رحل جورج بست
لم يشارك الايرلندي الشمالي جورج بست الذي وافته المنية الجمعة 25 تشرين ثان الجاري في اي من بطولات كأس العالم لكرة القدم لكنه يعتبر من افضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب العالمية ومنهم من اعتبر انه لو قدر له خوض غمار اكبر تظاهرة رياضية في العالم لكان نافس الاسطورتين البرازيلي بيليه والارجنتيني دييغو ارماندوا مارادونا شهرة.
لكن بست يبقي افضل لاعب انجبته الملاعب البريطانية علي الاطلاق والاكثر شهرة بين نظرائه نظرا للرصيد الشعبي الهائل والاداء الرائع الذي ميزه عن سائر اترابه.
كان بست الذي قضي معظم مسيرته في صفوف مانشستر يونايتد الانكليزي (1963 ـ 1974) قبل ان ينتقل بين عدة اندية محلية واجنبية، يتمتع بموهبة فنية رائعة وبحس تهديفي كبير، لكن علي الرغم من ذلك فانه لم يتمكن من قيادة منتخب بلاده ايرلندا الشمالية الي نهائيات كأس العالم ولو مرة واحدة خلال مسيرته علما بانها شاركت ثلاث مرات اعوام 1958 عندما كان جورج في الثانية عشرة من عمره، وفي عامي 1982 و1986 بعد اعتزاله اللعب.
لكن ما فشل في تحقيقه لمنتخب بلاده، نجح في ان ينجزه في صفوف مانشستر يونايتد الذي كتب في صفوفه اروع الصفحات في مسيرته الشخصية وتاريخ النادي الانكليزي الشمالي العريق.
وشكل بست مع الثنائي الشهير الاسكلتندي دينيس لو والانكليزي بوبي تشارلتون ثلاثيا خطيرا نجح في قيادة الشياطين الحمر وهو لقب مانشستر يونايتد الي احراز اول لقب اوروبي في تاريخ النادي وكان علي حساب بنفيكا البرتغالي ونجمه الشهير اوزيبيو بفوزهم عليه 4/1 في 29 ايار/مايو عام 1968. واطلق علي فريق مانشستر في ذلك الوقت لقب فريق الاحلام بقيادة المدرب الفذ مات بازبي احد الناجين من حادثة الطائرة التي كانت تقل لاعبي مانشستر يونايتد من بلغراد الي مانشستر وتحطمت لدي اقلاعها من مطار ميونيخ في 6 شباط/فبراير عام 1958.
وساهم الفوز وتألق بست خلال هذه البطولة في ان يتوج افضل لاعب اوروبي في الجائزة السنوية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة في كرة القدم لافضل لاعب في البطولات المحلية.
وبات بست معبود الجماهير حتي ان شهرته تخطت في بعض الاحيان شهرة فريق "البيتلز الانكليزي الذائع الصيت في تلك الفترة في الشمال الانكليزي، وقد اوكل اللاعب الي ثلاثة اشخاص مهمة الاهتمام بالرسائل الشخصية التي كان يتلقاها من المعجبين ومحاولة الرد عليها.
وتحدثت تقارير عن تلقيه نحو 10 آلاف رسالة في الاسبوع الواحد وهو رقم كبير جدا في تلك الفترة.
لكن مسيرته بدأت تتخذ منعطفا خطيرا عندما بدأ الادمان علي الكحول بشكل كبير ومعاشرة النساء.
وبدات مشاكل بست الصحية عام 2000 عندما اصيب بالتهاب في كبده واضطر الي استئصاله وكانت حياته في خطر. ثم دخل مرة جديدة المستشفي في شباط/فبراير عام 2001 بالتهاب حاد في الدم.
ثم خضع بست لعملية زرع كبد جديد في 30 تموز عام 2002 ومنعه الاطباء من تناول الكحول لكن اللاعب المشاكس لم يأبه بتحذيراتهم وادمن الكحول مجددا ما دفع زوجته التي كانت تصغره بـ 26 عاما الي تركه.
وطرأ تدهور حاد علي صحته عندما ادخل الي احد مستشفيات لندن في 3 تشرين الاول الماضي لاصابته بالتهاب حاد في كبده.
وذكرت مصادر طبية بان بست دخل في غيبوبة اثر نزيف داخلي حاد وقال مستشاره الطبي بانه يصارع الموت في حين اشارت زوجته اليكس بست بان حالته الصحية تدهورت بشكل كبير.
اما مدير اعمال اللاعب فيل هيوز فقال: دخل جورج المستشفي وهو يعاني من التهاب حاد في كبده لكن الالتهاب اصاب اعضاء اخري في جسده وهو يعاني من نزيف داخلي وفي اسوأ حالة ممكنة .
لكن بست نجح مرة اخري في الخروج من ازمته الحادة ولم يعد في حاجة الي جهاز تنفس اصطناعي وزال الخطر نسبيا علي حياته، لكنه تعرض لانتكاسة حادة دخل علي اثرها غرفة العناية الفائقة قبل ايام من دون ان يتمكن هذه المرة من ابعاد شبح الموت عنه قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة.
انها نهاية حزينة لاكثر اللاعبين موهبة في الملاعب البريطانية لكن خلاصة القول بان بست واسم عائلته يعني الافضل بالانكليزية كان اسما علي مسمي.