شريط الأخبار

العاب القتال... تراجع مستمر

العاب القتال... تراجع مستمر
بال سبورت :  

كتب محمد البكري- الخليل
ترددت كثيراً في كتابة هذا الموضوع لاعتبارات عديدة ... أهمها ما تعيشه البلاد هذه الأيام ... وثانياً لحساسية هذا الأمر بين مختلف الأطراف ... لكنني شعرت أن الواجب يتطلب طرق جدار الخزان ... لعل وعسى نستطيع ان نمنع تدهور وتراجع هذه الألعاب.
لقد سمعت من أصحاب العلاقة ... إداريين ومدربين ومهتمين ... شكواهم وتذمرهم ورفضهم ... لواقع العاب القتال في فلسطين ... وإلى أي مستوى من الترهل والتراجع قد وصلت هذه الألعاب.
والغالبية منهم ... يضع اللوم والمسؤولية على عاتق الجهات الحكومية المختصة ... أو على عاتق اللجنة الأولمبية الفلسطينية ... والقليل منهم ... يعتبر أن هذا التراجع يقع على عاتق المختصين في هذه الألعاب.
وقبل أن أتحدث عن أسباب هذا التراجع من وجهة نظري الشخصية ... أود أن أذكر أنني قد كتبت مقال سابق عن أهمية هذه الألعاب ... ودورها الكبير في قطاع الرياضة في فلسطين ... وكيف يمكن النهوض بها ... وكيف يمكن ان نحقق من خلالها نتائج ... تدفع بابنائها الى منصات التتويج ... وأهمية الارتقاء بمستوى القاعدة الشعبية لهذه الألعاب ... ولتكون سفير فوق العادة لفلسطين.
إنني أعتقد ... ومن خلال تجربتي ومعرفتي بالواقع الحقيقي لهذه الألعاب ... أن الأسباب
الحقيقية لتراجع وتدهور واقع هذه الألعاب ... هو عدم وجود أسس صحيحة ... ومرتكزات أساسية ... تجعل انطلاق هذه الألعاب نحو الأفضل ... قابل للتحقيق.
وهذه المرتكزات تتمثل بالعناصر التالية ... لا يوجد وحدة أهداف ... تجمع كل أبناء هذا القطاع ... لا يوجد بنيه تشريعية ... تحدد الاسس الصحيحة للنهوض الاداري والفني والابداعي لهذه الالعاب ... حالة المنافسة والصراع الشخصي والذاتي والمادي ... الذي أصبح السمة العامة لأبناء هذه الألعاب ... عدم الالتزام بالمعايير الفنية الصحيحة ... التي تساهم بتطوير القاعدة البشرية لهذه الالعاب ... عدم المصداقية بتقديم الذات للآخرين ... مما ساهم بتشويه المستوى الحقيقي الفني والإداري لهذه الألعاب ... عدم وجود طاقم قيادي وإداري لإدارة هذه الألعاب ... مما سبب بانفلاش كبير بواقع إدارة هذه الألعاب ... ومنع إمكانية التطور والنهوض ... ومنع أي مبادرة تعيد هذه الألعاب إلى طريق التقدم والنجاح ... وتحقيق الآمال والامنيات التي ... كانت محل اهتمام قادة العمل الرياضي ... عدم وجود آلية رقابة مشتركة بين القطاع العام والخاص ... عدم وجود خطة ... تعمل على تطوير القدرات الذاتية والمالية لهذه الألعاب ... عدم انتظام البطولات ... والنشاطات والمسابقات لهذه الألعاب.
وأعتقد أن بعض الأسباب الأخرى ... والتي اعتبرها معيقات يمكن التغلب عليها ... في حال تمت معالجة الأسباب التي ذكرتها في مقدمة الموضوع وهي ... عدم وجود بنية تحتية لهذه الالعاب ... عدم وجود قانون للرياضة ... عدم استكمال انشاء المؤسسات ... المعاونة والمساعدة لقطاع الرياضة ... عدم وجود مساعدة حكومية منتظمة ودائمة للألعاب الرياضية.
وعودة للموضوع ... أقول ان هذه الألعاب تحتاج وبشكل عاجل ... إلى معالجة كل الأسباب التي تعيق تطورها ونهوضها ... وهذا لن يحصل إلا بإرادة المتخصصين من أبناء هذه الألعاب ... لأن الرياضة بشكل عام ... والعاب القتال بشكل خاص ... تديرها منظومة رياضية أهلية مستقلة ... لها أسس واضحة ... ولا يتحمل مسؤولية الإخفاق أو الفشل فيها الجهات الحكومية المختصة ... أو اللجنة الأولمبية الفلسطينية ... وإن محاولة البعض التخلي عن مسؤوليته ... اتجاه هذا الإهمال والاخفاق والفشل ... سوف يؤدي إلى انتهاء هذه الألعاب وتوقفها ... وسيكون المتضرر الوحيد ... في هذه الحالة هي العاب القتال نفسها.
وستكون الخسارة كبيرة لجميع الأطراف ... وجرس الخطر يقرع ... لعل وعسى أن يصل الصوت لكل أصحاب العلاقة.
المثل يقول ... فاقد الشيء لا يعطيه.

مواضيع قد تهمك