أبو غوش ومقولة: "أعطِ الخبر لخبازه"

كتب محمود السقا- رام الله
من الطبيعي أن تتفاعل الأسرة الأردنية، مجتمعة، ملكاً وأمراء وحكومة وشعباً، مع ما حققه البطل الأردني الموهوب والفذ، أحمد أبو غوش، من إنجاز رفيع وعظيم الشأن والقيمة والدلالة، بحصوله على ذهبية التايكواندو في منافسات الأولمبياد الكوني، التي تدور رحاها في البرازيل، وأوشكت على بلوغ محطتها النهائية.
ألتمس العذر لأمين عام اللجنة الأولمبية الأردنية، لانا الجغبير، عندما لم تتمالك نفسها، فأجهشت بالبكاء، فرحاً وطرباً، على ما تحقق، فالإنجاز، الذي بوّأ الأردن الشقيق المركز الثاني والخمسين، حمل في ثناياه فيضاً وافراً من الرسائل الحافلة بالمعاني والمغازي والمضامين لعل أبرزها: أن هناك أبطالاً أفذاذاً على المستوى العربي، وبإمكانهم أن يتوسدوا القمم الشاهقة، شريطة أن تتوفر لهم البيئة المناسبة، كي يُرسخوا إبداعاتهم ومواهبهم، وعلو كعبهم.
أحمد أبو غوش، حفظ ماء وجه العرب كافة، خصوصاً في الألعاب النزالية، فعندما يُطيح بكل منافسيه، واحداً تلو الآخر، وفي مقدمتهم حامل ذهبية أولمبياد لندن 2012، الإسباني "جويل غونثاليث"، ومن قبله الكوري الجنوبي، "لي وان هون"، فإن ذلك يؤكد أن هناك مواهب هائلة، لكنها تحتاج إلى مَنْ يأخذ بأيديها فيتولاها بالعناية والرعاية والمتابعة ويُخطط لها التخطيط السليم المبنى على أسس وقواعد علمية، من خلال توفير أفضل المناخات والكوادر، أكانت تدريبية أو إدارية، فصناعة الأبطال، تحتاج إلى عقول وأدمغة وكوادر متخصصة، بحيث يكون بمقدورها وضع الإستراتيجيات، التي تفضي إلى مخرجات، وعادة ما يتم التعبير عن هذه المخرجات بارتياد منصات التتويج، بالضبط كما فعل أحمد أبو غوش.
تتويج أحمد أبو غوش بالمعدن النفيس انتصار حقيقي وفعلي لمقولة: "أعطِ الخبز لخبازه حتى لو أكل نصّفه"