عميد الرياضيين نادي خوري.. عنوان العراقة والتاريخ في الكرة الفلسطينية

الخليل - كتب فايز نصار/ لا يختلف اثنان على كون جمعية الشبان المسيحية بالقدس كانت المشتلة الرياضية ، التي تخرج من جنباتها كثير من نجوم الرياضة الفلسطينية ، الذين تركوا بصماتهم في الملاعب .
وكان للثلاثي لبيب شحادة ، ريمون زبانة ، ونادي خوري دور
هام جداً في إعداد جيل من المبدعين الرياضيين ، الذين تعب الرجال عليهم في السنوات
الحالكات ، وسهروا الليالي في تدريبهم في مختلف الرياضات الفردية والجماعية.
والفرق بين الثلاثة أنّ دور لبيب وريمون زبانة انحصر في
الجمعية ، فيما تنقل أبو جميل بين كثير من الأندية ، وترك بصماته الإبداعية لاعباً
في الموظفين وبيت جالا ، ومدرباً لكثير من الفرق ، التي قادها لاحتلال المراتب
المتقدمة ، ونيل الكؤوس في مختلف البطولات .
ولم يقتصر فعل أبي جميل الرياضي على اللعب والتدريب ،
وراح يترك بصمات لا تقل أهمية في التحكيم والإدارة الرياضية ، وكان من أركان رابطة
الأندية ، التي حملت على عاتقها مهمة الحفاظ على الحركة الرياضية في الزمن الصعب.
ورغم بلوغ المخضرم نادي خوري الخامسة والثمانين من العمر
، إلا أنّه ما زال يحتفظ بحيويته ونشاطه ، وتجاوب بسرعة مع مبادرتي ، كاشفاً لي
بالتعاون مع زميل أحمد البخاري قبساً من سيرته الرياضية العطرة.
- وتضمن التكريم يومها لفتة وفاء فلسطيني للجزائر ، في استذكار قدوم منتخب الثورة الجزائرية إلى فلسطين سنة 1958 ، ولعبه في القدس ونابلس ، حيث كنت أنا وعبد العال من لاعبي فريق الموظفين ، الذي التقى منتخب جيش التحرير الجزائري ، على ملعب الشيخ جراح بالقدس .
- اسمي نادي جميل عودة خوري من مواليد القدس يوم 1/4/1936 ، حصلت على شهادة عليا من معهد التربية الرياضية بالإسكندرية ، وعلى دبلوم الدراسات الرياضية العليا b.a من الولايات المتحدة .
- لعبت الكرة منذ طفولتي في حارة النصارى بالقدس ، ثم في المدرسة الإبراهيمية ، حيث اكتشف مواهبي القائد الفلسطيني الراحل بهجت أبو غربية ، ولعبت عدة رياضات منها كرة القدم ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، وكرة الطاولة ، ومن الرياضيين الذين لعبوا معي في المدرسة عبد المجيد عمرو ، وفؤاد عودة.
- بعد ذلك توجهت إلى مصر ، وتخرجت من معهد التربية الرياضية بالإسكندرية ، ثم تابعت دراستي العليا في الولايات المتحدة ، وحصلت على دبلوم عالي في الرياضة b. a .
- تألقت في رياضات كرة القدم ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، وكرة الطاولة ، وكنت أكثر إبداعاً في كرة اليد ، حيث لعبت مع منتخب الأردن ، وشاركت مع الحاج أحمد الناجي في الدورة الرياضية العربية بالمغرب سنة 1961.
- وفي كرة الطاولة حصلت على بطولة المملكة ، ولعبت النهائي مع نجم الأردن جنكات ، ويومها كان الحكم ممدوح خورما ، واحتسب لي نقطة حاسمة من كرة " تتش " فاحتج اللاعب جنكات ، دون أن يغير من قرار الحكم.
- لعبت كرة القدم في فريق الموظفين ، وكان معي في الفريق فايز وفريد عبد العال ، وسمير شرف ، والحاج العلمي ، والحاج أحمد الناجي .. وغيرهم ، ثم لعبت لأرثوذكسي بيت جالا ، ولعب معي النجوم أمين زيت ، وجورج قسيس ، وعودة بشارة .
- مثلي الأعلى في الملاعب المرحوم أحمد النشاشيبي ، ومثلي الأعلى خارج الملاعب والدي رحمه الله .
- عملت لمدة طويلة في التدريب ، ودربت أندية سلوان ، وجبل الزيتون ، وهلال القدس ، وشباب وأهلي الخليل ، والظاهرية ، وطارق بن زياد ، والامعري ، والبيرة ، وعملت مدة طويلة في التدريب في عدة رياضات في الجمعية بعد المدرب لبيب شحادة ، ليأتي لاحقاً المدرب ريمون زبانة .
