عزوف مُقلق

كتب محمود السقا- رام الله
جماهير الكرة هي فاكهة الملاعب، وهي البلسم الشافي لامراض الكرة، حتى وإن استحكمت وتفشّت.
بالامس شاهدنا عزوفاً جماهيرياً مفاجئاً ومُقلقاً وأين؟ في استاد دورا، هذا الملعب الذي تعودنا ان يكون ممتلئاً عن بكرة ابيه، ويغص بأفواج ومواكب الجماهير الغفيرة، التي كانت تأتيه من كل فج عميق، غير عابئة ولا مهتمة بمشاق ووعثاء السفر. اللوحة البشرية الجميلة والبديعة، التي كانت أحد أبرز وأهم العنوانين في ملاعب الكرة الفلسطينية، غابت عن لقاء فلسطين وطاجكستان، الذي جرى يوم اول من امس، وآل الى التعادل الايجابي بهدف لمثله.
ظاهرة العزوف الجماهيري المزعجة، ينبغي ان تدفعنا الى البحث في أسباب ودوافع الجماهير، ولماذا قررت الغياب عن اللقاء، وهل هذه الظاهرة مؤقتة، أم انها ستصبح مع الأيام ممتدة الجذور، لا قدر الله؟ مثل هذا الامر من الصعب القفز عنه، او تركه وشأنه من دون أن يُشبعه المتابع والمراقب تحليلاً وتفسيراً، تمهيداً لوضع الحلول الجذرية والناجعة كي يصبح أثراً بعد عين. في تقديري المتواضع ان العزوف الجماهيري مرشح للتواصل، وإن بدرجات متفاوتة، لكن التغلب على هذا المشكل من السهل انجازه، خصوصاً اذا عقدنا العزم على ذلك.
تطوير مسابقة الدوري أحد أبرز وأهم العناصر في جذب الجماهير، وهذا يتطلب الابتعاد عن ضغط اللقاءات، وتوزيعها على مدار ثلاثة ايام او حتى اربعة بحيث تبدأ من يوم الجمعة وتنتهي الاثنين، فضلاً عن اشتراط وجود مدربي لياقة بدنية وحراس مرمى لدى كافة فرق دوري المحترفين، على أقل تقدير، وأن يتوسع الاتحاد في تأهيل مدربي احمال، وتوزيع منافسات الدوري، على مدار الموسم، والحيلولة دون الانتهاء منها على جناح السرعة، فنحن لسنا في عجلة من أمرنا، بالطبع هناك امور كثيرة، تساعد في عودة الجماهير الى المدرجات، لكن المقام لا يتسع لتفنيدها.