التعاطف مع أصحاب المواهب

كتب محمود السقا- رام الله
المواهب الحقيقية، أياً كان موقعها، بالضبط مثل المعدن النفيس، الذي لا يمكن أن يفقد قيمته مع مرور الأيام وتوالي الشهور والسنين، بل يُحافظ على ثبات سعره ورونقه وبهائه.
أكتب هذه العبارات الاستهلالية وأنا أتابع من بعيد أصداء الانتخابات المزمع إجراؤها في اتحاد الكرة المصري، في أعقاب أولمبياد "ريو دي جانيرو"، وكيف أن هناك أصواتاً لها وزنها وثقلها ومكانتها، ناشدت الإعلامي اللامع، أحمد شوبير بأن يقفز عن خوض المعترك الانتخابي، حتى وإن كان موقعه في "التوليفة" الجديدة، نائب رئيس الاتحاد، المقرر أن يتولاه عضو المكتب التنفيذي السابق في "الفيفا" المهندس هاني أبو ريدة.
الأصوات المُطالبة شوبير بالامتناع عن خوض الانتخابات، تُريد أن يبقى في ملعبه، الذي أصبح فيه نجماً وضّاء وقمراً منيراً، والمقصود، هنا، ملعب الإعلام.
أحمد شوبير قبل أن يكون إعلامياً بارزاً ومتوهجاً، وهو بالمناسبة الأفضل على الساحة المصرية، حالياً، كان حارس مرمى موهوباً ومُبدعاً، وقد تولى حراسة مرمى المنتخب المصري والنادي الأهلي، وهناك مَنْ أطلق عليه لقب "أيوب الكرة المصرية"، لأن نجمه بزغ في ظل جيل من العمالقة أمثال: إكرامي والمرحوم ثابت البطل.
وعندما ألقى عصا الترحال في ميادين الكرة، اتجه إلى حقل الصحافة والإعلام، وهو من الحقول الصعبة، لكنه وضع هدفاً استراتيجياً أمامه وهو أن يكون كدأبه مُتحالفاً مع الإبداع والتميز، وقد خاض معارك شرسة، ليس لأنه ينزع باتجاه العدوانية، بل لأنه أبدع وأمتع، فكان من الطبيعي أن يقف في وجهه طابور طويل من أعداء النجاح، الذين لا يُجيدون سوى العزف على وتر الحسد الممزوج بالحقد الأسود، ومع ذلك فإنه واصل مشوار العطاء، وها هم أبرز كُتاب مصر يطالبونه بالبقاء في الإعلام، لا لشيء إلا لأنه يتسلح بالموهبة والصدق والموضوعية والثبات على قول كلمة الحق.