شريط الأخبار

"الخجول" مروان الزين صقر فلسطيني يحلق في بلاد العم سام

الخجول مروان الزين صقر فلسطيني يحلق في بلاد العم سام
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ عندما كنا صغاراً لم يكن كثير من المدربين يهتمون بالطلبة المتفوقين ، لأنهم سرعان ما يتركوا الملاعب ، ويلتحقوا بالجامعات خارج الوطن ، ناسين قصص كرة القدم ، لأنّها " ما بتطعم خبز " .

وجاءت الانتفاضة الأولى سنة 1987 لتزيد هموم كرة القدم الفلسطينية ، فترك جيل من الموهوبين الملاعب ، واعتزلوا الكرة في أوج عطائهم .. وكثير منهم هاجر إلى بلاد الآخرين بحثاً عن الرزق الحلال .

وكان في مقدمة هؤلاء الموهوبين نجم البيرة الموهوب مروان الزين ، الذي ترك بصماته مع فرسان الوسط ، وخطف الأضواء في لقائي نجوم الضفة والقطاع سنة 1984 ، وكان قاب قوسين أو أدنى من الاحتراف بعد تألقه كلاعب تعزيز مع شباب الخليل في رحلة فرنسا المعروفة .

ولعب الزين مع فريق الجالية العربية في شيكاغو ردحاً من الزمن ، ليتحول إلى التدريب في مدرسة الأقصى ، قبل أن يتفرغ للتحكيم ، حيث أصبح حكماً معترفاً به في بلاد العم سام .

بصعوبة وصلت إلى الزين في شيكاغو ، ولكن بسهولة تفاعل الرجل الأديب مع مبادرتي ، وفتح لي قلبه ، مستعرضا لمحبيه محطات من تألقه في ملاعب الوطن والمهجر .

- اسمي مروان جمال احمد الزين ، من مواليد البيرة يوم 8/4/1960 .

- نشأت في عائلة تحب كرة القدم ، حيث كان والدي يلعب مع رجال الأعمال ، وكنت أذهب لمتابعته ، وفي أيام العطلة كنت أمكث في الملعب من التاسعة صباحاً حتى العاشرة ليلاً ، ثم أعود لأغتسل وأنام .

- وخلال دراستي في المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية كنت من المتفوقين في الدراسة والرياضة ، وبعد تألقي في الرياضة المدرسية التحقت بنادي مجموعة البيرة الأولى ، الذي أصبح يسمى مؤسسة شباب البيرة ، ومن هنا بدأت حكايتي الحقيقية مع كرة القدم .

- أكثر من مدرب له فضل علي ، ومنهم الأستاذ أحمد عبد في الابتدائي ، وبعده الأستاذ طلال فايز ، ثم الأستاذ داود متولي في الثانوي .. ولمّا انتقلت إلى مجموعة البيرة لا أنسى فضل الأب الروحي محمد سبيكة ، والمدرب جمعة عطية ، والمدرب داود متولي ، والمدرب داود النشاشيبي .

- لعبت فترة قصيرة مع مركز شباب الحسين في عمان إلى جانب النجم يعقوب اللحام ، ولعبت مع شباب الخليل في رحلته إلى فرنسا سنة 1984 ..واشكر الله أولاً ، ثم إدارة شباب الخليل العزيزة ، لأنهم وضعوا الثقة بي كلاعب وكابن لهم ، وأشكر الأستاذ عزام اسماعيل لسماحه لي بالسفر مع شباب الخليل ، وفي الطريق إلى فرنسا لعبت مع الشباب أمام الوحدات في عمان وفزنا بهدفين لعيسى كنعان ، وعادل الناظر .

- أفضلتشكيلة لعبت معها في مؤسسة البيرة تضمزياد بركات ، وإياد أبو غوش ، ورفيق عبده ، وعصام الشريف ، وطارق النقيب ، وماهر عباس ، وعمر صادر ، وأمين عبد الله ، واياد بريوش ، وسعيد الضمرة ، ونائل مسعود ، وشفيق طه ، وأخوه الحارس خلف أمير طه ، وعواد نصار رحمه الله ، وعصام أبو سويد ، ونزار ابو علي ، ومنذر عايش ، ومعذرة إذا نسيت أي من زملائي الأعزاء !

