ورشة العمل الخاصة بالرياضة الفلسطينية: بين المأمول على الصعيد الوطني وبين الرسالة للعالم

كتب محمد البكري- الخليل
ان
المتتبع لأعمال ورشة العمل التي تنظمها اللجنة الأولمبية الفلسطينية ونوعية الضيوف
الذين حضروا للمشاركة في أعمالها والتحضيرات التي تمت من أجل إنجازها وانجاحها
وكلمة رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب التي حدد فيها محاور
البحث والنقاش والحوار من أجل الوصول إلى توصيات وخلاصات تشكل مشروعا وطنياً
شاملاً يشمل أهم احتياجات الحركة الرياضية الفلسطينية انطلاقاً من أن الرياضة
الفلسطينية ركن أساس في عملية التنمية المجتمعية واعتبار أن الرياضة هي حق لكل
مواطن وأداة تربية وفكر وطني وسفير فوق العادة للفلسطينيين ودورهم في الدفاع عن
قضيتهم الوطنية العادلة ومشاركة كل شباب العالم في الأهداف العالمية المشتركة
للرياضة ورسالتها السامية في ظل خصوصية فلسطينية فريدة من نوعها والتحديات
والمعيقات والصعوبات التي تواجهها من أطراف عديدة وخاصة ما تقوم به سلطات الاحتلال
الإسرائيلي في مختلف الجوانب حيث باتت أحد أهم أسباب تراجع العمل للحركة الرياضية
الفلسطينية.
وقد كانت المحاور
الرئيسية التالية عنوان للحوار والنقاش وهي:
1- المنظومة التشريعية للحركة الرياضية
والمحكمة الرياضية الفلسطينية
2- البنية التحتية والادوات والاحتياجات المختلفة
3- الاسس والمعايير والعناصر التي تشكل مسارات التطوير والنهوض للمؤسسات الرياضية المختلفة وعلى رأسها الاتحادات الرياضية
4- التسويق الرياضي وأسس التعاون مع كافة الاطراف التي تساهم بتقديم الدعم المالي والمادي والمعنوي للحركة الرياضية
5- كيفية نشر الرياضة عند كافة شرائح المجتمع الفلسطيني
6- كيفية صناعة الأبطال المنافسين عالمياً واولمبيا
7- إقرار لائحة التفوق والتميز الرياضي ومعالجة أسباب التسرب الرياضي من شريحة المستويات العالية
8- تطوير وتنمية القدرات البشرية وتسليحها بكل الخبرات التي تحتاجها
9-
تعزيز البيئة الديمقراطية والشفافية المبنية على أسس وطنية واضحة والمناخ الذي
يعزز أسس الشراكة ويرسخ مفاهيم الاحترام والشيم والفضائل التي يتميز فيها الانسان
الوطني الفلسطيني.
وقد انصب الحديث والبحث في كافة هذه العناصر من اجل عمل خطة وطنية
استراتيجية شاملة تاخذ بعين الاعتبار كافة المراحل الزمنية القصيرة المدى
والمتوسطة المدى والطويلة المدى وصولاً لتحقيق أهداف الحركة الرياضية في كافة العناصر
والمكونات التي تشكلها وتسبح في فلكها.
وأعتقد أن هذا العمل يتطلب جهد كبير من اجل انجاح الأهداف المتعلقة بهذا
المشروع الكبير المبني على طموح غير عادي سواء على المستوى الداخلي وهو الأهم او على المستوى العالمي الذي بات مطالب بتقديم
الدعم المطلوب لعملية النهوض والتطور الرياضي الذي ضرب في مقتل من قبل الاحتلال
الإسرائيلي.
وأعتقد أن الرغبة الطموحة لرئيس اللجنة الأولمبية وخاصة اصراره وسعيه
الدائم بمطالبته المنظومة العالمية للرياضة بضرورة عقد مؤتمر دولي للرياضة
الفلسطينية تشارك فيه كافة دول العالم المانحة والداعمة لمشاريع التطور والنهوض
الرياضي الفلسطيني يتطلب من الأسرة الرياضية الفلسطينية الوقوف أمام مسؤوليتها
الوطنية بجدية واهتمام كبير لتكون عملية
التصويب والتطوير شاملة وسريعة.
وهنا لا بد أن أؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن نجاح هذه الخطة الشاملة تحتاج
لتفعيل حقيقي لمبدأ الثواب والعقاب الذي يرتكز على القوانين والأنظمة واللوائح
وعدم الالتفات لكل من يخرج عن هذه الأسس
وتحقيق مبدأ العدالة واظهار وتبيان لكل ما هو إيجابي أو سلبي سواء على
مستوى الأفراد أو المؤسسات حتى نستطيع أن
نتج منتجا وطنيا متميزاً.