..."اللي يفوت يموت"

كتب محمود السقا- رام الله
لم تعد كرة القدم تنهض على مقولة: "اللي يفوت يموت"، بمعنى ان اللاعب الذي يفكر بالعبور الى حيث صندوق الجزاء، تمهيداً لإصابة الشباك، فإنه سوف يجد مَنْ يتصدى له بكل ما أوتي من عنف، خصوصاً من المدافعين، الذين يضطلعون بمهمة حماية المنطقة الخلفية، للحيلولة دون اهتزاز الشباك.
كرة القدم أصبحت صناعة وعلم، بفعل تجنيد واستقطاب ارفع وافضل الكفاءات والكوادر والأدمغة، لأن مردودها المادي فاق كل تصور، خُذ مثالاً على ذلك، فإن خبراء المال والأعمال والاقتصاد في بريطانيا، توقعوا ان تصل خسائر البورصة في بلادهم الى ستة ملايين جنيه استرليني في حال خسارة المنتخب الإنكليزي في منافسات اليورو، التي تدور رحاها في فرنسا، منذ العاشر من الشهر الجاري.
السؤال المطروح: لماذا إذا أصيب المنتخب الإنكليزي بالحمى، فان سائر أعضاء الجسد يتداعى له بالسهر؟
الإجابة، وطبقاً لوسائل الإعلام البريطانية، ومراكز الاستطلاع: لأنه يستحوذ على عقول سائر أفراد المجتمع، شيباً وشباباً، نساءً وأطفالاً،
وقد تجلى ذلك بكل وضوح، من خلال منافسات "البريمرليغ"، أي الدوري الإنكليزي، ذلك ان ملاعب الكرة عادة ما تكون مليئة عن بكرة أبيها، ويتواجد فوق مدرجاتها، كافة ألوان وأطياف المجتمع.
مراكز الرصد واستطلاع الرأي لم تكتف، فقط، بالإشارة الى شغف الشعب الإنكليزي بالكرة، بل لفتت الى ان الشعب الإنكليزي ليس متديناً، وأن هناك فقط 3% متدينون، يدأبون على ارتياد الكنائس، ولذلك فان الإنكليز يستعيضون عن التدين بحب الكرة، والحرص على متابعتها، والتعصب لها، لدرجة ان ظاهرة "الهوليغنز"، أي الرعاع، التي توقعنا انها ذهبت الى غير رجعة، منذ ان تصدت لها بكل حسم وحزم رئيسة وزراء بريطانيا، الراحلة مارغريت ثاتشر، التي كانت تلقب بالمرأة الحديدية، عادت من جديد، من خلال الصدامات، التي وقعت بين الجماهير الإنكليزية والروسية.
مجمل القول: هل بمقدور المنتخب الإنكليزي ان يرسم فيضاً من الابتسامات أكان على ثغور جماهيره او على ثغور القائمين على البورصة من خلال المنافسة على تاج اليورو؟
سؤال يحتاج الى وقفة أخرى.