلة ، وفِي النهاية لم اعتزل ، بل اعتذرت عن الاستمرار والتواجد في الملاعب ، وكنت ما زلت في الرابعة والعشرين من عمري ، وذلك لأسباب أخجل أن أذكرها الآن . - للأسف لا أتابع الرياضة في هذا الزمان ، ولا أعرف شيئا عن الاحتراف سوى ان الجميع مستاء من آليته ، وآثاره السلبية على الرياضة والرياضيين والأندية . - لم أشاهد في الملاعب أفضل من ليونيل مسي ، إنه أسطورة يخطف القلب بتحركاته ، سواء بأهدافه أو تمريراته الموسيقية ، وبالنسبة لي أفضل لاعب في فلسطين موسى الطوباسي ، وأفضل لاعب عربي محمد أبو تريكه . - مثلي الأعلى يرتقي لصناع النجوم ، أحمد عديله الله يرحمه ، وريمون زبانه ، وَعَبَد الله الخطيب . - أكثر ما أذكره من الأحداث المهمة أيامنا  عندما يأتي فريق من غزة ، أو من الجنوب مثل الخليل وبيت ساحور وبيت جالا ، كان كالمهرجان والجميع بانتظاره ، لما كان لهذه الفرق من قدرات وجاذبية ، ومهارات تستحق المشاهدة والاحتفال . - من أطرف ما حصل معي في الملاعب يوم  انفردت بصديقي حارس  العربي بيت صفافا عبد خليل ، فإذا به يشير بيده الى ذقنه وهو يداعبني ويقول : أخوك يا ابو خليل .. نحن  أصحاب وحبايب .. فضحكنا سويا .. لكن الكرة كانت قد وصلت الشباك . - ومن الطرائف أيضاً يوم انفردت بالصديق عماد عكة ، وهو حارس سلوان ، وأحرزت هدفاً .. وبينما  كنت أتقبل التهاني من الزملاء ، راح الطوباسي يهتف بأن الهدف كما رَآه في منامه تماماً ، فأقسم له عماد عكه بأنه لامس الكره بيده قبل دخول المرمى ، وكاد أن يصدها ، فقلت له  :أنا سددتها قريبة منك ، لأمنحك فرصة صدها ، لكنها خانتك وعانقت الشباك ... مثل هذه الأحاديث كانت تجري في الملعب رغم المنافسة ، وذلك بالنظر للحب والاحترام  بين لاعبي مختلف الفرق .

مواضيع قد تهمك