جماهيـر "الغزلان" مستاءة بعد مـوقعة "الجدعان" وشكاوى غياب أحمد ماهـر تظهر مجدداً

الخليل - محمد عوض/ شباب الظاهرية، بأركانه، كان يعلم بأن مواجهة
منافس بحجم مركز بلاطة لن يكون سهلاً في أولى مواجهات مرحلة الإياب من دوري
المحترفين، فالفريق المنافس لهم دخل الدوري بنوايا واضحة للمنافسة على اللقب، ومع
أنه تعثر لأكثر من مرة، إلا أنه حافظ على الاستقرار الفني، والإداري، وظل أمامه
مرحلة الإياب كلّها، والبداية رغم صعوبتها، إلا أنها كانت هامة جداً، ولو خسر
"الجدعان" مثلاً لكانت أحلام المنافسة على اللقب تقلصت من جديد، لكن
العكس حصل تماماً، وتضاعفت أحلام بلاطة من جديد.
• الاستياء بعد موقعة الجدعان
"الفيسبوك" متنفس للرياضيين وغير
الرياضيين، والحديث هنا عن الرياضيين فحسب، وفيه يعرض كل مشجع رأيه بالشكل الذي
يحب، وعقب مباراة الظاهرية مع بلاطة، تابعت صفحات الغزلان على موقع التواصل
الاجتماعي، وبدت التعليقات طبيعية جداً، فلا أحد بالأساس يحب الهزيمة، مع التأكيد
على ضرورة الاعتراف بها، لكنها تبقى محط نقمة، والسعي الحثيث دوماً لتجاوزها، ومن
يستسلم، فالنتائج ستكون سلبية بكل تأكيد .
جماهير الظاهرية أبدت استيائها من الهزيمة،
وعدم تقديم فريقهم الأداء المطلوب، ومع انتهاء بقية جولات الاحتراف في الأسبوع
ذاته، وتبلور جدول الترتيب العام، وتراجع الغزلان إلى الوراء، وصولاً إلى المركز
السادس برصيد 18 نقطة، بات الوضع أكثر حساسية وسوءاً، ولا أشكك إطلاقاً، بأن
الكثير من عشاق الفريق، اطلعوا على الجدول، والتقارب النقطي، وأجروا حواراً مع
أنفسهم يتعلق بإمكانية التقدم إلى الأمام أو التراجع إلى الخلف، بناءً على نتيجة
الظاهرية الجولة المقبلة، ونتائج الأندية المنافسة .
حسابياً، الغزلان بـ 18 نقطة، يبتعدون عن المركز السابع
بنقطة واحدة فقط، لكن أيضاً لا يفصلهم عن المركز الثالث سوى ثلاث نقاط، وهذا يعني
بأن الفريق مطالب بأن يخدم نفسه أولاً، ومن ثم ينتظر نتائج الأندية المنافسة، وإذا
تلقى خدمة، فإنه سيتقدم أكثر إلى الأمام، لكن مع الإشارة إلى أن فقدان النقاط
الثلاث من موقعة بلاطة، وبفوز هلال القدس على يطا بهدفين، فإن الفارق اتسع مع
المتصدر إلى 11 نقطة، إذا كان هناك تفكير بالصدارة .
• شكاوى غياب أحمد ماهر
قبل الخوض في هذه النقطة، فحسب رأيي، فإن انتقال
أحمد ماهر إلى شباب الوحدات، كان مفيداً للاعب بالدرجة الأولى من كافة النواحي،
وفريقه خسر خدماته، والمبلغ الذي حصل عليه الظاهرية من الصفقة ربما لم يكن كافياً
لتمويل صفقة واحدة بشكل كامل، لكن الفارق يبقى في القيمة الفنية بين المنتقل
والوافد، فماهر كان أحد أهم اللاعبين في تشكيلة الغزلان في الذهاب، بل الأهم على
الإطلاق، ورحيله مهما كان مفيداً له، فإنه مخسر للتشكيلة .
انتقال أحمد ماهر إلى الوحدات، لم يكن مرضياً
بالنسبة للكثير من المشجعين الظهراويين، لأنهم يعلمون حجم الفراغ الذي سيتركه
خلفه، ومنهم من رأى بأن الفريق لا يقف على لاعب، لكن التوجهين يتمنيان في المحصّلة
التوفيق والتفوق للاعب، وإنني أتفق مع كليهما، لكن في الحقيقة بأن التوجه الثاني
يكون صحيحاً في حال كانت التشكيلة تضم البديل، أو بالإمكان التعاقد مع البديل خلال
فترة زمنية مناسبة، تجعله قادراً على التأقلم، والظهور بشكلٍ لافت، ربما يمكن
تحويل هذه الجملة على شكل تساؤل مركّب، وهو : هل كان يمكن لإدارة الظاهرية التعاقد
خلال الفترة القصيرة الماضية مع لاعبٍ بمستوى المنتقل ؟ وتقديم أداء مماثل لما كان
يقدمه ؟ مع الإشارة إلى أن إدارة الغزلان، يحسب لها عدم وقوفها في وجه، ومستقبل
اللاعب، والتنويه إلى أن الحكم الآن سيكون صعباً على تبعات الصفقة للفريق، وللاعب .
