شريط الأخبار

الطائرة الفلسطينية من بابها لمحرابها مع عملاقها المدرب رافي عصفور

الطائرة الفلسطينية من بابها لمحرابها مع عملاقها المدرب رافي عصفور
بال سبورت :  
رام الله – بسام ابو عرة/ عندما نتحدث عن كرة الطائرة الفلسطينية، فلا بد من الرجوع لاحد الاعمدة الرئيسة للعبة على مستوى فلسطين ، فلا مجال الحديث دون التطرق لعملاق الطائرة الفلسطينية لاعبا ومدربا وناديا ومنتخبا، الدكتور رافي عصفور ، الذي امتعنا لاعبا وابدع مدربا ومسؤولا في الاتحاد سابقا وزاد ابداعه لرئاسته لناديه سنجل حاصد جميع الالقاب والبطولات.    هذه القامة الرياضية والاكاديمية التي قدمت واعطت من عرقها وجهدها وامالها الكثير للعبة مثال حي لنا جميعا في خدمة الرياضة دون انتظار مقابل ولا حتى تكريم او ما شابه ،فهو يطبق المثل القائل القناعة كنز لا يفنى حتى في هذه الامور ، فهو يجتهد من اجل الصالح العام دون ضجيج للافادة دون انتظار اي كان ان يشكره كونه يقوم بواجبه الرياضي من خلال مسؤوليته وعشقه للعبة ولفلسطين. فكان لا بد لنا من تسليط الاضواء عليه لننهل من خبرته وعلمه فالنتابع هذا الحوار: • بداياتك مع الكرة الطائرة ؟ - بداية حكايتي مع لعبة الكرة الطائرة منذ الصغر في الحواري، حيث كان هنالك مكان صغير بين بيوت قديمة كنا نتجمع للترفيه في لعبة شعبية زرعت في العقول في قريتنا انا و شقيقي راني و مجموعة من الاقارب في اعمارنا، وكنا نمارس اللعب في هذا المكان بطريقة كرة الطائرة المصغرة، اما واحد لواحد او اثنان ضد اثنان ،ومن ثم انتقلت للتدريب مع فريق الناشئين في النادي مع المدرب سمير عصفور ، وكان ذلك في سن 16 عام ثم في فترة بسيطة انتقلت للتدريب مع الفريق الاول مع المدرب زياد فقهاء وبدات حكايتي مع الفريق المصنف في رحلة جديدة بدات برسمها مع زملائي مع فريق سنجل، حيث حققت مع النادي اول بطولة لفلسطين في عام 1995 في بطولة كأس فلسطين، وهي كانت اول بطولة رسمية يحققها النادي وتوالت البطولات والمشاركات المحلية والعربية ومثلت منتخب فلسطين في بطولات عربية وآسوية وكانت مشاركاتي وصلت الى 64 مباراة دولية بين مباريات داخل الصالات وعلى الملاعب الشاطئية وحصلت على شرف افضل لاعب لفلسطين لعدة مرات، بدات عام 1997 وانتهت في عام 2014 في استفتاء جريدة الحياة الجديدة . • التحصيل العلمي والاكاديمي للكابتن رافي عصفور ؟ - حصلت على بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة النجاح بتقدير امتياز والماجستير من نفس الجامعة بتقدير امتياز ، وحاليا اكمل دراستي للدكتوراة في فسيولوجيا التدريب في الكرة الطائرة في جامعة المنصورة و حصلت على 3 شهادات دولية في التدريب في الكرة الطائرة ، كما انني حصلت على شهادة الادارة والتسويق الرياضي من التعليم المستمر في جامعة بيرزيت وشاركت في 6 دورات في تحكيم الكرة الطائرة ودورة في اخلاقيات البحث العلمي ودورات في الاصابات الرياضية والاسعاف الاولي وشاركت في العديد من الدورات الرياضية في مجالات مختلفة . • المناصب التي شغلتها ؟ - تشرفت ان تبوأت عدة مناصب في مسيرتي الرياضية، أكسبتني الخبرة والمتعة في العمل الرياضي كان اولها ان عينت مدربا لنادي سنجل لفريق الناشئين في عام 1997 ثم عينت مدربا ولاعبا لنادي سنجل الرياضي منذ عام 2001 حتى الآن، ومدرب نادي دير دبوان و مدربا لنادي برقا ومدربا لمنتخب مدارس محافظة رام الله والبيرة لأعوام 2001 حتى 2008 ثم عملت مدرسا للتربية الرياضية من 2000 حتى 2008 ثم دربت منتخب جامعة النجاح ومنتخب جامعه بيريت، ومن ثم تسلمت قسم النشاط الرياضي في جامعة بيرزيت ثم اصبحت محاضرا في نفس الجامعة و تسلمت رئاسة اتحاد الجامعات الفلسطينية اعوام 2013/2014 و امين سر اتحاد كرة الطائرة و رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الفلسطيني للكرة الطائرة من 2014 حتى 2017 وعملت مشرفا رياضيا في نادي سنجل لعدة دورات و رئيسا لنادي سنجل لدورتين 2016 ودورة 2018/2019 و عضول للجنة تطوير المدربين و الحكام في الكرة الطائرة و عضوا للجنة مدربي الكرة الطائرة ومدربا لمنتخب الجامعات الفلسطينية الشاطئية والصالات ورئيسا للوفد المشارك في منتدى الطلبة الجامعيين العرب في ابو ظبي وامين سر ورئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الرياضي الجامعي ل 5 سنوات، فشكرا للرياضة الفلسطينية التي منحتنني شرف ان اخدم فيها . • افضل ايامك مع كرة الطائرة ؟ - كرة الطائرة بالنسبة لي حياة واعتبرها حياتي، والحياة التي عشتها في كرة الطائرة رائعة فهي التي عرفتني على نجوم رياضيين وتربطني بهم علاقات قوية سواء داخل الوطن او خارج الوطن وهي التي اعطتني الفرح في بطولات عديدة وعلمتني كيف اكون صبورا عند الخسارة . فكرة الطائرة مدرسة درست فيها كل شيء يتعلق في حياتي، الحزن، الفرح ،الاحترام و التقدير، التعاملات الاجتماعية ،حب العمل الجماعي، علمتني كيف اكون قائدا ،كيف اكون تابعا علمتني كيف اتعلم وكيف اعلم، علمتني كيف احب و اكره ،كيف اعطي بمتعة، علمتنى كيف اكون اداريا وقائدا في المؤسسات الرياضية . باختصار كرة الطائرة نهج حياة ولا انكر ان اصعب ايام حياتي كان في مباراة اعتزالي واجملها فوزنا في بطولة الدوري عام 2009، اما على صعيد المنتخب فكل مشاركاتي كانت تعني لي الاعتزاز و الفخر لحمل اسم فلسطين، واخص مشاركتي انا وصديقي ايمن عودة في بطولة الاسياد في قطر التي استطعنا ان نقدم فيها مستوى رائعا على الملاعب الرملية ولا انسى متعتي في عملية التدريب و كيف تشعر بالمتعة و الفرح و انت تقدم ما بوسعك للاعبين في التدريب و في المباراة ،ولا انكر متعتي في فترة عملي في امانة سر اتحاد كرة الطائرة على الرغم من الصعوبات الا انها كانت ممتعة مع زملاء رائعين، رينيه زمبيل القائد الرائع و زملائي حسين القدومي ومنير التلاحمه و رانيا النابلسي ولا شك ان زيارتي في تلك الفترة لغزة والالتقاء بزملائي هناك بقيادة عبد السلام هنية كانت نقلة نوعية في العمل الفلسطيني الرياضي وكانت زيارة مميزة من كل النواحي كما ان متعتي بالعمل الاداري في نادي سنجل لفترتين مع ادارة مميزة في النادي فكلا الفترتين اعطتني متعة من نوع مختلف فكرة الطائرة متعة في عملها الرياضي كلاعب ومدرب و اداري . • المعيقات التي تواجه الاندية ؟ - لا شك ان الاندية عمود اي لعبة وهي الرافد الاساسي للمنتخب الفلسطيني ونجاح الاندية نجاح اساسي لنجاح المنظومة الرياضية بشكل عام وكرة الطائرة بشكل خاص، وبالحديث عن المعيقات التي تواجه الاندية في الكرة الطائرة تكاد تكون لها بداية وليس لها نهاية، ابدأها بالضعف الاداري فالاندية في كرة الطائرة تعاني اداريا في العمل الجماعي و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وكون كرة الطائرة في اغلب الاندية تشكل الادارات فيها على بعدين اما عائلي او تنظيمي وفي كلا الحالتين تغيب الكفائة في العمل الرياضي الشبابي ويكون الهدف تقسيم الكعكه فيغيب المتخصص الاعلامي والمتخصص التسويقي و الرياضي و الكشفي لذلك فالادارات ضعيفة لا تستطيع الرقي