لغة التهديد المؤسفة

لا أحب لغة التحدي، ولا يروق لي النزوع باتجاه سلوك ليّ الأذرع، لإيماني وقناعاتي أن كل متحدٍ لا بد وأن يصطدم بالخسارة، عاجلاً أو آجلاً، وأفضل على نهج التحدي، وإظهار "العين الحمرا" الاحتكام إلى لغة العقل، لأنها اللغة الوحيدة، التي تُجمّع ولا تُفرق، وتبني ولا تهدم، وتُصفي النفوس، ولا تؤجج المشاعر، وتحولها إلى مراجل، مفردها مرجل.
نادي بيرزيت، عموماً، وفريقه السلوي، على وجه الخصوص، يتمتعان بسمعة طيبة، بفضل مساهماتهما ودورهما البنّاء في مسيرة الحركتين: الرياضية والشبابية، فالفريق السلوي، تحديداً، كان وما زال وتقديري أنه سيبقى، من الأرقام المهمة، فقد سبق أن تُوج بطلاً، بجدارة واستحقاق، هذا الفريق نريده أن يبقى رائداً ومُموناً سخياً لكرة السلة الفلسطينية، التي أثبتت نجاعتها وجدارتها وحضورها وقدرتها على النهوض والتطور، من خلال نتائجها الإيجابية والمُشرفة، وقد تم التعبير عن ذلك، من خلال نهائيات أمم آسيا، التي جرت في وقت سابق في الصين، فكانت رقماً صعباً في منافسات القارة، فأطاحت بالفلبين، وصيفة البطل.
أجازف بالقول: إن كرة السلة الفلسطينية بخير، رغم محدودية الموارد، وضآلة المنشآت والبنى التحتية، وغياب الدعم الطموح، فهل يُعقل، والحالة هذه، أن لا يتوفر سوى صالة مغلقة بالمواصفات الدولية في مدينة الخليل؟
إن البيان الصادر عن نادي بير زيت، هذا النادي، الذي نعتز ونفخر به وبالقائمين عليه، ما كان يُفترض أن يتم اللجوء إليه، وتعميمه عبر قنوات وسائل الإعلام، لأنه حمل في أحشائه لغة التهديد والوعيد المؤسفة والمتمثلة بالانسحاب من مسابقة الدوري لا سيما إذا لم يتسن للمدرب معتز أبو دية، قيادة فريقه.
في تقديري "ما هكذا تورد الإبل"، وأجزم أن هناك كمّاً وافراً من العقلاء في نادي بيرزيت بحيث لا يروق لهم الاحتكام إلى مثل هذه اللغة، أما وأن الأمور استقرت على هذه الحال، فإنني أدعو قيادة الحركة الرياضية إلى التدخل الفوري، تمهيداً لوضع النقاط فوق الحروف في هذه الجدلية، التي لا نريد أن تتفاقم وتتعاظم.