"وهنا رصدنا
بعض التعليقات على قضية أحمد ماهر : المشجع رائد الشعبان كتب : "هل تعلم بأن
المبلغ المالي الذي ربحه النادي من انتقال أحمد ماهر، هو نفس المبلغ الذي سيدفعه
ليوسف أبو لبن، وهل تعلم بأن خروج الماهر أثر سلبياً على كتاكيت الغزلان"،
المشجع عيسى أبو ملش كتب: "هل تعلم بأن كل لاعبي الظاهرية سيتأثرون بغياب
الغزال الماهر"، المشجع تيسير البطاط بالغ كثيراً حينما كتب: "خروج أحمد
ماهر سيؤدي إلى هبوط الفريق إلى الاحتراف الجزئي – لا سمح الله - .
تعرّض المدير الفني لشباب الظاهرية بهجت عودة، للانتقادات، والانتقادات الشديدة، ليس شيئاً غريباً، فالجمهور الواعي يحق له الانتقاد، ولعل جمهور الغزلان من الجماهير المشهود لها – حسب رأيي – بالتميز في هذه المسألة، فالنقد لم يصل إلى التجريح، أو الإساءة، وكان طبيعياً، وعرض الكثير من المتابعين وجهة نظرهم في التشكيلة، ويرون من منطلق معرفتهم بفريقهم بأن بعض الأسماء من الممكن أن تؤدي بشكل أفضل من أسماء أخرى، بالإضافة إلى بعض الرؤى المتعلقة في الجانب الفني، وتوظيف اللاعبين .
صفحة لمشجعي شباب الظاهرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قدمت رؤيا فنية لتشكيلة المدرّب، ننقلها حرفياً : "ماذا لو عاد مصعب البطاط لموقعه الطبيعي، وهو جبهة الدفاع اليمنى ؟ ستزداد حصانة الدفاع من جانب، ونسبة الكرات العرضية التي تمول المهاجمين، والإبقاء على محمد الخطيب في قلب الدفاع، والمفاضلة بين ضياء أبو عيادة ولؤي بجانب الخطيب، إذ أن ضياء يجيد الدفاع أكثر من الوسط".
" جبهة الدفاع اليسرى فليعود لها عميد مخارزة وهكذا حل سيعيد الدفاع لينتظم أكثر، ومن خلفهم أنس أبو سيف بالمرمى .مباراة بلاطة كشفت أن الدفاع غير منظم، وغير متفاهم مع حارس المرمى، الأمر الذي جعل إخراج الكرة من المناطق الخلفية أمر مربك وصعب، واضطر المدافعون للتشتيت أكثر من التنظيم"
"وسط الارتكاز لا غبار على براء البطاط، فهو يسير بخطى ثابتة نحو النجومية ويؤدي ما عليه، لعل إرجاع عز رباع لجانب براء يزيد من تماسك الوسط لتوفر مهارة قطع الكرات لديهما ونقل الكرة بطريقة سريعة " .
" بهاء أبو جريرة ربما بوسط الملعب سيفيد الفريق كثيراً، نظرا للقدرة الكبيرة على التسديد من خارج المنطقة وصناعة اللعب، ولا بأس بوجود أيمن خربط الحيوي خلف المهاجم يوسف أبو لبن، الأجنحة هاني أبو بلال وأحد البواسل مع عودتهما للمستوى المعهود ، بهذه تركيبة سيبدو الفريق أكثر تنظيماً" .
بعض المشجعين يرى بأن الظاهرية يعاني من مشكلة فنية، تتطلب تغيير المدير الفني، مع طرح بعض الأسماء التي حسب اعتقادهم أكثر نجاحاً في قيادة دفة الغزلان، ومن الأمور الجيدة للغاية في عالم كرة القدم، أن يكون تواصل بين الجهاز الفني والجماهير، وكذلك مجلس الإدارة، مع المشجعين، وقد تخصص الإدارة شخصاً واحداً للرد على الجماهير، ونقاشهم، ومن شأنه أن يدافع عن المصلحة العامة للنادي، وليس مجرّد إداري يدافع عن أفراد بعينهم، أو إنجازات مُصرّ بأنها تحتسب لفلان وفلان على سبيل المثال، إن ابتعاد إدارة ومدرّب الفريق عن الجماهير، يخلق فجوةً كبيرة، ولا أتحدث عن الظاهرية هنا، بل عن الجميع، وهذا بحاجة لتفصيل، لكن لاحقاً .
ضغوطات الجولات المقبلة
الجولات المقبلة ستشهد المزيد من الضغط على جميع الفرق، هناك من حصد رصيد نقطي جيد جداً، وتقدم إلى مراكز أمامية، لكنه ربما لا يضع اللقب على سلم أولوياته، لكنه لا ينفي في نفوس عناصره المنافسة عليه إن أمكن، فالنفقات مستمرة، وانتهى السوق، وسيدفع لمن عنده، وسيلعب بالعناصر ذاتها أيضاً .
بالنسبة لشباب الظاهرية، فإن المواجهة القادمة أمام شباب دورا، وهو الفريق الذي خسر جولته الماضية أمام شباب الخضر بهدفين، أي أن المباراة بين فريقين خسرا سوياً في أسبوع واحد، ويتفوق "الغزلان" على منافسهم القادم على سلم الترتيب، فيحتل المركز السادس برصيد 18 نقطة، بينما دورا في المركز التاسع برصيد 13 نقطة.
مرحلة الإياب ضيقة، إمكانية التعويض فيها صعبة على الإطلاق، وتصل أحياناً إلى حد الاستحالة، تقدم الجولات، يعني تقادم مواجهات أخرى، انتهت، ولا يمكن تعويض ما حصل فيها، نقطة واحدة قد تشكل فارقاً، وهدف واحد كفيلٌ بأن يفعل ذات الفعل، المهام تبدو صعبة على جميع مكوّنات النادي، والجماهير واحد منها، وهذا ما يقود أحياناً إلى انفلات الأعصاب