ما بين فلسطين وألمانيا

كتبمحمود السقا- رام الله
طبقاً للمعلومات، شبه المؤكدة، فان تسعة مدربين، فقط، تناوبوا على تدريب منتخب الكرة الألماني، خلال مائة عام، أي على مدار قرن كامل، في حين ان مدربي الكرة في فلسطين، خاصة، والمحيط العربي، على وجه العموم، يتساقطون كما اوراق الخريف، لا سيما اذا ما تعثر الفريق مرة او اثنتين.
لديّ من الأمثلة الدالة ما هو كثير، لكنني أكتفي بمثالين الاول: هو مدرب العربي الصفافي، لؤي بكيرات، الذي غادر موقعه، أكان بإرادته او بإقحامه على المغادرة، والثاني خليفة الخطيب، مدرب طوباس، الذي سار على نفس النهج، وترسم نفس الخطى. لماذا يُسارع القائمون على الفرق العربية، وفلسطين جزء من هذه المنظومة، الى ايجاد ضالتهم المنشودة بالمدربين، فيطيحون بهم، من دون ادنى احترام، في حين ان مثل هذا السلوك، غير الصحي ولا العقلاني، لا يحدث في المانيا؟
إن كرة القدم تنهض على مجموعة من العوامل والعناصر، وفي مقدمتها الاستقرار، بكافة ألوانه وأشكاله، فإذا ما شعر المدرب بنوع من الاستقرار والأمان الوظيفي، فإنه يُبدع ويعطي كل ما لديه.
ثم إن المشكلة لا تنحصر، فقط، بالمدرب، خصوصاً عندما يتعلق الامر بتدني وهزال النتائج، فهناك عوامل كثيرة، تتسبب في انحدار النتائج، ومن ابرزها: غياب المنشآت التدريبية، وغياب الدعم المالي، والمواظبة على التدريبات، والالتزام ببرامج غذائية، واخرى صحية مثل: النوم المبكر، وعدم التعاطي مع التدخين وهلمجرا.
اطاحة المدربين في المحيط العربي، بات ظاهرة، تنتشر كما النار في الهشيم، وستبقى قائمة طالما بقيت المنظومة الكروية على حالها، أي من دون معايير او ضوابط.