عراقة قطبي الكرة الكرمية "الثقافي والمركز" .. إلى أين؟

طولكرم- كتب محمد عراقي/ حالة
من الحزن الشديد والغضب تسيطر على الشارع الرياضي الكرمي في هذه الايام، وهو يشاهد
التدهور الحاصل في نتائج قطبي مدينة طولكرم، ثقافي طولكرم ومركز طولكرم، الضالعين
في العراقة، فالمعاناة الادارية والفنية في اوجها حالياً ونحن في منتصف الموسم
الكروي، نرى ذلك من خلال احتلال الثقافي والمركز للمركز قبل الأخير في دوري
المحترفين والاحتراف الجزئي على التوالي، وهو أمر محزن جدا لكل الجماهير الكرمية
خاصة والرياضية عامة.
موسم صعب
لا شك ان الموسم
الحالي من أصعب المواسم التي تمر على الكرة الكرمية العريقة، ربما ينافسه فقط
الموسم التاريخي الحزين الذي هبط فيه الثقافي والمركز معاً من دوري المحترفين موسم
2012/2013، فما معنى أن يعاني الثقافي لهذه الدرجة في دوري المحترفين؟ وأن يعاني
جاره المركز لهذه الدرجة ايضاً في الدرجة الاولى؟
الاجابة باختصار ان هناك اسباباً عديدة، فنية
وادارية ومالية، كلها تقف خلف الاخفاق الحاصل حالياً على أمل ان ينجح كل فريق
بتدارك وضعه ولملمة اوراقه في الفترة الحالية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهو
البقاء، وهو في حد ذاته أمر محزن حقاً، فهذا اصبح جل طموح الكبيرين الثقافي
والمركز بدلاً من المنافسة على الالقاب كما تعودنا عليهما في ثمانينيات وتسعينيات
القرن الماضي.
معاناة ادارية
برأيي يجب البدء
من المشكلة الادارية وهي الأهم، فعدم وجود ادارات قوية مؤهلة قادرة على حمل هم
الثقافي والمركز هو السبب الرئيس، فالانتخابات لاختيار هيئات ادارية جديدة لم تجر
في الثقافي والمركز منذ سنوات، ويعيش الفريقان على موضوع تعيين لجان لتسيير
الاعمال افرزت عدداً قليلا من الاعضاء الفاعلين المؤهلين الراغبين في العمل
والتطور، لكن عددهم قليل جداً وحجم العمل المطلوب انجازه كبير جدا وهنا تبدأ
المشكلة في التضخم ككرة الثلج.
نحن في عصر الاحتراف، ومطالبون بفرز هيئات
ادارية قوية لها علاقات واسعة قادرة على جلب الدعم والمال وايجاد خطط ومشاريع
استثمارية وتطويرية لكل نادٍ او مؤسسة وللأسف هذا الامر مفقود بدرجة كبيرة داخل
قلعتي الثقافي والمركز.
الهيئة العامة
مغيبة
للأسف الشديد
فإن دور الهيئة العامة لكل نادٍ مغيب حالياً ويكاد يكون لا صوت له، وهذا أمر يجب
ان يتغير، فالهيئة العامة واعضاء كل ناد سواء الثقافي او المركز يجب ان يتحركوا
ليساهموا في تغيير الواقع الاداري المرير الحاصل حاليا ويرفعوا صوتهم للجهات
المسؤولة لاجراء انتخابات سريعة تفرز اعضاء على قدر المسؤولية، وهنا يقع اللوم
الكبير ايضا على المجلس الاعلى للشباب والرياضة ووزارة الداخلية كونهما المسؤولين
ادارياً عن الاندية وادارتها، فهما لا يتابعان الوضع للاسف وليس هناك آلية تقييم
ورقابة دورية على الادارات الموجودة، لا مالياً ولا ادارياً، وهذا يساهم في
استمرار المشكلة ومضاعفتها.
