شريط الأخبار

فادي لافي: الفكر الاحترافي شبه غائب

فادي لافي: الفكر الاحترافي شبه غائب
بال سبورت :  

ضعف تسويق اللاعبين الفلسطينيين خارجياً

الخليل- كتب محمد عوض/ لا يبدو اللاعب الفلسطيني محط أنظار الأندية العربية وغير العربية، فمن النادر جداً، ومنذ عودة النشاط الرياضي إلى فلسطين أن نشهد احتراف لاعبين في دول عربية أو إفريقية أو أوروبية.
اللاعبون الفلسطينيون الذين انتقلوا من الدوري الفلسطيني للاحتراف خارجياً، العدد الأكبر منهم لعب في الدوري الأردني، تحديدا للوحدات، كونه بالأساس ناديا تابعا لمخيم لجوء فلسطيني، مثل: فادي لافي، فهد العتال، أحمد كشكش، أشرف نعمان، مراد إسماعيل، ومنهم من لعب لأندية أردنية أخرى.
ولا نجد إقبالاً تقريباً على اللاعب الفلسطيني في الأندية الخليجية، فمن احترفوا هناك منذ العام 2008م تحديداً، قلة، ويمكن عدّهم على أصابع اليد الواحدة، ومنهم: عبد اللطيف البهداري، وأشرف نعمان.
ولمسنا حديثاً تعاقد أندية مصرية مع لاعبين فلسطينيين هما: جوناثان سوريا المنضم حديثاً لإنبي المصري، مع الإشارة إلى أنه ليس ابناً لأحد الأندية الفلسطينية، بل هو فلسطيني الأصل مقيم في تشيلي، ولعب هنا لصالح أهلي الخليل، فيما تعاقد أيضاً الاتحاد السكندري مع الظهير الأيسر للمنتخب الوطني وأهلي الخليل عبد الله جابر.
والواضح وعلى الرغم من مشاركات الأندية والمنتخبات الفلسطينية الخارجية، بأنه لا يظهر تهافتاً على اللاعب الفلسطيني، والذي نشأ أساساً في الدوري المحلي، لذلك فإن عدد حالات الاحتراف في كل موسم تكون قليلة جداً، ويمكن حصرها بسهولة.
وما يجب الإشارة له، بأن مدة فترة الاحتراف للاعبين الفلسطينيين خارجياً لا تكون عادةً طويلة، وقد لا تزيد في أفضل الأحوال عن موسمين، ومنهم من قضى نصف موسم فقط، ومنهم من تم فسخ تعاقده بعد أيام من انضمامه إلى الفريق.
إلى جانب ذلك، فإن القيمة المالية التي يحصل عليها اللاعب الفلسطيني من الاحتراف خارجياً لا تكون كبيرة، ويلجأ إليه النادي الذي لا يدفع مبالغ مالية كبيرة، وأحياناً تكون القيمة المالية التي يحصل عليها من الدوري الفلسطينية مشابهة لما يمكن أن يحصل عليه خارجياً.
إشكاليات قلة عدد اللاعبين الفلسطينيين المحترفين في الخارج، والمقصود المحترفين ممن نشؤوا في الدوري الفلسطيني تعود إلى أسباب مختلفة سنناقشها وسبل معالجتها في هذا التقرير.

