شريط الأخبار

الداهية حاتم صلاح رجل المهمات الصعبة

الداهية حاتم صلاح رجل المهمات الصعبة
بال سبورت :   الخليل- فايز نصار/ عندما كنت صغيراً قرأت لقاءاً أجرته صحيفة القدس مع حاتم صلاح ، الذي كان يتألق في صفوف جمعية الشبان المسيحية  ( YMCA) ، ومما قاله صلاح يومها حول أغلى أمانيه : " أتمنى ان يشكل منتخب للخليل ، يلعب مع منتخب القدس ، ومنتخب للقدس والخليل ، يلعب مع منتخب الشمال ، ومنتخب للضفة يلعب مع منتخب غزّة ، ومنتخب لفلسطين يلعب مع المنتخبات الأخرى ".   ولم يعرف بائع الكعك الشقي فايز نصار - يومها – أن كلّ هذه الأحلام ستتحول إلى حقائق ، ولم يدر في خلده أنّه سيصبح يوماً جاراً وصديقاً لهذا الداهية الألمعي ... ولكن لأنّ من طبع الأيام أن تدور ، تفتحت أوراق كلّ احلامنا الصغيرة ، وتحول الحاتم من جلاد للحراس في الجمعية المقدسية ، إلى راجمة صواريخ في الفرقة الخليلية ، فارضاً نفسه نجماً لا يشق له غبار ، ومدرباً يعرف من أين تؤكل الكتف الكروية ، وإدارياً ترك بصماته في سجلات الشباب ، والكرة الفلسطينية بأسرها .   لم أجد صعوبة في الحصول على معلومات قيمة من أبي فراس ، لأنه حريص على تخزين المعلومات ، وتوثيقها بالصور ... والأمر احتاج لأكثر من جلسة في بيته العامر ، في محاولتي تقديم وجيز عن سيرته الكروية . -   حاتم مصطفى حسين صلاح " أبو فراس " من مواليد سنة 3/2/ 1947 في القدس . -  كانت بدايتي مع الكرة في حارات الخليل ، التي تفتحت فيها موهبتي ، واستفدت من سكني القريب من ملعب الحسين ... وفي مدرسة ابن المقفع اكتشف الأستاذ المرحوم عبد الرحيم القاضي موهبتي ، وأشركني كحارس مرمى ، لأنتقل بعد ذلك إلى مدرسة ابن رشد ، مع الأستاذ عبد المغني جويحان ، الذي حولني إلى مهاجم . - وبدأ الحلم يتحول إلى حقيقة ، عندما ضمني نادي شباب الخليل ، الذي لعبت له مع أفضل النجوم ، وشاركت معه في بطولة الدوري الأردني ، حيث صعدنا إلى الدرجة الممتازة عن الضفة العربية سنة 1966 ... وبسرعة لفتُّ أنظار القائمين على منتخب مدارس الأردن ، فتمّ ضمّي لمنتخب مدراس المملكة ، وشاركت معه في دورة الألعاب المدرسية الثالثة في دمشق سنة 1966 . -  ولمّا أُغلق نادي شباب الخليل بعد عدوان 1967 ، التحقت بنادي سريان بيت لحم لمدة سنة ، قبل لعبي سنة أخرى في سلوان المقدسي ، الذي كان يضم عدداً من نجوم فلسطين ، مثل ابو السباع ، وعارف عوفي ، ورجب شاهين ، وناجي عجور ، وشفيق الناظر .. ثم التحقت بنادي شباب أريحا ، الذي كان بدوره يضم ثلة من النجوم ، ومنهم رجب شاهين ، وفايز وفريد عبد العال ، وجميل الهرباوي ، والمرحوم الحارس زياد السباسي . -  وكانت محطتي الهامة في جمعية الشبان المسيحية ، التي كانت تشكل منتخبا مصغراً للمنطقة ، بوجود موسى الطوباسي ، وإبراهيم نجم ، وجبريل الدراويش ، وعبد الله الكرنز ، ويوسف البجالي ، ويوسف الدلياني ، وسامر بركات ، وعزيز البشيتي ، وعقيل النشاشيبي ، ومصطفى العلمي .. ومع الجمعية نلت الكثير من الألقاب الجماعية والفردية ، أبرزها اختياري في استفتاء خاص  ، كثاني أفضل لاعب في البلد بعد عارف عوفي ، الذي حلّ اولاً برصيد 232 نقطة مقابل 230 نقطة لي ، ومتقدما على الثالث اسماعيل  المصري "ابو السباع" . -  وكانت سنة 1974 محطة أكثر أهمية في حياتي ، حين عدت إلى بيتي الأول نادي شباب الخليل ، لأصبح هداف الفريق لمدة طويلة ، ولأحمل مهمة كابتن الفريق بعد اعتزال الأستاذ رجب شاهين ، ولأساهم مع الشباب في نيل كثير من البطولات المحلية ، قبل اعتزالي اللعب يوم 10/3/1984 .. وفي شباب الخليل لعبت إلى جانب كلّ من رجب شاهين ، ، ومنذر الشريف ، وغازي غيث ، وماهر سلطان ، واسحق العيدة ، والمرحوم جبريل الدراويش ، ورشاد الجعبري ، وعدنان الحداد ، وشاكر الرشق ، ومحمد خليل كوجاك ، وحسين حسونة ، وأخي حازم ، وجويد ورشاد وعبد الرزاق وفيصل الجعبري ، ويسري الاشهب ، ووليد وفايز كستيرو ، وعدنان الحداد ، وطالب ونايف ناصر الدين ، وخليل بطاح ، وعبد العظيم أبو رجب ..