دوري المحترفين: 4 أندية تذوقت حلاوة اللقب .. فهل نكون أمام بطل خامس أم أول ثنائية احترافية

غزة- كتب أشرف مطر/ سُحبت قبل أيام قرعة دوري المحترفين الفلسطيني بنسخته الخامسة،
حيث تقرر بشكل نهائي انطلاق المسابقة في الثالث عشر من شهر أيلول المقبل.
الحقيقة أن حالة الحراك والنهضة والاستقرار
للكرة الفلسطينية عُرفت موسم 2008 عندما تولى اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد
الكرة الحالي، رئاسة اتحاد الكرة، فأطلق الدوري التصنيفي العام بمشاركة 22 فريقاً
من دور واحد وناله وقتها فريق ترجي واد النيص، وفي الموسم الثاني أطلق دوري الدرجة
الممتازة "أ" و"ب"، وهذا الدوري لعب بطريقة الذهاب والاياب،
وتمكن فريق جبل المكبر أو نسور الجبل من انتزاع اللقب، ليعلن بعدها اتحاد الكرة
الفلسطيني عن أحد أهم قراراته التاريخية وهي اطلاق دوري المحترفين، بدءا من موسم
2010 -2011، والذي كان نتيجته الطبيعية الحصاد الوفير للكرة الفلسطينية في الوقت
الراهن والتي تمثلت ببلوغ الفدائي الكبير نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في
التاريخ، في اعقاب التتويج بلقب كأس التحدي، وكانت ثمرته اعتماد الملعب البيتي
للمنتخبات والأندية.
إذن ثمار اطلاق دوري المحترفين كان وفيراً،
فهذا القرار فتح الآفاق أمام الكرة الفلسطينية للانطلاق إلى آفاق خارجية وتحديداً
على صعيد البطولات الآسيوية والتي تنقلت خلالها الفرق الفلسطينية من المشاركة في
كأس رئيس الاتحاد الآسيوي، إلى المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي من خلال
فريق شباب الظاهرية في الموسم الماضي .
أما الحدث الأهم والأبرز والذي جاء ثمرة
للتتويج بكأس التحدي وبلوغ نهائيات كأس آسيا في شهر كانون ثاني من العام المقبل،
فتمثل في الصعود الهائل لفلسطين على سلم تصنيف الفيفا الشهري، بعدما بلغ المنتخب
الفلسطيني المركز 83 على العالم، والعاشر آسيوياً وهو أمر غير مسبوق على الاطلاق.
أربعة فرق تناوبت على الألقاب
بالعودة إلى دوري المحترفين، فإن أربع فرق تناوبت على احراز
اللقب، فالبداية كما قلنا كانت موسم 2010-2011 عندما نال فريق الأمعري اللقب
الأول، تحت قيادة المدرب هشام الزعبي.
وفي
الموسم الاحترافي الثاني 2011-2012، نال فريق هلال القدس اللقب الثاني، والذي جاء
كنتاج طبيعي لحالة الاستقرار التي عاشها الفريق، خاصة انه نال لقب الوصيف في
الموسم الماضي.
ويدين
هلال العاصمة إلى المدربين جمال محمود المدير الفني الحالي للمنتخب الوطني
والكابتن خضر عبيد المدير الفني الحالي لفريق دورا الخليل، فالأول ترك الفريق قبل
ثلاثة أسابيع على نهاية المسابقة بسبب انشغاله مع الفدائي الكبير بعد تولي المهمة،
والثاني نجح في اكمال مسيرة الفريق الناجحة إلى منصات التتويج.
وفي الموسم الثالث 2012-2013، جاء الدور على
فريق شباب الظاهرية، لينال هو الآخر أول ألقابه الرسمية، بعدما تسيد المسابقة،
ونال عن جدارة واستحقاق اللقب، في ظل القيادة الفنية للمدير الفني الرائع والصبور
الكابتن سعيد ابو الطاهر.
وفي
الموسم الرابع والأخير 2013-2014، نجح فريق ترجي واد النيص من انتزاع اللقب ليكون
أول فريق ينال لقبين رسميين للدوري بعد الدوري التصنيفي الأول.
وبصراحة لم يرشح أحد فريق واد النيص للتتويج
بهذا اللقب، في ظل اعتماد الفريق الدائم على لاعبيه المحليين، وعدم لجوئه للتعزيز
كما تفعل باقي الفرق، لكن بالإصرار والعزيمة والروح القتالية ووجود لاعبين مؤثرين
أمثال النجم المبدع أشرف نعمان الذي احترف هذا الموسم في فريق الفيصلي السعودي،
ونجم الوسط خضر يوسف، والحارس الدولي توفيق علي، وخلفهم المدير الفني الكفؤ الكابتن
عبد الفتاح عرار، نجحت هذه المنظومة في التفوق على منظومة المال عبر احراز أغلى
الألقاب.
اللقب الخامس لمن؟
مع بداية كل موسم، نطرح نفس السؤال، لمن يكون اللقب في هذا
الموسم، في السابق عادة ما تكون الاجابة محددة وتنحصر إما بين فريقين وأحياناً
يزيد العدد إلى ثلاثة، بينما يبدو الأمر هذا الموسم مختلف تماماً في ظل ارتفاع عدد
الفرق المرشحة للفوز باللقب، وعدم وضوح الرؤيا بشكل نهائي، خاصة أن بطولة كاس ابو
عمار الحالية لا تعتبر المعيار النهائي للشكل الذي يمكن ان تكون عليه مسابقة
الدوري، لكنها بالتأكيد تعتبر مؤشر على ما يمكن ان يكون عليه الوضع.
في الوضع الطبيعي للمسابقة وعلى ضوء النتائج
والخبرات السابقة فإننا نضع فريق هلال القدس كأحد الفرق المرشحة للمنافسة على
اللقب بقيادة المدير الفني سمير عيسى، وكذلك الأمر بالنسبة لفريق شباب الخليل الذي
كان ينافس على الألقاب في المواسم الثلاثة السابقة.
أما الفرق الأخرى المرشحة أن تلعب دور مؤثر
وايجابي في هذا الدوري، فهي فرق أهلي الخليل رغم استقالة مديره الفني المفاجئة
وليد فطافطة، فالادارة نجحت في تدعيم صفوف الفريق بعدد كبير من اللاعبين، ونفس
الشيء ينطلق على الوافدين الجديدين لدوري المحترفين شباب يطا ودورا فكلاهما قدم
عروضاً قوية ومثيرة في أول أسبوعين على كأس أبو عمار، فيطا تفوق برباعية على شباب
الخليل وشباب الظاهرية، وبداية دورا قوية بفوز كبير وتعادل أمام أهلي الخليل،
ومديره الفني خضر عبيد يراهن على المجموعة التي يملكها لتكون رقماً صعباً في
الدوري الحالي.
أما بلاطة والأمعري فتبقيان من الفرق المرشحة
للمنافسة على اللقب، فالجدعان يسجلون بداية جيدة، والادارة نجحت في اقناع اللاعب
الموهوب عبد ابو حبيب في البقاء وعدم الاحتراف في صفوف الاسماعيلي المصري، بينما
يعمل الكابتن رائد عساف المدير الفني الجديد القديم لفريق الأخضر على بناء فريق
جديد.