شريط الأخبار

كتاب موحد للتاريخ الرياضي

كتاب موحد للتاريخ الرياضي
بال سبورت :  


كتب أسامة فلفل- غزة

الرياضة الفلسطينية بجيناتها الوراثية الكنعانية الأصول والعميقة الجذور انطلقت من قلب مدارس وأكاديميات رياضية جامعة ضاربة جذورها في عمق التاريخ من أيام حكومة الانتداب وقبل هرتسل والصهيونية الزائفة التي تحاول طمس وتلفيق وتزوير التاريخ والقفز عن تاريخ وطني فلسطيني رياضي حصري شهده العالم عبر العقود الغابرة.

لقد كانت المدارس الرياضية في الأولية الفلسطينية تشكل عمقا استراتيجيا وحالة من الإبداع والتميز وإطارا نضاليا وطنيا جامعا حيث تفجرت الطاقات والمواهب والإبداعات ورسمت ملامح هويتها الوطنية وآمالها الرياضية واختزنت في ذاكرة شعبنا تجربة نضال وكفاح القطاعات الرياضية بكل مكوناتها ومسمياتها.

اليوم ورغم المحاولات العديدة والاجتهادات الكثيرة تتباين المواقف إزاء قضية التوثيق الرياضي ولا يبدو أن هناك اهتماما يرتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية في كتابة وصياغة تاريخ وانجازات ومكاسب الرياضة الفلسطينية التي أنجزها الحرس القديم من رعيل وعمالقة الرياضة الفلسطينية رغم شح الإمكانات وشظف العيش بالإضافة للانجازات الحديثة التي طوقت عنق الوطن بالذهب والفضة والبرنز في المحافل والساحات الإقليمية والدولية.

سيبقى اليوم لغز كتاب التاريخ الرياضي وعملية التوثيق أمرا يؤرق من يتابع هذا الملف سيما المتابعين والمهتمين في الشؤون الرياضية الفلسطينية وأصحاب الإنجازات.

فمنذ سنوات طويلة وهناك اجتهادات لأفراد عمدوا على كتابة التاريخ الرياضي وتدوينه فمن هؤلاء من رحل للرفيق الأعلى ومنهم من غادر الوطن ومنهم من طحنته حروب الإبادة الصهيونية ومنهم من اختفى عن الظهور إما للمرض أو للظروف والتداعيات بعد الانقسام وما تعيشه الساحة الرياضية من مناكفات وتشنجات.

اليوم وفي ظل حالة الازدهار والانتشار للرياضة لابد من الاهتمام بمشروع الكتابة والتوثيق للتاريخ وللمكاسب والانجازات ولابد لهذا التوجه أن يحظى باهتمام القيادة ويستحوذ على جدية أكثر واهتمام أعلى ويجب أن تعرف الأجيال الفلسطينية أن لها جذور عميقة وتراث رياضي حضاري عظيم ومن حقهم أن يتفاخروا بهذا المكنون والتراث العظيم والخالد.

لابد أن يدرس هذا التاريخ بكل محطاته ومفاصله وتحدياته وانجازاته للتعبئة والثقافة الوطنية والرياضية لتعزيز روح الانتماء والانصهار الوطني والانفتاح الروحي والثقافي وتوحيد الرؤية والجهود الوطنية والرياضية والمحافظة على النسيج الرياضي وحالة التوحد التي تسود الساحة الرياضية الفلسطينية.

إن عدم كتابة وتدوين التاريخ الرياضي يدل على أننا مازلنا نجهل الحقائق ونطمس التاريخ ونقفز عن الانجازات المرصعة في صدر بوابة التاريخ.

يجب أن تكون كتابة التاريخ وتوثيقه وسيلة أيدلوجية أساسية في مسار الحركة الرياضية لنشر الثقافة الوطنية وتعميق مفاهيمها والكشف عن انجازات الرياضة الفلسطينية وحدودها وأبعادها والتحديات والمصاعب التي واجهتها.

يجب أن نسارع للعمل بشكل عاجل في عملية الكتابة والتوثيق لحماية تاريخنا الخالد من تشويه وقائعه التاريخية حيث جزء من الإستراتيجية الصهيونية يهدف لتزوير وطمس هذا التاريخ ومسحه من الذاكرة.

إن اعتماد القواعد العلمية والمهنية يجب مراعاتها عند كتابة التاريخ ويجب أن تكون عملية التوثيق والكتابة مستوحاة من شهوده وشواهده ومرجعياته وقياداته وأبطاله وسفرائه وكوادره وجماهيره وإعلامه الوطني.

آمل أن يحظى هذا المشروع بالتطور خلال أمد قريب ويلقى الاهتمام من القيادة الرياضية وكافة الجهات ذات العلاقة.

مواضيع قد تهمك