بالاندية، اما البعد الثاني فيتمثل في الضعف المالي و الموارد المالية في ظل غياب الدعم الحكومي للاندية و غياب المشاريع الصغيرة التي تجعل للنادي دخلا ثابتا يجعله يستقر ماليا، والاستقرار المالي يريح النادي في عملية التطوير و جميع الاندية الفلسطينية تعتمد على الدعم من المناصرين الذين نوجه لهم التحية، وهنا اوجه عتاب للشركات وغيابها عن الدعم الحقيقي للأندية التي ترمي الفتات للاندية ولا تعي اهمية التسويق من خلال الرياضة ، و لا يغيب عن ذهني البنية التحيتة الضعيفة للاندية لا صالات و لا مقرات ولا ملاعب بمواصفات مع غياب التخطيط الذي يعتبر اساس للنجاح، فالعمل عشوائي دون وجود اهداف استراتيجية طويلة و قصيرة الامد . • المنتخب الوطني الى اين ؟ - لا يوجد خطة واضحة للنهوض بالمنتخب الوطني و كل المشاركات التي شارك بها المنتخب لا تتعدى المجهودات الفردية من اللاعبين و المدرب و الاتحاد، فغياب الخطة الاستراتيجية للمنتخب و التمثيل المشرف يجعل من المشاركات شرفية لا غير، فالمنتخب كما ذكرت هو نتاج لقوة الاندية و الاندية ضعيفة و المسابقات ليست منتظمة وهذا يعيق تطور اللاعب فلكي يكون هناك منتخب قوي يجب ان يكون عندنا دوري قوي، فبدون وجود منافسات قوية ترفع من مستوى اللاعب لا يمكن ان يطور اللاعب و بدون وجود معسكرات تدريبية للمنتخب داخلية وخارجية ، فكيف نريد ان نرى منتخب يرفع العلم الفلسطيني في منصات التتويج ،المنتخب يجب ان يعد بدنيا ومهاريا و خططيا و نفيسا ومعرفيا، فبغياب المعسكرات الداخلية والخارجية لا يمكن ان يكون المنتخب جاهزا للمنافسات الدولية ، فاللاعب مشكورا يدخل البطولة دون ان يكون جاهزا لها و لأجوائها لغياب الاعداد المبرمج و المخطط له ، كما ان الاتحادات لا تبني الامور بشكل تراكمي فالمنتخب الصغير الذي يشارك في بطولة عربية، و نقول هذا منتخب المستقبل نرى انه يغيب و تندثر الاسماء المشاركة سنوات بلا مشاركات فلا يوجد خطة طويلة الامد لبناء منتخب لسنوات نبدا بجيل تحت العشرين عام لنخطط لهذا المنتخب لسنوات قادمه. • مستوى كرة الطائرة ؟؟ - للاسف اللعبة آخذة بالتراجع على عدة اصعدة ، على صعيد انتشار اللعبة فالاندية الفلسطينية آخذة بالاندثار فلو عدنا للوراء لوجدنا اندية كانت اعمدة لكرة الطائرة قد اندثرت، فاين نادي العوجا ونادي شباب اريحا ونادي بيت فوريك والجلزون و بلاطة وحجة و الامعري واندية كانت حلقة قوية وتعاني الامرين كنادي رنتيس ونادي دير ابو مشعل ونادي عوريف واندية كثيرة غابت عن اللعبة وانحصرت اللعبة في بعض الاندية التي تعمل بجهد شخصي من اللاعبين و بعض المهتمين. اما على صعيد المنافسات فلا يوجد من تاريخ اللعبة حتى الان اي رزنامة للمسابقات التي تجعل من اللاعب و المدرب جاهزين بشكل مخطط ومدروس والعمل عشوائي فلا يوجد عملية تراكمية ومنهجية علمية في اعداد اللاعبين بسبب غياب التخطيط، اما التسويق و الدعم للاندية والاتحاد فهذا له قصة اخرى، فكيف تريد ان ترى كرة الطائرة و النادي الذي يحقق بطولة لا يحصل على مبلغ مالي لكي يحفز النادي على العمل و اين الموازنات التي تعطى للاتحادات لكي تعمل بتخطيط واضح واين تسويق اللعبة؟ واين الشركات الراعية التي تقدم الدعم للأتحاد.    