ما حَكَّ جلدك إلا ظفرك

كتب حسام عز الدين – رام الله
ترقب المتابعون لقضية مباراتنا مع المنتخب السعودي من رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، أن يهاجم وينتقد ويصرخ ويقاتل مستويات داخلية إثر قرار الفيفا نقل مباراتنا مع السعودية إلى ملعب محايد. لكن ما جرى عكس ذلك؛ بأن جسد الرجوب مضامين الرياضة في مساندتها للوضع السياسي القائم، بـ «عجرة وبجرة»، وبأن الرياضة هي جزء من المشروع الوطني العام، واكتفى بصرخة رياضية خافتة حينما قال: «القرار ظالم».
أثنى اللواء الرجوب على المستويات السياسية، الرئاسة، حينما أكد أنه لم يكن للرياضة أن تنتعش لولا الدعم الذي لاقته من المستوى السياسي الرئاسي، والحكومة حينما أثنى على رئيس الوزراء بتوقيعه ورقة للاتحاد الدولي تشير إلى عدم إمكانية توفير الأمن للمنتخبين السعودي والماليزي، وكانت هذه الورقة حلاً للخروج من أزمة كادت أن تحرج المستوى السياسي مع السعودية التي تعتبر من أكثر الدول العربية المانحة للسلطة الوطنية. وبطريقة شفوية بعيدة عن الكلمات المكتوبة مسبقاً، وازن رئيس الاتحاد الفلسطيني في خطابه خلال المؤتمر الصحافي بين المصلحة الرياضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني والسياسة الفلسطينية، وأهم ما في الأمر ما أشار إليه من حرص كبير على الجبهة الداخلية. وقال الرجوب في المؤتمر الصحافي: تمنيت لو متّ قبل أن أكون جزءاً من هذا القرار»، وهو ما قد يعتبره البعض نوعاً من المغالاة في وصف القضية، غير أن عدسات الكاميرا التي لقطت صوراً للرجوب خلال حديثه، "الخميس"، في المؤتمر الصحافي، تشير عند تقريب الصورة أن الدموع كانت تطل من عيني الرجل.
طويت صفحة المباراة، وبدأت الاستعدادات الفنية لها، لكن كلمة حق نعود لتكرارها: إن الرجل، اللواء جبريل الرجوب، حقق خلال قيادته لدفة اتحاد اللعبة ما لم يتم تحقيقه لعقود من الزمن، وأذكر أنه في أول مؤتمر صحافي للرجل عقب تسلمه دفة الاتحاد وفي رده على سؤال وجهته له حينها عن الملعب البيتي، قال: «سيكون الملعب البيتي على رأس سلم أولوياتنا». وبالفعل تحقق هذا الأمر بعد عامين، وتفاعل، إلى أن وصلت الأمور إلى أن الاتحاد الفلسطيني عبر طاقمه الإداري الذي قاده الرجوب، سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي والعربي، بات له ثقل يحسب له ألف حساب، إضافة إلى النقلة النوعية التي طرأت على منتخباتنا الوطنية الأخرى. فمن قصة ملاحقة اسرائيل على منع حرية الرياضة الفلسطينية، وما تبعها من تداعيات تحدثت عنها مختلف وسائل الإعلام في العالم إلى قصة مباراة «العصر» كما أطلق عليها الرجوب مع السعودية، وما رافقها من اهتمام عالمي دولي، تتضح صورة الثورة الرياضية الفلسطينية التي شعر بها العالم مثلها مثل ثورات الحجارة. وما مورس خلال الأعوام السبعة الماضية على الجبهة الرياضية، إنما يؤكد بشكل واضح ودون محاباة أو مجاملة أو تجميل للمشهد، أنه بالفعل «ما حك جلدك إلا ظفرك.