شريط الأخبار

التجربة السعودية تكشف حاجة الفدائي لـ "قناص"

التجربة السعودية تكشف حاجة الفدائي لـ قناص
بال سبورت :  

غزة- كتب أشرف مطر/ "خسارة نافعة أفضل من فوز أو تعادل ضار"، كلمات سبق ان أطلقها المدرب سمير عيسى، بعد خسارة فريقه هلال القدس أمام متصدر الدوري شباب الظاهرية قبل عدة أسابيع من دوري "جوال" للمحترفين.
باعتقادي أن الخسارة التي تلقاها "الفدائي الكبير" أمام الأخضر السعودي، في إطار تحضيراته لنهائيات كاس الأمم الآسيوية هي من النوع النافع، على اعتبار ان الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الكابتن احمد الحسن، استطاع ان يحصل من خلال هذه التجربة على أكثر مما يريد، خاصة أن قيمة المنتخب السعودي تشابه إلى حد كبير القيمة الفنية لمنتخبي العراق والأردن اللذان سنلعب أمامهما في استراليا.
الكابتن أحمد الحسن، وفي أول ظهور رسمي له على رأس الجهاز الفني، جرب الأسلوب الدفاعي البحت في الشوط الأول، وكانت النتيجة ضغط كبير من قبل المنتخب السعودي وهدف، وكان من الممكن مضاعفة الغلة من الأهداف لولا يقظة الحارس رمزي صالح وتحمل خط الدفاع بالكامل عبء الهجوم السعودي.
بينما تبدلت الأمور تماماً في الشوط الثاني، بعدما غير المنتخب من سياسته وفلسفته في ادارة اللقاء، وانتقل للعب من التقوقع الدفاعي إلى الهجوم من خلال تغييرات ناجحة بدخول أشرف نعمان وعبد ابو حبيب واسماعيل العمور أصحاب الحلول الهجومية، وباعتقادي أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وان التقدم الهجومي الفلسطيني أحرج نظيره السعودي، وكان من الممكن ان يغير مسار اللقاء لو تمكن اللاعب المحترف محمود عيد دحادحة في أول ظهور رسمي له مع المنتخب، من احراز كرة الانفراد التي مررها لها أشرف نعمان، لكن هذا لم يحدث ومع ذلك استمر المنتخب في استراتيجيته الهجومية ومحاولته الدائمة للبحث عن تسجيل الأهداف.
ما لفت الانتباه في هذا اللقاء هو ان الجهاز الفني بدأ يفكر في استراتيجية جديدة للوصول إلى مرمى المنافسين، من خلال التحرك عبر الأطراف، فالجبهة اليسرى يقودها بامتياز النجم الصاعد الواعد عبد الله جابر، والذي يؤدي كل مبارياته بثبات وبقدراته هجومية على أعلى مستوى، وفي لقاء السعودية تقدم كثيراً من المحور الأيسر وحول اكثر من كرة عرضية، وسانده على فترات أحمد ماهر في الشوط الأول، واشرف نعمان وعبد ابو حبيب في الثاني، و شهدت الجبهة اليمنى هي الأخرى حالة من الثبات بوجود الثنائي رائد فارس وحسام ابو صالح ويضاف لهما في الشق الهجوم اسماعيل العمور بعد ان عاد إلى صفوف الفدائي.
لكن حتى نكون أكثر دقة في وصفنا لأداء "الفدائي الكبير" فإن المعضلة الأساسية تكمن في خط المقدمة وتحديداً في مركز رأس الحربة الصريح، فنحن نملك نجوما كبار أمثال أشرف نعمان، والوافد الجديد محمود دحادحة، الذي أظهر قدرات هجومية ولمسات فنية جيدة في الاستلام والتسلم والتسديد والاحتكاك والمراوغة، وزميله اسماعيل العمور وعبد ابو حبيب، وجميعهم قادرون على صناعة الفارق في أية لحظة من لحظات اللقاء، لكننا صراحة بحاجة لقناص، فالفرص التي يمكن ان تُتاح لك امام منتخبات اليابان والعراق والأردن فرص قليلة واحياناً لا تكرر، ومثل هذه الكرات تحتاج إلى التركيز الشديد والترجمة الفورية إلى أهداف.
على أي حال لا يختلف أحد على أن تجربة السعودية كانت غنية ومفيدة، خاصة ان السعوديين أدوا المباراة بكل قوة ولم يتعاملوا معها على انها مباراة ودية.
في المقابل جرب الحسن معظم لاعبيه، وهذا حقه في أول تجربة له وبالتالي سيكون عليه من لقاء السعودية وحتى آخر مواجهة يخوضها أن يضع عينه على قائمة ال23 النهائية، وان يبحث عن حلول لرأس الحربة "الصداع المقبل" قبل التوجه إلى استراليا.

مواضيع قد تهمك