نادي المزرعة الشرقية.. نموذج تتمناه كل قرية ومخيم ومدينة

رام الله- كتب حسام عز الدين/ توجت جهود ادارة نادي المزرعة الشرقية ومساندة اهلها للنادي، بان ارتقى الفريق الاول لكرة القدم الى مصاف الدرجة الثالثة، وهو ما كان يحلم به ابناء النادي طوال سنين، وكان لأهالي القرية بشبانها ونسائها وصغارها وكبارها ان يحتفلوا بما تم تحقيقه، ليس على صعيد التأهل الى مصاف الدرجة الثالثة، وانما يما يحققه النادي من انجازات تشكل بلا ادنى شك مثالا يتمناه كل ناد في مدننا وقرانا ومخيماتنا الفلسطينية.
كان اعضاء النادي ولاعبيه في منتهى الفرحة بعد انتهاء مباراتهم مع بيتونيا بنتيجة (1/0) والتي قادتهم الى الدرجة الثالثة، حيث استمرت احتفالاتهم حتى ساعات الصباح، وما اضاف للفرحة نكهة خاصة حينما شاركهم مدرب المنتخب الوطني عبد الناصر بركات الفرحة وامضى معهم ساعات من الفرح. قصة نجاح نادي المزرعة الشرقية لا تقف عند حد التأهل الى الدرجة الثالثة، رغم اهميته، بل لما انجزه هذا النادي خلال العام الماضي من نجاحات على مختلف الصعد المفروضة على كل نادي في فلسطين غير وظيفة التنافس.
فالمقر الذي تم انجازه بجهود ذاتية شارك فيه مغتربو القرية، يحسد عليه اهالي المزرعة لما يضمه من مقتنيات لا توجد لدى اندية في مصاف المحترفين، فالنادي اتم تجهيز طابق خاص للراغبين من اهالي القرية في ممارسة الرياضة البدنية، اضافة الى طابق آخر يضم مكتبة دراسية للراغبين في المعرفة والقراءة، وايضا طابق سيتم تجهيزه لرياضة الاسكواتش، اضافة الى طابق ارضي يضم كافتيريا لمن اراد الاستراحة بعد ممارسة أي نشاط ما في النادي.
وعلى رأس البناية يقع مقر الهيئة الادارية التي يقودها شاب في مقتبل العمر «حسان الزبن»، وهو مهندس، يعمل في تلفزيون فلسطين، غير ان هموم النادي ونشاطه تأخذ من وقته اكثر مما يأخذ عمله واسرته.
والى جانب البناية يقع ملعب لممارسة لعبتي السلة والطائرة، وتم تجهيزه حديثا، وكل ذلك يقع الى جانبه ملعب تدريب لممارسة كرة القدم، تم افتتاحه قبل شهور من قبل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب. وقد يكون نادي المزرعة الشرقية هو النادي الوحيد في المنطقة، ان لم يكن في المحافظة او الضفة الغربية، الذي خصص احتفالا فنيا ورياضيا لمناسبة يوم العمال العالمي بداية ايار الحالي، وكان الملفت في هذا الحفل اقامة مباراة بكرة القدم بين فريق «عمال البزرة» وهي المهنة التي يتميز فيها عمال المزرعة الشرقية، وفريق «عمال الحجر» حيث تكثر في المزرعة مناشير الحجر.
ونشط النادي في الجانب الثقافي، حيث اسس فرقتين للدبكة الشعبية، واحدة للبنات واخرى للشبان، اضافة الى استحداث ممارسة لعبة كرة القدم للزهرات من خلال مدرسة خطوات، يضاف الى ذلك دورات في الكاراتيه التي يشرف عليها رئيس النادي كونه جاء الى النادي من عالم هذه اللعبة. كل هذه النجاحات التي حققها نادي المزرعة الشرقية، باتت بمثابة الهام وحديث كل العاملين في الاندية المجاورة، ليس لشيء وانما كونها انجازات تحققت في ظل ظروف تعيشها مختلف القرى والمخيمات المحيطة، من امراض اجتماعية ومناكفات سياسية، وقيل وقال، عاشتها المزرعة لانها جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني العام، لكن العمل وحده على الارض هو كلمة السر التي ادت الى ايصال الامور الى ما وصلت اليه.
وبحكم علاقة منذ ايام الدراسة تربط كاتب هذه السطور، مع العديد من ابناء قرية المزرعة الشرقية، هناك دراية تامة بما دار ويدور من احاديث، لا تخرج عن طبيعة الشعب الفلسطيني التواق الى كل ما هو افضل، غير انه بالامكان القول ان النجاح الذي حققه نادي المزرعة الشرقية على مختلف الاصعدة الرياضية والثقافية والاجتماعية والفنية، انما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان السلاح الفتاك الذي يمكن مواجهة كافة الامراض التي تعيشها مجتمعنا الفلسطيني بشكل عام، هو «العمل ثم العمل ثم العمل».
فلم يكن لإدارة نادي المزرعة تحقيق أي شيء دون دعم ابنائها المغتربين، ولم يكن للمغتربين ان يقدموا ما قدموه (اكثر من مليون دولار) لولا انهم وجدوا الثقة اولا بمن يقوم بهذا العمل، والانجازات التي يتم تحقيقها، اضافة الى صدق انتمائهم لبلدهم.
ومما عزز ثقة المغتربين بالعاملين في النادي، الدعم والمساندة التي عبر عنها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب في حفل افتتاح الملعب، حينما قطع الشك باليقين مثمنا الجهود التي يقوم بها رئيس النادي، ودون النظر الى الانتماءات السياسية.
من المغتربين من ابناء قرية المزرعة من كان يتابع مباراة النادي الاخيرة مع نادي بيتونيا عبر الانترنت، وفي اتصال بيني وبينه قال بانه جمع بعد فوز النادي والتأهل رسميا للدرجة الثالثة بساعتين (اربعة الاف دولار للاعبين فقط(.