ضعف فني ومالي
الضعف الاداري
يؤدي اوتوماتيكياً لضعف فني في تشكيلة الثقافي والمركز، وهو ما نشهده حاليا لأن
الفريقين اصبحا عاجزين تماما عن استقطاب لاعبين مميزين بسبب الضائقة المالية
والديون المثقلة عليهما، والحال واضح الآن، الثقافي يحتل المركز قبل الاخير في
دوري المحترفين برصيد سبع نقاط فقط ومركز طولكرم يحتل المركز قبل الاخير في
الاحتراف الجزئي مشاركة مع العربي بيت صفافا برصيد تسع نقاط، وكلاهما يعاني بشدة
من أجل ضمان البقاء هذا الموسم على أمل تحسن الامور مستقبلا.
الثقافي والمركز يلعبان بتشكيلة معظمها من
ابناء النادي، وهذا امر طيب ومطلوب بحد ذاته ولكن يجب ان يكون ذلك ضمن خطة موضوعة
بتصعيد الشباب الواعد للفريق الاول وليس ان يجبر عليه كل فريق بسبب عدم القدرة على
التعزيز الجيد والفاعل في المراكز التي يحتاجها كل فريق لأن ذلك ينعكس سلباً كما
هو حاصل حالياً.
غياب الجماهير
نلاحظ ان عدد
الجماهير التي تحضر وتتابع مباريات الثقافي والمركز في تناقص مستمر، وهذا أمر
متوقع بالنظر للنتائج المخيبة وللوضع الحالي السيئ رياضيا ولكن هذا نداء لكل
المخلصين من محبي العنابي والأصفر بضرورة الوقوف خلف قلعتي الكرة الكرمية بشكل
كبير في هذه الفترة المهمة والحساسة من عمر الموسم الرياضي الحالي.
فمن المؤكد ان الجماهير تريد النتائج الجيدة
واعدادها سوف تزيد بتحسن تلك النتائج ولكن الوضع الحالي مصيري للكرة الكرمية
ومستقبلها وبات واضحا ان المسؤولية كبيرة وهناك جزء منها على الجماهير ان تظل
داعمة ومساندة لهاتين القلعتين الرياضيتين من الآن وحتى نهاية الموسم الرياضي
الحالي لنصل جميعا الى بر الامان.
مدارس كروية
يجب على الثقافي
والمركز ان يعملا بجد على تفريخ المواهب المميزة للفريق الاول هنا وهناك، كما كان
الحال دوما وعلى مدار الاعوام، فالاهتمام بالفئات العمرية أمر حيوي ومطلوب، جنبا
الى جنب مع الترتيب الاداري والمالي الذي يمكن من التعزيز النوعي المحدود الذي
ينعكس بالايجاب على ايجاد تشكيلة قوية في الفريق الاول وهو واجهة كل نادي ووجه
المشرق.
انتقالات الشتاء
الامل معقود بأن
ينجح الثقافي والمركز في تعزيز صفوفهما بشكل جيد في انتقالات الشتاء الحالية من
مواجهة اعباء مرحلة الاياب الصعبة، كل في دوريه الخاص لأن الهدف الاني هو ضمان
البقاء فقط ولاجل ذلك يجب ان تتكاتف جميع الجهود.
كلمة أخيرة
الامر جد محزن
ان نرى الكرة الكرمية العريقة التي طالما خرجت نجوم هم الافضل على مستوى محافظات
الضفة تمر بما تمر به حاليا ويكفي ان نذكر اسماء مثل: عارف عوفة، محمد الصباح،
يوسف حمدان، ماهر العبكة، محمود عايش، ماهر ابو شنب، ابراهيم حمدان
"الديسو"، سليمان هلال، حسن ابو شنب، طارق القطو، سميح رجا، وغيرهم الكثير
ممن امتعونا في حقب السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
الامل ان يتحمل الجيل الحالي المسؤولية ويصون
ويحافظ على هذا الارث الكبير والثقيل من خلال الوصول الى بر الامان في هذا الموسم
الرياضي الصعب ولكن تبقى المسؤولية واقعة على كاهل مؤسستي ثقافي ومركز طولكرم في
ان يعملا بشكل جدي ومختلف على فرز ادارات قوية ومؤهلة ومخلصة قادر على العمل
والانتاج والتخطيط وقبول التحديات الموجودة في دوري المحترفين سواء المالية وهي
الاهم او الجماهيرية او الادارية مع تمنياتي للكرة الكرمية العريقة في النجاح وان
نرى النتائج المأمولة في المستقبل القريب.