يوم فاحم الـسـواد...

كتب محمود السقا- رام الله
لم يُبالغ رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب عندما وصف عرقلة وصول بعثة فريق الظاهرية الى العاصمة اللبنانية، بيروت، تمهيداً لملاقاة مضيفه، فريق الوحدة السوري، لحساب منافسات كأس الاتحاد الآسيوي بـ "اليوم الأسود".
هذا التوصيف دقيق للغاية ولا شبهة فيه لرد فعل فوري غاضب ونزق وحدّي، لقد شخص الواقع المؤلم، الذي قد يقفز، بين الفينة والأُخرى، فيطال الرياضيين الفلسطينيين، وربما أبناء شعبنا بشكل عام، الذين يكابدون الشقاء في بعض المطارات.
آلمني، كثيراً، ان لا تنجح بعثة الظاهرية في دخول الأراضي اللبنانية، وآلمني أكثر غياب ردة الفعل الفورية، خصوصاً من الاتحادين: الآسيوي والعربي، وزاد من ألمي وحزني ان أحداً من الزملاء الكُتاب العرب لم يتوقف عند الذي حدث، مع انه أمر يستدعي، ليس فقط، وقفة، بل وقفات، فعرقلة دخول ثمانية لاعبين فلسطينيين عاصمة عربية شقيقة نُقدرها ونحترمها، ونُقدر نضالات شعبها البطولية في وجه عدو واحتلال مشترك، حدث يستحق ان يتم إشباعه شرحاً وتفصيلاً وتوضيحاً وأسئلة، وفي مقدمة هذه الأسئلة السؤال الكبير: لماذا؟
وهل الذي حدث أمر عادي؟ ان عرقلة دخول ثمانية لاعبين مؤشر خطير، وربما يتكرر، ليس في عواصم الغرب، بل في بعض العواصم الشقيقة، وهذا ما يؤسف له حقاً. إن دور الاتحاد الآسيوي، ينبغي ان لا يقتصر، فقط، على إلغاء اللعبة، والبحث عن بدائل لهذا الإلغاء، بل ان دوره يُفترض أن يتمحور حول البحث عن حلول جذرية بحيث لا تتكرر مثل هذه الظاهرة المزعجة، فالعواصم العربية،
ينبغي ان تشكل المتنفس الصحي والنموذجي للرياضيين، لاعتبارات كثيرة، لعل أبرزها وأهمها: صلة القربي والدم واللغة والدين و..و.. ثم أليست بلاد العرب أوطاني/ من الشام لبغدان، ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان؟ كان الله في العون.