إلى أين ... ايها الرياضيون
الكل يشتكي والكل ينعي الحركة الرياضية الفلسطينية حتى أننا فقدنا بوصلتنا التي تحدد اتجاه مسيرة الحركة الرياضية وأهدافها ومرجعيتها القيادية والقانونية والأخلاقية.
وعلى أثر هذه الحالة تكثر التساؤلات هل الديمقراطية الزائدة هي السبب؛ أم هي الدكتاتورية المطلقة، أم هي الذاتية والمصلحة الضيقة، أم هو عدم الوعي المستشري في عروقنا ويغيب عن أنظارنا أهمية الرياضة لمجتمعنا الذي لا نملك فيه إلا الانسان والذي قال عنه بالامس القريب السيد الرئيس أبو مازن بأن أغلى ثروة لدينا هو الإنسان الفلسطيني.
هذه الثروة البشرية تفرض علينا واجباُ مهماً لابد من أن نعمل على إعدادها أفضل إعداد علمي وثقافي ورياضي.
إن المتفحص لحالنا يصاب بالاحباط والشلل الفكري خاصة وأن هذا القطاع هو من أكبر القطاعات في مجتمعنا الفلسطيني الذي يحتاج منا لكل أنواع الرعاية والمساندة والدعم الذي يحقق غاياتنا وآمالنا وطموحاتنا لهذا القطاع الواسع من أبناء شعبنا.
ماذا يريدون ... ؟ وإلى متى سيبقون هذا الانفلات والإنفلاش يتدحرج كالكرة الثلجية بدون حسيب أو رقيب ... ؟ وإلى أين سيوصلوننا ... ؟ فهذا يزاود على هذا وهذا يشكك بهذا وهذا يعتقد أنه هو صاحب القرار وذاك يعمل على الغاء هذا القرار.
إن الإصلاح له متطلباته والتي تختلف اختلافاً جذرياً عن إعادة البناء فما الذي نريده لهذه الحركة الرياضية هل هو إعادة ترميم وإصلاح أم نريد إعادة بناء جذرية.
لقد اثبتت التجارب ان الترميم والإصلاح أصعب بكثير من إعادة البناء وكلا الحالتين تحتاج إلى قرار صعب ومسؤول صادر عن رجال قادرين على تحمل المسؤولية ولا يثنيهم عن هذا العمل لومت لائم أو عاصفة من هنا أو عاصفة من هناك.
لكن البداية والاتجاه الصحيح للبدء بعملية اعادة البناء هي التي تجعل الكثير من أبناء الحركة الرياضية يطمئنوا الى أنهم قد أصبحوا على الطريق الصحيح مما يجعلهم يقدموا كل امكانياتهم البدنية والمادية والفنية متطوعين لا موظفين للمساعدة في هذا البناء.
فهل أصبحنا فقراء للكفاءات والخبرات والقيادات ولا يوجد من يستجيب لهذه المتطلبات ويمتلك الشجاعة ليجهر بالحقيقة ويقول كفا... كفا ... كفا... فلنبدأ مسيرة إعادة البناء على أسس صحيحة وسليمة نحقق فيها أهدافنا وغاياتنا وطموحاتنا على قاعدة الحق والعدل والمساواة والقانون والنظام لأبناء الحركة الرياضية ونعيد لتاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية سابق عهدها الذي صنعته بدون أية إمكانيات مادية أو عينية.
فهذا نداء للأخ الرئيس أبو مازن ومعالي الأخ دولة رئيس الوزراء أبو علاء ورئيس المجلس التشريعي الأخ روحي فتوح... من إخوانكم و أبناءكم في قطاع الحركة الرياضة.
نناديكم ونتمنى عليكم أن يكون هذا القطاع على سلم أولوياتكم واهتماماتكم لحسم كافة الأمور ودفع مسيرة الرياضة الفلسطينية من أجل أن تأخذ دورها في تنمية وتطوير مجتمعنا الفلسطيني الذي لا نملك فيه أغلى وأثمن من الإنسان الفلسطيني.
بقلم محمد البكري / رئيس الأتحاد الفلسطيني للكراتيه