وغيرهم كثيرون . -  وكان اعتزالي اللعب سنة 1984 في مباراة مع جمعية الشبان المسيحية ، وشارك في المهرجان اللاعبان واكد العقبي ، وخليل البرهم ، وتحولت المباراة إلى كرنفال تكريم كبير لي ... لن أنسى تلك المباراة . -  وبعد اعتزالي اللعب أصبحت مدرباً للفريق ، ونلت معه العديد من الألقاب ، أبرزها بطولة الكأس في نهائي أمام مركز طولكرم سنة 1985، وبطولة الدوري سنة 1987 ، وكنت مدرباً لشباب الخليل في رحلاته الخارجية إلى الأردن وفرنسا والكويت ... لتشمل رحلتي التدريبية  بعد ذلك أندية الأهلي ، وطارق بن زياد ،  وجمعية الشبان المسلمين ، والخضر . -  قبل انتقالي من الجمعية للشباب فزنا على الشباب على ملعب الحسين بخمسة أهداف نظيفة ، سجلت منها هدفين ، وبعد لعبي مع الشباب مباشرة فزنا على الجمعية مرتين على الحسين ، وعلى المطران . -  لا أنسى هدفي في مرمى غزة الرياضي من مسافة أربعين ياردة ، وسجلته من أمام المنصة ، التي كان يجلس فيها رئيس البلدية المرحوم الشيخ محمد علي الجعبري ، ويومها كان حارس الرياضي ماهر حميدة ، وانتهت المباراة بفوز الشباب 4/3 . -  ولا أنسى مباراتي مع الجمعية أمام سلوان ، حيث كان فريق سلوان متقدما 2 / صفر قبل 22 دقيقة من النهاية ، وفي ريمونتادا كروية ، انتفض فريق الجمعية وسجل أربعة اهداف ، تقاسمتها انا ، وموسى الطوباسي ، وسامر بركات ، وجبريل الدراويش ، لتنتهي المباراة 4/2 للجمعية ... وبعد المباراة صرح المرحوم أحمد عديلة : الآن أستطيع القول إن خط هجوم الجمعية ، هو خطّ الهجوم الوحيد في الضفة والقطاع ، القادر على تغيير نتيجة أي مباراة ، في أيّ لحظة . -  ولا أنسى أيضاً فوزنا مع الجمعية على المركز بستة أهداف لهدفين على ملعب خضوري ، وبعد اللقاء قال المدرب ريمون زبانة للأستاذ عرسان ابراهيم من اتحاد نابلس : الأسبوع القادم عندكم ، فردّ الأستاذ عرسان : " بعد اللي شفته اليوم ، ما بقدر أقلك تعال " -  في غياب المنافسات الرسمية في السبعينات ، كثرت بطولات السداسيات ، التي كانت تنظم في كلّ مكان ، والحمد لله حصلت على كثير من ألقاب هذه السداسيات الفردية والجماعية . -  ومن ذكريات السداسيات ما حصل في بطولة شركة السجائر سنة 1976 ، حيث كان النهائي بين الجمعية والشباب ، وفزنا بالنقاط 11/8 ، ويومها سجلت ثلاثة أهداف من خارج الصندوق في مرمى الحارس محمد نزال . - ومن ذريات سداسيات الربيع التي نظمها سلوان سنة 1977 حصولنا  في النهائي على ضربة جزاء ، فحركتها لأخي حازم الذي سجل في مرمى حارس بيت ساحور اميل هلال ، لأنّ ضربة الجزاء تحسب نقطتين ، والهدف الملعوب يحسب 3 نقاط ، مع العلم ان الركنية كانت تحسب نقطة دون ان تلعب ! - في منتصف السبعينات حضر شخص فلسطيني من عائلة الواوي يقيم في البرازيل ، ورتب لنا أن نلعب مع أحد الأندية البرازيلية أنا وأخي حازم ، ولكن الأمر لم يتم ، وبعد مباراة لي مع الجمعية أمام منتخب بيت ساحور ، فزنا بنتيجة ستة أهداف ، سجلت منها أربعة ، فتحدث معي سمسار لاعبين ، وعرض على اللعب مع أحد أندية الداخل ، ولكني رفضت الفكرة . -  أفضل من لعبت بجنبهم أخي حازم ، والمرحوم زكش ، والمرحوم ماجد أبو خالد ، ورجب شاهين ، وإبراهيم نجم ، والطوباسي .. وغيرهم