- مثلي الأعلى في الملاعب إياد أبو غوش ، وماجد البلبيسي ، وعيسى كنعان ، وفايز طلال ، وخارج الملاعب والدي رحمه الله .

- أكثر لاعب كان يفهمني إياد أبو غوش في الوسط ، وكذلك بدوي عبد اللطيف ، الذي كان قائداً ومفكراً ذكيا ، وبعد ذلك تحولت لخط الدفاع ، إثر إصابة اللاعب رفيق عبده .

- أكثر مدافع كنت أحسب حسابه علي العباسي ، وأمجد حامد ، وناصر البرق ، وأكثر مهاجم كنت أتوجس منه ماجد البلبيسي ، وخليل البرهم !

- كانت لي تجارب عديدة في التدريب ، منها الاشراف على أشبال مجموعة البيرة ، حيث ساهمت في بروز بعض النجوم ، ومنهم باسم وضاح ، وعصام أبو سويد ، واللاعب المرحومماجد رضوان عابد، الذي كان مشروع نجم عالمي ، ولكن يد الغدر الصهيونية اغتالته ، وحرمتنا من نجم كبير .. وبعد ذلك دربت فريق مدرسة الٌأقصى في شيكاغو لمدة سنتين .

- شباب الخليل كان البيت الذي احتضنني ، وفتح لي أبوابه الواسعة ، لذلك أشكر كل من ساعدني لأكون لاعباً مع هذا الفريق العريق ، وخاصة أخي حاتم صلاح ، والأستاذ رجب شاهين ، والمرحوم أبو حمدي العويوي .. وبصراحة كنت متوجساً من الفشل في مساعدة هذا الفريق ، الذي يضم قوة دفاعية بقيادة المرحوم زكش ، مع قوة في الوسط بقيادة حازم صلاح .. وأحمد الله الذي قدر لي التألق مع الشباب منذ المباراة الأولى أمام نادي سانت اتيان ، حيث جاءني مدرب سانت اتيان بعد المباراة ، واستأذن المسؤولين قبل الحديث معي ، فتحدثت معه باللغة الانجليزية ، وأخبرني : إنه معجب بي وبصديقي ماجد البلبيسي ، وبعيسى كنعان ، وعرض علينا عقداً يوفر لنا العيش المريح في فرنسا ، فكان الردّ بأنّ الأمر يرجع للمدرب وللإدارة ولوالدي ، الذي شاورته فكان جوابه : ارجع إلى أرض فلسطين أفضل لك من الغربة يا ابني ، فاحترمت رأي والدي رحمه الله !

- أفضل نجوم الضفة أيامي إياد أبو غوش ، وزياد بركات ، وخليل بطاح ، ومحمد صندوقة ، وأمجد حامد ، وناصر البرق ، ونائل الدغيري ، ورفيق عبده ، وعلي العباسي ، وأحمد صيام ، وماجد البلبيسي ، وعيسى كنعان ، والسنو ، وطلال فايز ، وعارف عوفي ، وسامر بركات ، ونائل مسعود ، ورباح كببجي ، وعماد الزعتري ، ومحمد المالحي ، وجودي مسودي ، وحاتم وحازم صلاح ...وغيرهم ، أمّا أبرز نجوم القطاع فأذكر منهم زكريا مهدي ، وناصر مطر ، وغسان البلعاوي .

- امتاز فريق البيرة أيامي بالتنافس الشريف بين جميع اللاعبين ، حيث كان كلّ لاعب يحاول أن يكون الأفضل ، ويقنع المدرب بأنّه الأكثر جاهزية للمباريات ، علماً بأننا جميعاً كنا نلعب حباً في كرة القدم مهما كانت الظروف قاسية ، فيما يخص العراقيل الاحتلالية ، ووضعية الملاعب السيئة .. جميعنا كنا نلعب من أجل المحبة والصداقة ، ولم نكن نلعب من أجل الفلوس !

