زماعرة: أي نجاح حققناه كان بكم ومن أجلكم، وأي فشل واجهنا يقع على عاتقنا، ونتحمل مسؤوليته

في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيس منتدى شارك الشبابي
القدس- وكالة بال سبورت/ بدأت فكرة صغيرة راودت بعض الشباب الساعين ليكون لهم منبرا وصوتا وجسنا يضمهم، سيما وأن دور الشباب في فلسطين كان مهمشا نوعا ما، فيما كان العدد الأكبر من الشهداء والأسرى في الانتفاضة الاولى هم من الشباب، وعن سيرة ومسيرة منتدى شارك الشبابي الذي يحتفل هذه الايام في الذكرى الخامسة عشر لتأسيسه يقول بدر زماعرة المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي في هذه المناسبة:
بعد خمسة عشر عاما مرت على إنشاء منتدى شارك الشبابي، نقف على مفترق طرق، لنراجع مسيرتنا، وننقدها... كانت ولادة المنتدى شأنا شبابيا خالصا، فبالشباب ومن أجلهم انطلقنا، وكلنا عزم وتصميم بأن تصب مشاريعنا وبرامجنا فيما يحقق حياة أفضل للشباب، في إطار رؤية تنموية تراعي الاستدامة والتواصل بين الأجيال، وتنطلق من واقع يعيشه شعبنا الفلسطيني، حيث لا أمل في مستقبل أفضل إلا بمقاومة عوامل القهر والاستغلال والظلم والفساد التي يشكل الاحتلال الإسرائيلي عاملها الرئيسي.
ويضيف زماعرة حاولنا جاهدين أن نحمل جزءا من أحلام وتطلعات وآمال الشباب الفلسطيني، داخل الوطن المحتل وخارجه، إلى حيز الواقع، أن نناضل سويا من أجل مشاركة نشطة وفاعلة ومسؤولة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، جنبا إلى جنب، مع المهمة الأكثر إلحاحا ضمن السياق الذي نعيشه، أي بناء جيل شاب يعرف حقوقه، ويناضل من أجلها، ويدافع عن وطنه وكرامته وحريته... ولا نجانب الحقيقة إن قلنا، أنا بعد مضي عقد ونصف من العمل، ما زلنا نشعر بالتقصير تجاه الشباب، ليس لأنا ادخرنا جهدا في خدمتهم، بل لأن الواقع المعاش ورغم جهودنا كما غيرنا من المؤسسات، لم يتغير للأفضل، بل في كثير من المجالات بتنا نلمس حالة من التدهور والتراجع.
ويواصل زماعرة حديثه قائلا: اليوم ونحن نتوجه إليكم بكلمتنا هذه، ننظر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث ما زال الاحتلال يصادر حريتنا وحقوقنا وكرامتنا، والانقسام والاستقطاب السياسي يهدر من قوتنا، ويعيق وحدتنا، ويحرفنا عن أهدافنا التحررية، ننظر إلى الشباب الفلسطيني في الشتات والمنافي القسرية، نجدهم باتوا أبعد عن وطنهم، بفعل الظروف الإقليمية والدولية، فضلا عن تعمق حالة البؤس التي يعيشها شبابنا في سوريا ولبنان على وجه الخصوص... بتنا اليوم نبحث عن نوافذ أمل للبقاء... حيث ما عاد الحديث عن الفقر والبطالة والتعليم والصحة وغيرها، يشكل الهاجس الرئيسي، بعدما باتت حياتنا مهددة، وصمودنا على أرضنا منكشف أمام هجمة الاحتلال، وتراخي الفعل السياسي الفلسطيني الرسمي...
هنا أصبحنا أمام حالة تستوجب منا الوقوف بمزيد من الحزم والجدية والمسؤولية، لنتساءل، كيف لنا أن نسهم "ضمن المتاح من الموارد والقدرات" في رفع جزء من ركام الواقع عن كاهل شبابنا، وهل كان بوسعنا فعل ما هو أفضل من أجلهم؟
بداية الإجابة عن تلك الأسئلة، تقتضي اعترافنا أولا، أن أي نجاح حققناه كمؤسسة، يعدو الفضل به للشباب أنفسهم، لريادتهم، وطاقاتهم، وتطوعهم، ومسؤوليتهم، وفوق ذلك كله لإحساسهم وانتماءهم الوطني، وأن أوجه القصور أو الفشل التي اعترت عملنا، هي مسؤوليتنا نحن فقط، لكننا دون الشباب مرة أخرى، لن نستطيع تجاوز ذلك، فهم الرافعة الأساس لأي عمل مؤسسي، هم وقود العمل، وضميره القادر على التقويم والمحاسبة...
ويختم زماعرة حديثه قائلا: إننا في منتدى شارك، نضع أنفسنا أمام شباب فلسطين، أو بالأحرى نعتبر أنفسنا ملكا لهم، ولذا لن نتوجه بالوعود التقليدية المكررة، بأننا سنصنع المعجزات، بل نقول، بأن إرادتنا تتوجه بتفاؤل لبناء مستقبل أفضل، رغم كل ما يحفره الواقع من معاناة، فليس بوسعنا، كشباب، كصناع الغد، وحراس الوطن والقضية، إلا التفاؤل، بأن كل عمل نقوم به، كل مشروع وبرنامج ومبادرة، يجب أن يصب في رصيد مقاومتنا وصمودنا... مؤكدين في هذه المناسبة على رؤيتنا وأهدافنا... بكم شباب فلسطين نبني مستقبلنا، بكم نحقق أهدافنا الوطنية وحريتنا واستقلالنا.