بدر مكي- اعلام اللجنة الاولمبية

كنا هناك .. حيث الارض الطيبة ..التي عليها ما يستحق الحياة .. في سخنين .. كانت ساعات جميلة من العمر.. عندما حل فريق الاكاديمية الفلسطينية للموهوبين .. ضيفا عزيزا .. على اهلنا .. على ارض فلسطين التاريخية .. كنا على موعد .. مع ام وسام ..التي عاملتنا تماما كما بنيها .. والدة اللاعب حسام ابو صالح .. نجم منتخبنا الوطني وهلال القدس .. كنا هناك لمناسبة الذكرى الاولى لوفاة المرحوم ابراهيم ابو صالح .. والد حسام .. لعبنا دورة كروية على ارض ابراهيم .. كان قد انشأ ملعبا .. على ارض سخنين الحبيبة .. حيث شعرنا اننا بين اهلنا .. نعم اولئك المتجذرين في الارض .. الذين عشقوها بالفطرة.. وبقوا مرابطين صامدين .. وقد علمونا دروسا في الانتماء لارض فلسطين

اكاديمية الموهوبين .. التي يقودها الشاب الخلوق فراس ابو مياله.. ومعه صديق عمره بدر المحتسب.. وكوكبة من الاصدقاء المدرب القدير ماهر مفارجة والموسوعة منير الغول واحمد جابر ..ومعهم عشرون طفلا لا تتجاوز اعمارهم العشر سنوات من مجموع مائتين هم عدة الاكاديمية .. وفي سخنين تواجد معنا ..

من مكتب اللواء جبريل الرجوب اخوة اعزاء .. نضال عمرو واحسان مقدادي .. والاعلامي مأمون قاسم .. والمصور الشهير عطا عويسات .. الذي لم يترك شاردة وواردة الا وسجلها بعدسته .. وعلى رأس الوفد المقدسي .. ابو حسين .. والد فراس .. الذي ربى فاحسن التربية .

يتعاملون في الاكاديمية .. بنظام الاسرة .. الكل حريص على الكل .. ويبدو ان الصغار في القدس .. يكبرون قبل الاوان .. ويساندهم في ذلك موهبتهم ..التي اطلت من بين ثنايا العقول والقلوب ..وتألق العديد من صغار الاكاديمية .. وهم مشاريع مواهب المستقبل .. كما ان القائمين غلى الاكاديمية في الشأن الاداري والفني .. لا يألون جهدا في توفير كل اسباب النجاح لهؤلاء الناشئة.. فالتدريبات تسير على قدم وساق .. وهي التي اظهرت هؤلاء الفتية من حواري القدس وازقتها وضواحيها .. والتزموا بالاكاديمية ونظامها القائم على القيم ومبادئ الخلق الكريم .

كنا فائزين .. قبل ان نلعب .. لاننا تواجدنا هناك في سخنين . . ورغم حصولنا على المرتية الثانية .. بعد ان ادى لاعبونا اربع مباريات متتالية .. لكني شعرت بفرح كبير .. ان هذه الدورة التي قربت المسافات بين ابناء الشعب الواحد .. قد كشفت لنا عن العديد من المواهب ..ولم يخل الامر من توجيهات ماهر وفراس للاعبين من اجل بذل الجهد .. وكان صوتهم يطال عنان السماء .. اما الغول منير .. ومن خلال قراءته لمباريات الافتتاح كعادته ..اتضح له ان فريقنا وسخنين سيصلان للنهائي ..وهكذا كان .. وخسرنا بركلات الترجيح .. ولكننا فزنا بهذه الكوكبة من الصغار .. وكذلك التزام الجميع بالبرنامج المعد .. وقدمنا لهم دعوة للعب على استاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس .. باسم اللواء الرجوب .. الذي اصر ان يكون التواصل والامتداد مع شعبنا في الداخل .. هو عنوان اللقاء .

اكاديمية الموهوبين .. وجدت لتبقى وتستمر في خدمة اطفال القدس .. ولكنها تحتاج الى الدعم والاسناد .. ختى تواصل عماها الوطني والتربوي والرياضي .. تعمل على الارض .. من اجل الارض والانسان.. وهذا الفارس فراس .. نموذج مضيء في القدس .. واخ كريم .. وابن اخ كريم .