كلمة شكر لا تكفي

كتب محمود السقا- رام الله
لأن فلسطين وقضيتها العادلة على حق، فان كافة شرفاء الأرض يتعاطفون معها، فتراهم يسارعون الى اغتنام أية مناسبة، من اجل ان يُرسخوا هذا التعاطف السامي والنبيل.
بالامس القريب، رسم أنصار فريق سلتيك الاسكتلندي لوحة بديعة الحسن والبهاء والجمال، عندما تفيؤوا ظلال العلم الفلسطيني، وهم يواجهون فريقاً يمثل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ضمن منافسات كأس الاتحاد الاوروبي.
تعاطف انصار الفريق الاسكتلندي رسالة عظيمة القيمة والشأن والدلالات، فهي تكشف عن ان القضية الفلسطينية، وما تكابده من عَنَت وعسف وطغيان، بفعل ممارسات الاحتلال، موضع متابعة ومواكبة ورصد، وهي في المقابل موضع تعاطف، تُجسدها وتنتصر لها الشعوب، لا سيما التي تتسلح بفضائل الاخلاق الحسنة والحميدة، لأنها، بكل بساطة، ترفض كافة الوان الظلم. عشرة آلاف علم فلسطيني، كانت حاضرة فوق مدرجات ملعب المباراة، وتقديري ان هناك ملايين تابعت المشهد، عبر الشاشة الصغيرة، وتفاعلت معه.
رسائل على هذا النحو المهم، نريدها ان تتكرر في العديد من ملاعب الغرب الاوروبي، وسواه، رغم ادراكي ويقيني ان اتحادي الكرة الدولي "الفيفا" والاوروبي "الويفا" سوف يسارعان الى ايقاع العقوبات والغرامات المالية بحق فريق سلتيك، متذرعين بأنه لا دخل للرياضة بالسياسة، وهذه في تقديري كلمة حق أريد بها باطل، فقد سبق لدولة الاحتلال ان جندت لاعباً من غانا واسمه "جون بانستيل" في مونديال 2006 الالماني، كي يُروج لها، وتجلى ذلك بوضوح عندما فاز منتخب بلاده، وبدلاً من الاحتفال بفوز غانا على جمهورية التشيك، سارع اللاعب الى نزع علم دولة الاحتلال الاسرائيلي وطاف به ارجاء الملعب، بدلاً من ان يطوف بعلم غانا.
ان كلمة شكر وعرفان، على أهميتها، لا تكفي ان نقولها لنادي وانصار سلتيك. شخصياً أفضل عليها كتاباً خطياً ممهوراً بتوقيع اتحاد الكرة على ان يتضمن دعوة، من اجل اللعب مع منتخب فلسطين، سواء في ارض الوطن، او حتى في اسكتلندا.