شريط الأخبار

يا لبؤس هذه الظاهرة!

يا لبؤس هذه الظاهرة!
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

أسجل دهشتي واستغرابي، رداً على استفحال ظاهرة رفع البطاقات الملونة في ملاعب الكرة في قطاع غزة الحبيب.
هل يُعقل ان خمساً وعشرين بطاقة حمراء، ومائة وعشرين صفراء، ارتفعت في وجه اللاعبين، على مدار اربع مراحل من عمر "دوري الوطنية موبايل" لفرق اندية الدرجة الممتازة؟
ماذا يعني هذا؟ ألا يعني ان الظاهرة مُقلقة، وتستوجب التصدي لها بكل حزم وعزم، للحيلولة دون استفحالها وتجذرها، لأن السماح لها بالتغلغل والانتشار معناه: انعدام فرص نهوض وتطور الكرة الفلسطينية، وضرب حقيقي للقيم والمبادئ والمُثل، التي اعتدنا عليها والمتمثلة بالانضباط والالتزام واحترام الانظمة والقوانين واللوائح، واحترام قضاة الملاعب، باعتبارهم رقماً مهماً وصعباً في المعادلات الكروية.
شخصياً، اتعاطى مع اللاعبين باعتبارهم ممثلين فوق البساط الاخضر، وما يصدر عنهم انما ينعكس على نبض المدرجات، أكان ايجابياً أم سلبياً.
هذه الحقيقة ينبغي ان يدركها اللاعبون ويتصرفون بناءً على هديها وضوئها، فنحن قبل ان نلعب انتصاراً للرياضة وفوائدها العميمة والكثيرة، فاننا وبالقدر نفسه، نُؤسس لثقافة رياضية، تنهض على عدة مرتكزات وعناصر، ومن ضمنها، وفي مقدمتها تشييد منظومة من التسامح والروح الرياضية، بعيداً كل البعد عن التشنج والشد العصبي.
لقد أسفت، كثيراً، وأنا أطالع من على شاشة تلفزيون "فلسطين اليوم"، وضمن برنامج " اسبوع الرياضة" تكرار مشهد الاعتراض من جانب اللاعبين على حكم اللقاء، ليس هذا فحسب، بل محاولة المساس به والنيّل منه.
إن سلوكا قبيحاً وفجاً من هذا القبيل، ينبغي ان ننبذه من ملاعبنا، التي قبل ان تكون ميادين للمنافسات، فاننا نريدها ان تكون مصانع حقيقية لبناء الرجال القادرين على العطاء والاثراء والاضافة، هذه هي الرسالة السامية والنبيلة، التي ينبغي ان نُروج لها، ونسعى الى ترسيخها وزرعها في عقول اللاعبين، وكل مَنْ ينتمي للاسرة الكروية الواسعة والعريضة.

مواضيع قد تهمك