شريط الأخبار

الفدائي" وانحراف بوصلة النقد البنّاء نحو التجريح!

الفدائي وانحراف بوصلة النقد البنّاء نحو التجريح!
بال سبورت :  
الخليل- كتب محمد عوض/ من حق الجمهور الفلسطيني أن يغضب بسبب خسارة منتخبنا الوطني أمام سنغافورة، بهدفيْن لهدف، بعد أداء متواضع، لم يرق إطلاقاً للمتابعين، خاصةً عقب الفوز المستحق والتاريخي على أوزبكستان بهدفيْن نظيفيْن، مع إهدار فرص أخرى محققة كانت كفيلة بأن تلحق بمنافسنا هزيمة مذلة، تدون في تاريخه، وتعطي بريقاً أخاذاً للاعبينا، وجهازنا الفني.    من حق الإعلام أن ينتقد "الفدائي"، والجهاز الفني بقيادة الجزائري نور الدين ولد علي، وبالمناسبة، النقد أكد عليه رأس الهرم الرياضي، اللواء جبريل الرجوب، في كل المناسبات، بشرط أن يكون بناءً، بعيداً كل البعد عن التجريح، والإساءة، والشتم، والقذف، وهو ما لا يمكن قبوله – بأي حالٍ من الأحوال - على المدرّب، واللاعبين، لأنهم أسمى من ذلك.    انحراف بوصلة النقد من قبل مجموعة من المشجعين، قاد إلى الاستهزاء، واندرج تحت بند "غير المقبول"، لأن "الفدائي"، برجالاته، يعد رمزاً وطنياً، وخير سفير لرياضتنا الفلسطينية، ويتوجب علينا أن نكون خلفهم قلباً وقالباً، لكن هذا لا يمنع توجيه "النقد البنّاء"، والتحليل العقلاني، بعيداً عن كل أنواع التجريح، التي تحوّل النقاش إلى جدلٍ لا مخرج له.    ما من متابعٍ، إلا ويرى، بأن المنتخب الفلسطيني، لم يقدم المطلوب أمام سنغافورة، بل ظهر على عكس المتوقع، ومن المفاجئ أساساً بأن تتصدر سنغافورة المجموعة، في وقتٍ استطاع فيه المنتخب اليمني من الخروج متعادلاً – رغم ظروفه كلّها - أمام نظيره السعودي، الذي يمكن وصفه بأحد أقوى وأعند المنتخبات على مستوى القارة الآسيوية.    منظومة "الفدائي" وقعت تحت ضغطٍ رهيب، لأن سقف التوقعات ارتفع كثيراً، ومن ثم هوى، والفترة الزمنية لم تكن بعيدة، فهي أيام قليلة فحسب، وهذا قاد إلى الابتعاد عن النقد البناء أحياناً، وصولاً إلى الإساءة، فالخيارة الأوّل – النقد - مطلوب، لأن الرياضة تنهض به، خاصةً من الخبراء أصحاب الآراء الناضجة، أما الثاني فلا بد أن يكون مرفوضاً.    يجب علينا كمنظومة رياضية، مراعاة الحالة النفسية للجمهور عامةً، الذي يُحب دوماً أن يرى المنتخب متقدماً، ومتفوقاً، ولامعاً، ويحقق نتائج إيجابية، وهذا ما سيجلب الزحف الكبير في المباريات البيتية تحديداً، ويجعلنا نصطحب عائلاتنا لرفع علم فلسطين خفاقاً في ملعب الشهيد فيصل الحسيني، على مشارف القدس المحتلة، ونهتف خلفه حباً، وإسناداً.    قرب "الفدائي"، بلاعبيه، وجهازه الفني، من الجماهير، سيخلق حالةً مريحة، والإجابة عن التساؤلات ستعمق الفهم لدينا، خاصةً حينما تكون مقنعة، وفيما يخص التصفيات، فالأمل لا زال قائماً، الأخطاء علينا تجاوزها بالشكل المطلوب، وسيكون المستقبل مشرقاً، ومرضياً، فالهم الأكبر "مصلحة المنتخب"، وهذا ما نجمع عليه مهما كانت الهفوات.

مواضيع قد تهمك