اما الطواقم التحكيمية التي لم يات أي اتحاد للعمل على تطوير الحكم الفلسطيني فلا يوجد اي حكم دولي يحكم في البطولة المحلية في الضفة و هذا بدوره يجعل العبء على عدد قليل من الحكام الذين لا يوجد من يقوم بالاخذ بأيديهم للتطوير و المدرب لم يرق للمستوى الذي وصلت اليه كرة القدم على سبيل المثال ولا انسى الغياب الاعلامي عن لعبة كرة الطائرة الذي يعتبر الحلقة الاقوى في تسويق و ترويج اللعبة فلا حضور للاعلام المرئي الا في لمحات و غياب تام للاعلام المسموع اما الاعلام المكتوب فيقع على عاتق شخصي من الصحفي محمد الرنتيسي واحيانا بسام ابو عرة ، اما الناشئين وهم عمود تطور اللعبة فهي فئة غائبة عن اجندات الاتحاد والمسابقات وعن الاندية التي لا تهتم باللاعب الناشيء . • الفئات العمرية ؟ - يجب على المدربين في كل الاندية العمل على وجود الرافد الاساسي للنادي وهم الناشئين وهنا يغيب عن اذهان الاندية ان تشكيل فريق رافد للفريق الاول اساس لبقاء الفريق الاول وهنا همسة عتاب للاندية التي لا تهتم بالفئات العمرية ويغيب عن ذهن الاتحاد ان الفئات العمرية هي الاساس فالسنتين الاخيريتن غابت البطولات للفئات العمرية الا بطولات نظمتها اندية على عاتقها الشخصي، فلا يوجد اجندة لدى الاتحاد لتطوير الفئات العمرية ، وهنا لا بد لي من شكر شقيقي راني عصفور لعمله الفردي في لعبة كرة الطائرة المصغرة رغم المعيقات و قلة الدعم المادي و المعنوي له الا انه يقوم بالعمل على نشر اللعبة بين الفئات العمرية مع ان هذا العمل بحاجة الى تطوير لكي يصبح افضل وهنا اطلب من الاندية و الاتحاد ان الفئات العمرية يجب ان تكون على سلم اولوياتنا . • الدورات التدريبية واهميتها ؟  - هي مهمة بالتأكيد اذا ما حضر لها بشكل جيد على عدة محاور، اولا من يشارك في هذه الدورة فيجب ان يكون من يشارك في هذه الدورات اناس عاملون في التدريب في الكرة الطائرة ولا نهتم بالعدد بل بالنوعية، ثانيا المحاضر يجب العمل على احضار محاضر ذو خبرة ويفضل ان يكون محاضرا من دولة غربية وليس من الدول ، ثالثا نوعية الدورة فالدورات مختلفة يجب ان نخطط للدورات من حيث المستوى و حاجة المدربين، فنحن بحاجة الى دورات متقدمة اي المستوى الاول، ونحن نفتقد لمدرب يحمل هذا المستوى الا لمدرب واحد هو زميلي منير التلاحمة و دورات للمعلمين و نحن بحاجة الى دورات متخصصة في الدفاع او تدريب المعد او دورات في تطوير جوانب محددة و تكون لايام معدودة فليس من المهم احضار دورة تدريبية و لكن ماذا نريد نحن و ما هي مخرجات الدورة . • كيف ننهض باللعبة ؟؟ - اللعبة بحاجة الى العمل الجماعي وعدم اقصاء احد من اقطاب اللعبة فالعمل الجماعي بخطة استراتيجية تكون ذات اهداف واقعية وقابلة للقياس وقابلة للتطبيق تشمل تطوير اللاعب و المدرب و الحكم و تطوير المسابقات و المنتخب لكافة الفئات وتشكل لجان فاعلة للمسابقات و المدربين والحكام و الاحصاء والتسويق و الاعلام وبدون اشراك الاندية في التخطيط لا يوجد كرة طائرة و بدون تطوير الاعلام في اللعبة لن يكون تسويق فتطوير اللعبة بحاجه الى العمل الجماعي الذي يجمع القوى في اتجاه بوصلة التتويج والتطوير بدون الاهتمام بالفئات العمرية لن تكون كرة الطائرة تسير بالاتجاه الصحيح، فاللعبة بحاجة الى عمل الجميع لاعب و مدرب ونادي واتحاد و جمهور و لجنة اولمبية و دعم حكومي ودعم من الشركات اذا تضافرت الجهود سننجح، واذا استمر العمل عشوائي و بنظام العمل الفردي و الفزعات واقصاء ذوي الاختصاص لمصالح شخصية ضيقة لن يتغير الوضع ، فكرة الطائرة تمتلك مقومات النجاح وانا اعي ما اقول لكن بحاجة الى ادارة صحيحة مبنية على التخطيط الشامل الاستراتيجي واذا تحقق ذلك سترى ان كرة الطائرة اللعبة الاولى في فلسطين و سنرى منتخب فلسطين رقما صعبا في المحافل الدولية

مواضيع قد تهمك