نحو سياسة حازمة مع الأندية

كتب حسام عز الدين- رام الله
أتابع وبشكل يومي مباريات دوري المناطق الذي انطلق منذ قرابة عشرين يوما، ولاحظت اهتماما بالغا من قبل بعض الأندية في ترتيب وتنظيم نفسها، مقابل أندية لا اعتقد أنها تستحق أن تدخل في إطار منافسات هذه البطولة التي تعتبر البوابة إلى الدرجات الأخرى.
وظيفة الأندية في فلسطين، ليس وظيفة تنافسية، وإن كانت كذلك على صعيد أندية المحترفين التي باتت تنفق أموالا لاستقدام لاعبين من هنا وهناك للبقاء في مصاف درجة المحترفين أو لتمثيل فلسطين عربيا وإقليميا، لكن الحديث يدور عن الأندية المنتشرة في ربوع الوطن، في القرى والمخيمات والمدن، وفي مصاف الدرجات الأدنى.
خلال متابعتي لمباريات دوري المناطق، لاحظت عدم تقيد كثير من الأندية باللوائح والأنظمة، إضافة إلى فوضى في تعبئة استمارة المباراة، دون ترتيب وإن هناك عدداً من الأندية يملأ استمارة المباراة بعدد كبير من الإدارية، وهم أصلا ليس لهم علاقة باللعبة لا من قريب ولا من بعيد، وليسوا سوى إداريين في هذه الأندية.
أحد الأندية اخطأ من عبأ الاستمارة بأن كتب اسم إداري من الهيئة الإدارية للنادي مدربا، ولم يذكر اسم المدرب وهو الأمر الذي تسبب بإخراج المدرب الرئيس للفريق من الملعب، لأن اسمه لم يذكر في الاستمارة وقاد فريقه من خارج الملعب.
ومن ضمن الملاحظات أيضا، أن هناك ارتفاعاً في نسبة المتابعين لهذه المباريات عن الأعوام السابقة، قد يكون لأسباب ارتفاع في نسبة عشق اللعبة أو له علاقة في الرغبة لدى العديد من الأندية في الظهور، بالتالي بات من الضروري رفع وتيرة الاهتمام في إلزام هذه الأندية باللعب والعمل وفق قوانين وقواعد اللعبة التي باتت تنتعش في وطننا إلى درجة يشعر بها الجميع. اقترحت سابقا على اتحاد الوسط، وعلى مسؤول الاتحادات الفرعية في اتحاد الكرة يوسف لافي، بأن تعتمد الاتحادات الفرعية سياسة فحص الأندية قبل إشراكها في أي من البطولات، وهذا الفحص يتضمن: ـ التأكد من وجود فرق مساندة لهذه الأندية، فريقين على الأقل، باستثناء فرق الشرطة والقوات.
ـ التأكد من عنوان بريدي أو إلكتروني واضح ومعمول به لدى هذه الأندية.
ـ التأكد من طاقم إداري واعي للوائح والقوانين المعمول بها لدى الاتحاد. ـ التأكد من ممارسة هذه الأندية لعملية الأرشفة الدقيقة للاعبين والمباريات .
ـ التأكد من وجود أطقم إدارية للفرق (مسعف، مدرب، مساعد مدرب) .
وأن تجري عملية الفحص هذه من خلال زيارات ميدانية، وألا يتم الاكتفاء بمراسلات كتابية، وذلك للتأكد من صدق المعلومة، لأن السياسات القائمة على معلومات خاطئة لن توفر استراتيجيات عمل دقيقة.
صحيح أن الغاية والهدف لدى اتحاد اللعبة يندرج في إطار توسيع الاهتمام باللعبة وفتح المجال أمام الجميع لممارستها والتنافس للصعود إلى درجات متقدمة، لكن عملية الصعود هذه إن لم تكن قائمة على أسس متينة ستؤدي إلى انهيار قد يكون أسوأ من ممارسة النادي لهذه اللعبة.