فكرة قديمة حان وقت تطبيقها

كتب محمود السقا- رام الله
الأفكار المُبدعة والخلاقة هي التي تصنع الأحداث، وهي التي
تستقطب المزيد من الأضواء، وهي التي تُروج لهذه البضاعة أو تلك بالشكل الأمثل
والأفضل.
أكتب هذا الكلام، وقد تابعت عيّنة من هذه
الأفكار المُبتكرة، والمتمثلة بإقامة لقاءات "السوبر" في بلدان غير
البلد الأصلي، فالهلال والنصر السعوديان لعبا "السوبر" في لندن الصيف
الفائت؛ من أجل الترويج للكرة السعودية، والأهلي والزمالك لعبا، مؤخراً، في مدينة
العين الإماراتية، وكم كان المشهد جميلاً وبديعاً، خصوصاً في ظل زحف جماهيري، بلغ
في محصلته الإجمالية 25 ألف متفرج، ما أضفى على المشهد الكروي متعة إضافية، فوق
المتعة، التي رسخها اللاعبون فوق البساط الأخضر الجميل.
فكرة إقامة لقاءات "السوبر" خارج
الديار هي من بنات أفكار الإيطاليين، فهم أول مَنْ بادر إليها في ثمانينيات القرن
الماضي عندما كانت الكرة الإيطالية تعيش أزهى وأجمل عصورها، باعتبارها المتوجة
بذهب المونديال الأسباني العام 1982، وكان الهدف من ذلك الوصول إلى شرق آسيا،
واقتحام الأسواق هناك، وقد نجحت الفكرة، أيما نجاح، وبعدها سارت على نفس الدرب
الفرق الإنكليزية والألمانية والفرنسية.
لقد سبق وأن تمنيت على اتحاد الكرة الفلسطيني
أن يُحدد بطل الدوري في فلسطين، من خلال لقاء خارج الوطن بحيث يجمع البطلين في كل
من: الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.
وفي تقديري، إن أبرز هذه العصافير لا يخرج عن
إطار التبصير بمعاناة الكرة الفلسطينية، وكيف أنها تُكابد وتعاني، لأن الاحتلال
الجائز يرفض، بإصرار، أن يلتقي رياضيو الوطن الفلسطيني بعضهم بعضاً، وهذا هو قمة
الظلم والطغيان، ومن المهم أن نُطلع العالم عليه، حتى نُبرز الوجه القبيح لهذا
الاحتلال الأشر.