"4" أسباب قادت العميد لكأس المحترفين

غزة- كتب اشرف مطر/ انتهى دوري الوطنية موبايل للمحترفين، وتُوج الفريق الأفضل نادي شباب الخليل بلقب الدوري، بعد نحو ثلاثة عقود من الانتظار والمحاولات غير الموفقة.
تتويج نادي العميد بلقب الدوري، جاء بناءً على خطة متكاملة أُعدت قبل انطلاق الدوري للولوج على منصات التتويج.
ورغم أن البعض حاول التقليل من تلك المغامرة المحسوبة من قبل اللجنة الرياضية وبدعم كامل من الادارة، إلا أن المدير الفني الكابتن خضر عبيد الذي تولى المهمة الفنية والصلاحيات الكاملة، ومعه لجنة الاشراف الرياضي بقيادة خميني الأطرش كانوا يعلمون ماذا يريدون وماذا سيحققون في نهاية المشوار.
حل الفريق الأول لعل الخطة التي أقرتها لجنة الاشراف الرياضي والمدير الفني الجديد الكابتن خضر عبيد، تمثلت بداية في حل الفريق الأول بالكامل، حيث تم تسريح جميع اللاعبين، باستثناء الثنائي الدولي تامر صيام وفهد العتال، فتم منح الاستغناءات للنجوم محمد شبير في حراسة المرمى، واللاعبين احمد كشكش، ابراهيم السويركي، سامح سرحان، محمد دهمان، عاطف أبو بلال، سامي الداعور، حسام وادي ويحيى السباخي وغيرهم من اللاعبين، فهذه المجموعة على الرغم من خبراتها الطويلة، إلا أنها لم تحقق للعميد وجماهيره أهدافه وطموحاته، ففي ذلك الموسم 2014 - 2015 حل العميد في المركز العاشر برصيد 25 نقطة، وهو أسوأ مركز للفريق، وقدّم موسما هو الأسوأ على الاطلاق حيث هُزم الفريق بنصف لقاءات الدوري بالكامل بعدما تلقى الخسارة بـ 11 مباراة، مقابل 7 انتصارات و4 تعادلات، وطبعا هذا الأمر لم يتناسب على الاطلاق مع رغبة العميد في احراز اللقب، فكيف وهو يعاني من أجل تأمين البقاء.
بناء فريق جديد أما الخطوة الثانية، فتمثلت في بناء فريق جديد يُعيد الاعتبار للعميد وتاريخه ويؤسس لمرحلة جديدة، ولتحقيق هذا الهدف، تم رصد موازنة مالية كبيرة من أجل التعاقد مع نجوم كبار، وكان الهدف واضحا وصريحا، وهو تحقيق لقب دوري المحترفين للمرة الأولى بعد 6 سنوات من الانتظار.
وتم التعاقد مع فريق كامل تقريباً بدءاً بحراسة المرمى ومروراً بكل الخطوط، فعلى مستوى حراسة المرمى تم التعاقد مع حارسين كبيرين هما سائد أبو سليم وغانم محاجنة، كما تم التعاقد مجدداً مع الدولي قائد المنتخب عبد اللطيف البهداري وزميله في دفاع المنتخب هيثم ديب، ومعهما مجد يونس، وباقي اللاعبين محمود ابو وردة، عمر أردنية، ليث خروب، تامر طاطور، مؤمن اغبارية، عبيدة أبو ربيع، وأحمد أبو ناهية والأخير كان نقطة تحول لصالح الفريق باهدافه المميزة والحاسمة مع باقي أفراد الكتيبة البيضاء فهد العتال وليث خروب وتامر صيام. استقرار فني وإداري ومن أجل بناء هذا الفريق الكبير، كان في المقابل على إدارة العميد أن توفر كل أجواء النجاح للجهاز الفني، وهو ما تحقق بالفعل، فعلى مدار الموسم لم يشكو أي لاعب من تأخر في صرف مستحقاته المالية، لذلك دارت عجلة العميد ولم تتوقف.
أما الشيء الآخر للنجاح، فتمثل في قدرة المدير الفني الكابتن خضر عبيد على توظيف تدوير اللاعبين، والاستفادة من الجميع، فكما نعلم أن النجاح يكمن في ان يكون لكل فريق اكثر من لاعب في المركز الواحد، وهذا ما وفره العميد للجهاز الفني، فلم يواجه الجهاز الفني أية مشكلة في اختيار التشكيل، ولم يعترض أي لاعب من هذه التركيبة الدولية على البدء أو البقاء على مقاعد البدلاء، وقد لاحظنا كيف استفاد الجهاز الفني من الحارسين الكبيرين ابو سليم ومحاجنة في آن واحد، وكذلك الأمر مع المهاجمين بوجود أبو ناهية والمخضرم فهد العتال وليث خروب، فكل لاعب في العميد كان له دور مؤثر ومميز، وهذا الأمر انعكس كله على نتائج العميد في الدوري وعلى صلابته وقوته في مختلف الخطوط، وعلى حسمه المبكر للدوري مع الجولة 18، أي قبل أربع مراحل على نهاية الدوري.
مشوار ناجح للعميد لو عدنا لشريط العميد على مدار مشوار الدوري، نجد أن الفريق على مدار 22 لقاءً ، تمكن من تحقيق الفوز في 13 لقاء، فيما تعادل في 6 لقاءات، وخسر 3 لقاءات، وحتى الخسارات جاءت على يد فريقين فقط، فقد خسر العميد أمام شباب السموع ذهاباً واياباً، كما خسر على ملعب جمال غانم في طولكرم على يد العنابي الكرمي، وهذه الهزائم وأمام ما تحقق من انتصارات وتعادلات لم تؤثر على الاطلاق على مسيرة النادي ولا على تحقيقه لأهدافه وهي الفوز بلقب الدوري بعد ثلاثة عقود من الانتظار. القادم هو الأهم بعد انجاز لقب الدوري والاحتفال الجماهيري والتاريخي يوم الثلاثاء الماضي، دخل العميد في تحدٍ من نوع آخر، فيما يتعلق بالموسم القادم، فجميع الفرق التي تُوجت بلقب دوري المحترفين، على مدار السنوات الخمس الماضية، لم تتمكن من الاحتفاظ بلقبها، لذلك بادرت ادارة العميد منذ اليوم الأول للتتويج بلقب الدوري، للتأكيد أن شباب الخليل مستمر في جهوده من أجل الدفاع عن لقبه، وأيضاً تحضير العميد المبكر للبطولة الآسيوية المقبلة، لذلك ينتظر أن تبادر ادارة العميد وبناءً على حديث المشرف الرياضي خميني الأطرش بعد اجراء الانتخابات، بالبدء الفوري في بناء الفريق للموسم القادم، وأيضاً ابرام تعاقدات، كما يقال عنها الآن في الكواليس أنها من النوع الثقيل، وتمثل اضافة نوعية وليست رقمية للعميد، كما حدث في تجربة العام الماضي الناجحة بكل المقاييس، والتي تكللت بانجاز الفريق للقب الدوري الذي طالما انتظرته جماهير النادي.