- كان لي الفخر بالمشاركة مع نجوم الضفة في عدة مباريات منتصف الثمانينات ، ولسوء حظي أصبت في مباراتنا مع منتخب غزة على ملعب المطران ، عندما حاولت قطع الكرة من أمام أحد اللاعبين ، فسقطت على الأرض ، والكل يعرف وضعية ملعب المطران المليء بالحصى ، فلم استطع إكمال تلك المباراة .

- منذ 38 سنة أعيش في ولاية الينوي شيكاغو ، وأعمل في إدارة احدى الشركات ، وعملي ليلي حيث أذهب لأنام 5 ساعات ثم أشارك في تحكيم المباريات للحفاظ على لياقتي ، وللحصول على بعض الأموال ، والآن انا حكم معترف بي هنا في الولايات المتحدة .

- تقتصر متابعتي لدوري المحترفين على تتبع فريقي شباب البيرة ، الذي يملك لاعباً سيكون له شأن ، وأقصد اللاعب محمد فراج ، الذي أنصحه بالمواظبة على التمرين .

-لاعبي المفضل فلسطينياً محمد فراج ، وعربياً محمد صلاح ، وعالمياً رومينغيه ، وبرايتنر ، وزيدان ، أمّا مدربي المفضل فلسطينياً فعقيل النشاشيبي ، الذي يعرف كلّ شيء عن كرة القدم ، وكذلك محمد شبيكة ، وداود النشاشيبي ، وجمعة عطية ، أما عربيا فمدربي المفضل حسن شحاته ، وعالمياً مدربي الأفضل يوغن كلوب .

- أرجو من الله العلي القدير أن ينعم على الأستاذ عزام اسماعيل بالصحة والعافية ، لأنّه نعم الإنسان المكافح من أجل الرياضة والرياضيين ، وهو الآن يواصل عمله كرئيس لبلدية البيرة ، أثمن دوره في التضحية من أجل الرياضة الفلسطينية .

- حاتم صلاح كان خير سفير للكرة الفلسطينية عندما لعبنا في فرنسا عدة مباريات ، حيث أحسن إدارة الفريق فنياً ، وكان نعم الأخ الحاني على جميع اللاعبين ، فألف تحية للنجم الكبير حاتم صلاح .

- كان زياد بركات أسد المرمى في فريق البيرة ، وكان لي شرف اللعب معه ، وكان سبباً في رفع أسهم البيرة ، بما يملك من أخلاق ، وقدرة على رفع معنويات جميع لاعبي الفريق ، وطبعاً لا أنسى هنا دور الحارسين المتألقين خليل بطاح ، ورباح الكببجي .

- أتمنى أن يواصل فريق البيرة تألقه ، ولكن عليه المواظبة على التمرين ، والابتعاد عن الغرور ، واللعب من أجل المتعة .

- من أطرف ما حصل معي في الملاعب خلال مباراة مع منتخب العرب في شيكاغو أمام فريق مكسيكي .. كان هناك لاعب مكسيكي يحاول المرور مني ، وكنت أراقبه جيداً ، فصار يشتمني ، وأنا أرد عليه ، وفجأة جاء من الخلف وضربني ضربة قوية أسقطتني أرضاً ، فأوقف الحكم اللعب ، وسأل مساعديه ، فقالوا له : لم نشاهد شيئاً ، وهنا جاءت صديقة اللاعب المكسيكي وبصقت عليه ، وقالت له : أنت قذر ، لماذا ضربته بدون كرة ؟ فجاء الحكم وطرده بالبطاقة الحمراء .

- أخيراً أتمنى أن ينصر الله شعب فلسطين ، ويتحقق العدل ، ويحل السلام في ربوع بلادي ، وأتمنى أن تتطور كرة القدم الفلسطينية ، وينجح المنتخب في البطولات ، وأشكرك أخ فايز على جهودك في تسليط الأضواء على نجوم الزمن الجميل .

مواضيع قد تهمك