كثيرون . -  مثلي الأعلى في الملاعب الجوهرة بيليه ، ومثلي في العمل ريمون زبانة . - مستوى شباب الخليل متذبذب بسبب كثرة تنقل اللاعبين ، وكثرة تغيير المدربين ، والمطلوب خطة واضحة ، تعتمد اولاً على أبناء أكاديمية النادي . -  المرحوم الحاج محمد العويوي " أبو حمدي " أعطى كلّ ما يملك للرياضة ، وساهم بشكل كبير في إنجازات شباب الخليل . -  من النجوم الذين خسرهم الشباب بسبب السفر الحارس فيصل الجعبري ، ويسري الأشهب ، والمرحوم شاكر الرشق ، وعبد الرزاق الجعبري ، وإيهاب القيسي ، وإسلام شاهين ، وأيضاً عادل الناظر الذي ترك الملاعب مبكراً ، مع أنه كان بإمكانه أن يكون نجماً كبيراً . -  سبب تراجع مستوى الدوري يعود لعدم وجود الانتماء الحقيقي ، وتغلب النظرة المادية على العطاء من قبل اللاعبين ، ومن ذلك كثرة تنقل اللاعبين بين الأندية ، وعزوف الجماهير عن الملاعب . -في السبعينات كان المستوى متقارباً بين الضفة وغزة ، ولكن المستوى في غزة تحسن بعد ذلك ، فيما أصبح المستوى أفضل في الضفة بعد الاحتراف ، بالنظر لقدوم عدد كبير من لاعبي غزة ، ولاعبي مناطق ال 48 . -  كانت فرحتنا لا توصف عندما نذهب للعب في غزة  وخانيونس ورفح ، فخلال ساعة كنا نصل إلى هناك ، وكنا نستمتع بوجود الجماهير العاشقة للكرة ... وأذكر سنة 1974 لعبنا مباراة مع الرياضي على ملعب اليرموك ، الذي اكتظ عن بكرة أبيه بالجمهور ، ويومها أحتسب الحكم المرحوم يحيى الشريف ثلاث ضربات جزاء ، سجل منها ناجي عجور هدفين للرياضي ، وسجلت هدفاً للشباب . -   أعتقد أنّ أشرف نعمان افضل لاعبي فلسطيني ، وأنّ محمود الخطيب أفضل لاعب عربي ، وبيليه أفضل لاعب عالمي . - أفضل مدرب فلسطيني ريمون زبانة ، وأفضل مدرب عربي المرحوم الجوهري ، وأفضل مدرب عالمي جوارديولا . - من النجوم الذين أتوقع لهم التألق خيري عابدين . - الإعلام الرياضي الفلسطيني خطا خطوات هامة في السنوات الاخيرة ، وأصبح أكثر مساهمة في تطور الرياضة ، وأملي أن يواصل الإعلام الرياضي تطوره . -  لم أكن ألعب إلا بالبوت الصيني ، وأذكر يوماً أنّ الوزير خالد العسيلي طلب مني أن أحضر للفريق 16 حذاء لعب من القدس ، وقد جربت لبس واحد منها ، ولما ذهبت إلى ملعب الحسين ، خلعته بعد خمس دقائق ، وقلت لهم : " هذا قبقاب ، مش بوت " ... وأذكر أنه كان عندي حذاء صيني مخصص للعب ، وحذاء آخر مخصص للتدريب ، وحذاء ثالث مخصص للساحة في مدرسة الحسين ، وكنت احتفظ بعدد من الأحذية الصينية مخزنة ، مخافة ان تنقطع من السوق ، علماً بان ثمن الحذاء الواحد كان دينار وربع ...وأذكر يوما أنني ذهبت للعب مباراة في القدس ، ولما فتحت حقيبتي اكتشفت أنني نسيت الحذاء الصيني ، فاتصلت بسرعة بوالدي المرحوم مصطفى صلاح ، وطلبت منه احضار البوت إلى القدس ، وخلال نصف ساعة أحضره معه ، لأنه كان حريصاً على حضور جميع المباريات . - من اطرف المواقف التي حصلت معي في سداسيات الشتاء بأريحا سنة 1978، حيث أحرزت هدفاً صاروخياً من خارج الصندوق ، فخرقت الكرة الشباك ، ووصلت إلى شاحنة ، كان سائقها مشجع الشباب فايز صلاح " أبو بشير "  يعمل على خط عمان ، وفور وصوله قفز من الشاحنة ، وأخذ الكرة ، وراح يجري في الملعب ، وهو يقبل الكرة ، حتى وصل نقطة المنتصف ووضعها هناك ، في مشهد مثير ضحك منه الجميع . - ومن الطرائف أنّ احد أصدقائي تعود كلما احرزت هدفا أن يدخل إلى الملعب ويقوم بتقبيلي ، وفي احدى المباريات سجلت هدفاً ، ولما جرى تجاهي لتقبيلي ، ركضت بالسرعة القصوى في الاتجاه المعاكس ، وراح يجري خلفي دون جدوى ، في مشهد تفاعل معه الجمهور بشكل مضحك .  

مواضيع قد تهمك