فادي لافي
لاعب المنتخب الوطني والمحترف سابقاً والمدير الفني الحالي لمركز بلاطة "فادي لافي"، أرجع ضعف احتراف اللاعبين الفلسطينيين في الخارج، إلى مشكلة التسويق من خلال وكلاء الأعمال، إضافة إلى عدم عيش اللاعب أجواءً احترافية مع ناديه المحلي، ما يجعل احترافه في الأندية الخارجية مشكلة تواجهه، وتؤدي إلى عدم نجاحه بالشكل المطلوب.
وأوضح لافي، بأن الاحتراف يجب أن يكون شاملاً بالنسبة لكل أركان منظومة كرة القدم الفلسطينية، وفيما يخص اللاعب، فيجب عليه لينجح في الاحتراف خارجياً أن يتعامل مع ذاته على أنه محترف بكل التفاصيل، ويتبع نظاماً غذائياً مناسباً، إضافة إلى النوم في الساعات الصحية، والابتعاد على السهر، وأنواع التدخين، وخوض التمارين المناسبة.
ولم يخفِ المدرّب الحالي "للجدعان" وأحد ألمع اللاعبين الفلسطينيين الذين احترفوا خارجياً، بأن بعض الأندية الخارجية تتم تعاقداتها باللاعبين بناءً على علاقات شخصية بين اللاعب نفسه وأحد أعضاء مجلس الإدارة، الذي يمارس عملاً غير رياضي من خلال الحصول على عمولات مالية مقابل إتمام الصفقة، وبالتالي تحول الموضوع إلى منفعة شخصية.
وشدد لافي على ضرورة إعداد الدوري الفلسطيني ليكون دورياً قوياً ومنافساً على الصعيد العربي والإقليمي، ليتم جذب الانتباه للاعب المحلي، وحصوله على فرص احتراف خارجية، وهذا يتم من خلال إيجاد ملعب بيتي لكل فريق بدايةً، ومن ثم التخطيط للارتقاء بالمستوى العام شيئاً فشيئاً وفقاً لفكر كروي سليم وحديث، يتم عبر إداريين وفنيين أصحاب خبرة عملية وعلمية.

سليمان العمد
من جانبه، أكد المحاضر في كلية الرياضة بجامعة النجاح الوطنية د. سليمان العمد، على أن المطلوب لتحسين سمعة اللاعب الفلسطيني، وزيادة فرص احترافه في الخارج، إيجاد نظام احترافي مؤسساتي متكامل، يجعل لاعب كرة القدم يعيش ويتفاعل مع أجواء احترافية كاملة، تفرض عليه اتباع نظام الاحتراف التام، ليكون بذلك منظومة حياة.
ولفت العمد إلى أن قلة عدد اللاعبين الفلسطينيين الذين يحترفون خارجياً من موسم إلى آخـر، يكون أحياناً بسبب عدم الحصول على قيمة عقد مالية مناسبة، وحصول بعض السماسرة على مبالغ خيالية من قيمة العقد، تجعل ما يحصل عليه السمسار أكثر مما سيتقاضاه اللاعب، وتقارب هذه القيمة مع ما يحصل عليه في الدوري الفلسطيني، وبالتالي عدم جدوى الفكرة.
وأضاف: "هناك مسألة مهمة جداً، وهي العقود الوهمية التي رأيناها كثيراً على مدار الفترة الماضية، فتجد بأن أحد الفرق العربية أعلن تعاقده مع لاعب فلسطيني، لنجد بأن الموضوع غير حقيقي أساساً، وترى اللاعب مسجلاً على كشوفات أحد الأندية الفلسطينية، ويلعب في صفوفه، هذا خلق حالة من عدم الثقة في مسألة الاحتراف الخارجي".
وتابع: "وفقاً لدراسة علمية فإن اللاعب الفلسطيني وحسب الاختبارات الرياضية المختلفة، أقل جودة من اللاعبين في الدول الأخرى عامةً، وتحديداً دول الجوار، وذلك بسبب عدم اتباع نظام احترافي كامل، يستند إلى نظام غذائي، وعدم وجود مختصي تغذية في الأندية، وقلة النوم، وعدم وجود مختصين نفسيين، وغرور اللاعب بإمكانياته الحقيقية".
وقال العمد بأن معالجة إشكالية ضعف احتراف اللاعبين الفلسطينيين في الخارج، ولفترات زمنية طويلة، يتم من خلال تطبيق احترافية مؤسساتية، والاعتماد على أخصائيين في جوانب الإدارة، والتغذية، وعلم النفس، والتدريب البدني والفني، وعمل سيرة ذاتية حديثة لكل لاعب بإنجازاته الشخصية، وإنجازاته مع الفريق، والمنتخب – إذا وجد -، وطوله، وعرضه، وأهدافه ... إلخ، وتسهيل إطلاع الأندية خارجياً عليها

مواضيع قد تهمك