"الفدائي الكبير".. أربعة لقاءات دولية بأربعة تعادلات

غزة- كتب اشرف مطر/ خاض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم على مدار الشهرين الماضيين أربعة لقاءات دولية ودية، انتهت جميعها بالتعادل، منها مباراة واحدة بيتية أمام طاجيكستان في دورا و3 خارجية أمام طاجيكستان في دوشانبه، ولبنان في بيروت، والمغرب في الرباط.
من ضمن اللقاءات الأربعة، خاض المنتخب ثلاثة منها بغياب المدير الفني عبد الناصر بركات لأسباب شخصية تخص بركات، حيث تولى المدرب العام نور الدين ولد علي المسؤولية.
يمكن القول ان المنتخب ادى المباريات بشكل متفاوت، فهناك مباريات اداها بشكل قوي واخرى بشكل تكتيكي وهذا الأمر طبيعي في التعامل مع اللقاءات، خاصة اللقاءات الخارجية، التي يبني فيها الجهاز الفني بالعادة أسلوب وطريقة لعبه على المنافس مع الأخذ بعين الاعتبار عاملي الأرض والجمهور.
بالعودة إلى تجربتي طاجيكستان في دورا ودوشانبه، يمكن القول ان الفدائي الكبير ادارهما بشكل مختلف، في تجربة دورا كان الأداء متوسطا أو حتى أقل، والسبب بالنسبة لنا كان معروف، وهو ان اللقاء تزامن مع تحضيرات الأندية لمسابقة الدوري العام وبالتالي فإن اللاعبين لم يكونوا في المستوى الفني والبدني الذي يساعدهم على تقديم العرض المنتظر.
في لقاء الرد بين الجانبين في دوشانبه قدم لنا الفدائي المطور عرضا مختلفا واداء هجوميا على أعلى مستوى توجه بتسجيل ثلاثية في مرمى الطاجيك، وكان المنتخب في تلك المباراة أقرب للفوز منه للتعادل، لولا الهدف القاتل في الوقت بدل الضائع للأخير. في تجربة لبنان والمغرب، اختلف الأمور والظروف، بالنسبة للمنتخب على اعتبار ان أداء اللاعبين تحسن بشكل كبير، من الناحيتين الفنية والبدنية، لكن التعامل مع اللقاءين اختلف بالنظر إلى اختلاف المنافس.
ففي تجربة لبنان قدّم لنا الفدائي وجهين مختلفين على مدار شوطي اللقاء، ففي الشوط الأول من الواضح ان المنتخب لعب من اجل استكشاف أصحاب الأرض، لكن مرحلة الاستكشاف استمرت طوال الشوط الأول وتوجت بهدف لبناني. في المقابل اختلف الحال في الشوط الثاني الذي كان فلسطينيا خالص وأظهر خلاله رجال الفدائي أنه بمقدورهم مجاراة لبنان بل والتفوق عليه، وهذا ما كان من خلال تنوع الهجمات سواء باستخدام الكرات العرضية او من خلال التسديد من بعيد وهذا كله أثمر عن هدف التعادل العادل.
في التجربة الرابعة والأخيرة امام المغرب لعب المنتخب بطريقة وأسلوب متوازن، وانا اتفق تماما مع رؤية الجهاز الفني وطريقة تعامله مع اللقاء، على اعتبار ان المغرب تختلف تماما عن منتخبي طاجيكستان ولبنان في كل شيء، فالأفضلية بالتأكيد لصالح المغرب، لذلك كان من الطبيعي عندما تواجه منتخبا افضل منك أن تحترمه وتلعب امامه بطريقة دفاعية متوازنة للحد من خطورته والخروج امامه بأفضل النتائج، وهو ما فعله الفدائي، حيث لعب خطا الدفاع والوسط وخلفهما الحارس رامي حمادة دورا مهما وبارزا في الحفاظ على نتيجة التعادل، وفي الوقت ذاته حاول المنتخب الوصول للمرمى المغربي وكان بالامكان التسجيل، لكن في مثل هذه اللقاءات الكبيرة وعندما يكون المنتخب المنافس افضل منك بكثير، فإن العودة بنتيجة ايجابية أمامه تعتبر مكسبا وهذا ما فعله المنتخب أمام منتخب يمثل البديل الرئيس للمنتخب الأول، اضافة لكونه يضم العديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وهو ما يعني ان التجربة كانت ومفيدة، بالنسبة للخطوط الثلاث: أقصد حراسة المرمى والظهور الطيب للحارس الواعد رامي حمادة، ورباعي خط الظهر بقيادة البهداري، ورباعي الوسط بقيادة محمد درويش.
خلاصة القول: الفدائي الكبير استفاد من تجاربه التي خاضها من أجل الاستعداد القوي لخوض تصفيات كاس الأمم الآسيوية، لكن ذلك لا يعني أنه لا يوجد ملاحظات على المنتخب، ندرك ان الجهاز الفني سيعمل على علاجها في المرحلة المقبلة التي ستتضمن خوض المزيد من اللقاءات الدولية الودية.
فمن خلال اللقاءات الأربعة يمكن القول انه تم الاطمئنان على خطوط المرمى بوجود الحارسين المميزين توفيق علي ورامي حمادة ومعهم الحارس المميز الآخر غانم محاجنة، وتم الاطمئنان على خط الدفاع مع عودة القائد عبد اللطيف البهداري، وإلى جانبه كل من تامر صلاح او علاء ابو صالح، اضافة للغائب هيثم ديب، ومحمد صالح وعبد الله جابر، وكذلك الأمر بالنسبة لخط الوسط في ظل وجود جوناثان سورية الذي غاب في آخر تجربتين، ومحمد درويش وعدي خروب ومحمد يامين والأخير أبدع في اول ظهور له بعد تألقه مع ثقافي طولكرم ناهيك عن المخضرم سامح مراعبة، وفي الهجوم تامر صيام.
أما الملاحظات على المنتخب فهي تكمن في غياب دور صانع الألعاب، صحيح ان جوناثان سورية يشغل هذا المركز في حال وجوده، لكن عندما يغيب من يغطي هذا المركز المهم للغاية الذي يحتاج إلى بديلين، فالفدائي بالعادة يلعب برأس حربة وحيد وصريح وتحته لاعب او اثنين حسب طريقة اللعب، وبالتالي نحن بحاجة لمهاجم من طراز رفيع، واللقاءات الأخيرة كشفت لنا وجود عدم استقرار في هذا المركز.