- من أفضل نجوم فلسطين أيامي أبو السباع ، ومعمر بسيسو ، وفايز عبد العال ، وناجي عجور ، وزكريا مهدي ، وعارف عوفي ، وفارس أبو شاويش ، ومطيع طوقان ، ومحمد العارضة ، وحاتم صلاح ، وماجد ابو خالد ، وجورج زرينة ، وعبد الله الكرنز ..وغيرهم ، وأعتذر لمن فاتني ذكره .
- حصلت على لقب أفضل حكم في الضفة والقطاع ، في استفتاء اجرته الصحافة ، وعملت رئيسا للجنة الحكام في كرة القدم ، ورئيسا للجنة حكام السلة قبل 1967 .
- لا أنسى مشاركاتي مع الموظفين أمام منتخب الجزائر العملاق أواخر الخمسينات ، حيث لعبنا معه مباراتين ، على ملعبي المطران والشيخ جراح ، وأذكر من نجوم الفريق أيامها رشيد مخلوفي ، وحميد زوبا ، وعبد الحميد كرمالي ، والمدرب اللاعب مختار ، وأذكر يومها غلبونا مرتين .. ومنذ مدة قيل لي : بأن الجزائر ستستضيفني أنا وفايز عبد العال ، مع اللاعبين الذين شاركوا أمام منتخب جيش التحرير الجزائري ، وما زلت أنتظر .
- لا أنسى لعبي مع شباب الخليل أمام الحرس الملكي منتصف الستينات ، وكان الحرس الملكي يومها يضم خيرة نجوم المنتخب الأردني ، ورغم الهزيمة على ملعب الحسين كانت المبراة رائعة .
- الصديق ريمون زبانة رجل طيب ، وأخ عزيز ، ومدرب كبير له بصماته الواضحة في سجلات الرياضة في القدس ، وفي كلّ فلسطين.
- المرحوم اسماعيل أبو رجب رجل ضحى كثيراً من أجل الرياضة ، نجح كمدرب مع شباب الخليل ، وكان من خيرة حكام فلسطين ، رحمه الله كان يتمتع بأخلاق عالية ، واحترام من الجميع .
- فايز عبد العال من أفضل مدافعي فلسطين ، كان من نجوم الموظفين ، يتمتع بأخلاق عالية ، مع سلاسة وخفة دم ، ولكن في الملعب لا يعرف أبوه ، أذكر ان الموظفين لعب مع الجيش الأردني ، وكان فايز يلعب معنا ، وشقيقه فريد مع الجيش ، وفي احدى اللقطات خاشن أخوه ، ورماه أرضاً !
- معمر بسيسو من الرياضيين المؤثرين ، الذين يملكون أخلاقا عالية ، كان أستاذاً في دار المعلمين برام الله ، وساهم في تأسيس الكثير من الرياضيين ، رجل دمث يحبه الجميع !
- كان نادي الموظفين من خيرة الأندية ، ولعب في الدرجة الأولى بالأردن قبل سنة 1967 ، ومع الأسف الآن لا يحتل مرتبة مناسبة ، أتمنى أن يستعيد أمجاده ، حيث كان يضم نخبة من الموظفين ، من القدس والأماكن المجاورة، وكان يعتني بأبناء المدارس ، ويؤسسهم رياضياً .
- نعم أتابع دوري المحترفين ، وبصراحة المستوى متذبذب ، فترى الفريق يظهر هذا الأسبوع بمستوى جيد ، وفي الأسبوع التالي يصبح المستوى سيئاً ، فلا يوجد ثبات مستوى ، رغم توفر الامكانيات المادية والبشرية.
- أتابع المنتخب الوطني ، ومستواه جيد ، وقد أحسن تمثيل الوطن ، في انتظار مزيد من العمل ، لأن العالم يرانا من خلال المنتخب الفدائي ، والأمر يتطلب مزيداً من الاهتمام بالفئات السنية ، وتنظيم الاكاديميات الكروية ، ونشر الكرة في المدارس .
- اتابع الكرة العالمية ، وخاصة الريال ، وبرشلونة، ومان سيتي ، وليفربول ، وكان يعجبني بيليه ، وجارنشيا ، وكلّ نجوم البرازيل ، واليوم يعجبني رونالدو .
- الحمد لله الرياضة عرفتنا على الناس الطيبين ، ومن خلالها حصلت على أعلى الشهادات ، وفزت بكثير من البطولات ، ولكن تبقى معرفة الناس أفضل المكاسب ، أملاً ان تعود للرياضة بساطتها وبراءتها ، فقد كنا نصرف من جيوبنا ، فيما أصبح اللاعب اليوم يريد سيارة ، ويريد شقة