الغيرة الإيجابية

هناك فرق شاسع بين الغيرة الإيجابية، والغيرة السلبية، الأولى مسموح بها، لأنها تنطوي على تنافس شريف وجائز ومُبرر، خصوصاً وأن الروح الرياضية هي التي تُغلفه، وهي التي ينبغي ان تسود، وتتصدر المشهد، في حين ان الغيرة السلبية قاتلة ومُهلكة لكل مَنْ ينزع باتجاهها، لأنها تستند الى الحقد الأسود، والحسد الذي يقطر كُرهاً وبُغضاً وتربصاً وفتكاً،
ألم يُنشد الشاعر العربي قائلاً: «لله در الحسد ما اعدله بدأ بصاحبه فقتله»؟
أسرة اتحاد الكاراتيه، وتحديداً ضرغام عبد العزيز، مارسوا الغيرة الإيجابية الخالية من شُبهة الحسد، فاستغلوا وجودهم في المؤتمر الصحافي، الذي عقد، مؤخراً، في أكاديمية بلاتر لمناسبة إسدال الستائر على بطولة فلسطين الأولى للتايكواندو G1 فطالبوا بأن تكون هناك بطولة في لعبة الكاراتيه على غرار بطولة فلسطين الدولية الأولى في التايكواندو.
مطالبة ضرغام عبد العزيز ببطولة مماثلة، ولكن في لعبة الكاراتيه، الأكثر انتشاراً والأوسع ممارسة والأكثر إقبالاً، والأعرض أسرة، منطقية وفي محلها، أيضاً، وعندما تتم المطالبة بتنظيم بطولة دولية من نفس وزن وثقل بطولة فلسطين الدولية الأولى في التايكواندو، فكأني باسرة اتحاد الكاراتيه يُلوحون بالمأثور من أقوالنا الشعبية والقائل: «إذا أمطرت، أو شَتت، في بلاد، بشر بلاد»، بمعنى طالما ان بطولة فلسطين في التايكواندو أقيمت وعانقت أجواء النجاح، فإن بالإمكان استنساخ التجربة، ولكن في لعبة الكاراتيه،
وهذا المطلب أراه حقاً مكتسباً وطبيعياً من أسرة اتحاد الكاراتيه، وتقديري ان القيادة الرياضية لن تتردد في تبني مثل هذه الخطوة، لاسيما وان فلسطين، بكوادرها الرياضية والشبابية والكشفية والطلائعية، قادرة على ملامسة آفاق النجاح، مثلما ان أبطال فلسطين قادرون على حصد الإنجازات، بالضبط مثلما فعل أبطال التايكواندو، الذين شرفوا فلسطين ومثّلوها افضل تمثيل.