فلسطين حاضرة في مونديال المانيا رغم عدم مشاركتها
المانيا- وفا / يتواجد المنتخب الفلسطيني في أجواء كأس العالم بألمانيا رغم عدم مشاركته في المونديال وذلك من خلال أفلام سينمائية وثائقية تُعرَض في ألمانيا وعدد من دول العالم لتلقي الضوء على الواقع الرياضي الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي والتحديات التي واجهها المنتخب الفلسطيني أثناء التصفيات التمهيدية المؤهلة للمونديال.
ومع إنطلاق المونديال بدأ عرض فيلم وثائقي تحت عنوان "كأس العالم إن شاء الله" للمخرجة الفلسطينية الأصل اللبنانية الجنسية مايا صنبر والذي أخرجته مع زوجها جفري ساوندرز حيث يجسد هذا الفيلم معاناة المنتخب الفلسطيني أثناء رحلة التصفيات للمونديال والتي فشل في تخطيها بسبب مصاعب جمة تنوعت بين الوضع الصعب في فلسطين وما يعانيه من حصار وإحتلال إلى جانب عدة عوامل أخرى أثرت في مسيرة المنتخب الفلسطيني.
وفي حضور فلسطيني آخر، قام المخرج التشيلي مارشيلو بينا بإخراج فيلم آخر عن المنتخب الفلسطيني تحت عنوان "وطار فوق الحائط" وهو ما نقله موقع الاتحاد الدولي لكرة الفيفا على شبكة الأنترنت.
ويتركز هذا الفيلم على عرض عدد من اللقطات لأبرز نجوم المنتخب الفلسطيني في ظل المعاناة التي يعيشوها نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
وعُرِض فيلم "كأس العالم إن شاء الله" في بريطانيا كما عُرض أيضاً في بعض محطات التلفزة الفرنسية والأمريكية والألمانية.
ومن المقرر أن تشهد مدينة نيو أورليانز الأمريكية بث نسخة من الفيلم بعنوان "الحلم بالهدف" وهو مُستوحى من برنامج تلفزيوني بثته قناة "بي بي سي" الثانية على حلقات، وتابعت فيه مسيرات منتخبات البلاد التي تعاني من نزاعات وحروب حيث عرضت مخرجة الفيلم صنبر على "بي بي سي" فكرة إنتاج حلقة تتبع خلالها مسيرة المنتخب الفلسطيني لكن هذه القصة لم تنتهِ عند هذا الحد لأنها حين انتهت من تصوير الحلقة أرادت أن تعرف المزيد وأن تجيب على المزيد من التساؤلات.
ويتطرق الفيلم إلى المصاعب الكبيرة التي واجهها المنتخب الفلسطيني في التصفيات التمهيدية لمونديال ألمانيا وهي مصاعب مختلفة كلياً عن تلك التي تواجهها بقية المنتخبات العالمية التي نالت شرف المشاركة في هذه التصفيات الماراثونية.
ووجد المنتخب الفلسطيني صعوبات كبيرة في تجميعه بفضل ظروف الاحتلال والحصار المضروب على الأراضي الفلسطينية الذي يقيد حركة المواطنين مما يجعل التنقل بين المدن والقرى درباً من المستحيل وهذا الشيء أعاق كثيراً تجمع المنتخب الفلسطيني في مكان معين داخل الأراضي الفلسطينية مما اضطر مسؤولو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى تجميعهم في دول عربية مجاورة للانخراط في معسكرات تدريبية استعداداً للتصفيات وهذا ما أظهره الفيلم علماً بأن المنتخب الفلسطيني يضم بين صفوفه لاعبين من قطاع غزة والضفة الغربية إلى جانب لاعبين من أصول فلسطينية في دول عربية كلبنان ومصر وسوريا والكويت وآخرين من دول لاتينية وأوروبية كتشيلي والولايات المتحدة والسويد.
وقالت مخرجة الفيلم مايا صنبر: إن الرياضة هي المجال الوحيد الذي يمكن فيه التطرق إلى فلسطين كدولة، فكرة القدم والألعاب الأولمبية هما من المجالات القليلة جداً التي ترد فيها رسمياً كلمة فلسطين التي لا ترد حتى في الأمم المتحدة إذ تستعمل المنظمة الدولية عبارة السلطة الفلسطينية.
وينقل الفيلم في مراحل متعددة مراحل كثيرة في تحضيرات المنتخب الفلسطيني لتصفيات كأس العالم ويتطرق لأمور عدة لكنه يتطرق في أوقات أخرى لبعض الفكاهات حول العقبات والصعوبات التي واجهت منتخب فلسطين.
من جهته قال قائد المنتخب الفلسطيني صائب جندية: إن هذا الفيلم أضاء جانباً كبيراً من المعاناة التي يحياها الشعب الفلسطيني عامة ومنتخب فلسطين على وجه التحديد، مؤكداً أن ما تعرض له الفيلم عانى منه المنتخب الفلسطيني في مراحل عديدة خلال هذه التصفيات وغيرها من البطولات التي شارك فيها.
ويعرض فيلم "وطار فوق الحائط " لقطات مؤثرة لأبرز نجوم المنتخب الفلسطيني إذ يظهر قائد المنتخب صائب جندية وهو يتعرض في أواخر عام 2004 لتفتيش فظ من قبل جنود إسرائيليين يدفعونه لحائط بقسوة بالقرب من منزله في قطاع غزة.
وكان مع جندية زميله زياد الكرد الذي عاد من مشاركة مع منتخب فلسطين ليجد منزله في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة قد تم تدميره وتحويله لكتلة من الأنقاض بحجة دواعٍ أمنية قبل أن يظهر الفيلم الحظر الإسرائيلي على الكرد بالذات بمنعه من السفر مع المنتخب الفلسطيني للخارج لأداء مباراة دولية لاعتبارات أمنية.
ويعرض الفيلم أيضاً الظروف المروعة والصعبة التي عاشها لاعب المنتخب الفلسطيني عادل الفران في مخيم عسكر للاجئين بمدينة نابلس في الضفة الغربية وهي رغم معاناتها الصعبة لم تمنعه من التخلي عن أمله في تمثيل المنتخب الفلسطيني في المحافل الدولية.