الشَّتامون.. داء مستحكم

كتب محمود السقا- رام الله
الرياضة قبل ان تكون منافسات وصراعا محموما ومتأججا، من اجل الكسب المشروع، فإنها أخلاق وتنافس شريف، بعيداً عن العنف والفوضى والتجريح والنيّل من هذا وذاك.
الرياضة خير وسيلة لبناء إنسان صالح مُتفاعل في المجتمع، من خلال قوانينها وأنظمتها وأعرافها المتداولة. الرياضة افضل مجال لبناء الأجسام، عبر الملاعب والميادين، وهي أيضاً افضل طريقة للتأسيس لبناء ثقافة تقوم على الحب والاحترام المتبادل والحرص على بناء القيم الأصيلة والنبيلة وغرسها في نفوس الأجيال الناشئة.
إذا حادت الرياضة عن هذه المفاهيم والسلوكيات، فإنها، ساعتئذ، سوف تتحول إلى قنبلة موقوتة سرعان ما تنفجر، وتُفجر منظومة عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا، التي انتشأنا عليها. اكتب هذه العبارات الحافلة بالأسى والحزن، وأنا أطالع، عبر المواقع الإلكترونية كيف ان الكابتن حسن حنيدق، تعرض لوابل من الشتائم، التي انطلقت من مدرجات اتحاد خان يونس، لا لشيء إلا لأنه افلح في تسجيل هدف التعادل في «ديربي» محافظة خان يونس بين الاتحاد والشباب.
هذه بكل بساطة هي مشكلة حسن حنيدق انه سجل هدفاً لفريقه، وكان كفيلاً بأن يُجبر جاره الاتحاد على تقاسم النقاط، ما يعني ان موقف الفريق الأخير، أصبح اكثر حرجاً، خصوصاً في معادلة الهبوط. قُلنا، وسنظل نقول: ان الرياضة عبارة عن تنافس أخوي وشريف، وقلنا، أيضاً، إنها تنهض على منطق الصراع، ولكن الأخوي والودي، فهناك فوز وخسارة، وهناك تعادل أيضا، هذه هي المعادلة التي تنهض عليها الكرة، وإلا فلا معنى ولا قيمة لها.