شريط الأخبار

سنجل يغيّر اتجاه بوصلة الكأس في لحظات قاتلة ومثير

سنجل يغيّر اتجاه بوصلة الكأس في لحظات قاتلة ومثير
بال سبورت :  

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ نجح فريق سنجل في خطب ود كأس الطائرة، في أعقاب تفوقه في اللحظات الأخيرة بنهائي بطولة كأس فلسطين الثالثة عشرة، ووجه رسالة شديدة اللهجة، وصل صداها إلى كافة أروقة الكرة الطائرة في فلسطين، ومضمونها أنه قادم لحصد كافة البطولات والألقاب المحلية للموسم الحالي، وتطويبها باسمه، وجرّد منافسه التقليدي، فريق جيوس، من لقبه الثاني على التوالي، بعد كأس السوبر.

هذا الانتصار، والإنجاز الجديد، وضع منظومة الكرة الطائرة الفلسطينية، أمام تحد كبير، فهو جاء في ظل ظروف صعبة تمر بها اللعبة، يعلمها القاصي والداني، فالجميع يعي أن اتحاد اللعبة، يصارع في عدة اتجاهات، وعلى شتى الصّعُد، بهدف النهوض بواقع اللعبة والارتقاء بها، غير أن الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرجات وجنبات صالة ماجد أسعد في البيرة، بالأمس، خلال اللقاء النهائي، تحتم على اتحاد اللعبة، وأركان الأسرة الرياضية بوجه عام، إيلاء مزيد من الاهتمام، بهذا اللون الشيّق من الألعاب.
فريق سنجل، شكل علامة فارقة في هذا الموسم، فبعد نيله لقب كأس السوبر، في افتتاح منافسات الكرة الطائرة الرسمية، ها هو يعيد لقب الكأس، إلى سجله الناصع، وهو الذي غاب عنه منذ سبعة أعوام، وسط حالة من الالتفاف الكبير، خلف المارد الأبيض، التي تفرض علينا الوقوف عندها، والتعاطي معها بشكل إيجابي، فالجميع يعلم ويلحظ، الجهد الكبير، الذي بذلته إدارة النادي، للوصول بفريقها إلى هذا المستوى من التفوق والإبداع، ويكفي هنا أن نشير إلى الصخب الكبير الذي أحدثه الفوز على جيوس للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر فقط، فليلة أمس، كانت شوارع رام الله والبيرة، تضج بصخب الجماهير السنجلاوية، الفرحة والمنتشية، ونجزم أن أصحاب القرار والمسؤولين، تابعوها عن قرب ولمسوا مدى أهميتها، ولا بد أن يتوقفوا عندها، لتلبية مطالبها، ودعم هذه اللعبة الشيقة، التي تحظى بشعبية جارفة في فلسطين.

أجواء ومجريات:
لا يخفى على أحد، أن أداء فريق سنجل في الشوط الأول، أثار ارتياحاً كبيراً لدى أنصاره، فهو بدا قوياً منيعاً، أمام منافسه، بل وفرض سيطرته المطلقة، على ألعاب الشبكة الهجومية والدفاعية، سواء بسواء، والحضور الخططي كان يعمل على أكمل وجه، فكرات سنجل الساحقة، كانت تتم وفق خطط هجومية منسقة، أبدع قائد الفريق، وعقله المدبر، رافي عصفور، في رسم معالمها، وترجمها الضاربون عمر ومهند فقهاء وزياد ومحمد عصفور وجهاد الهندي، بالشكل المطلوب، وهذه المشاهد، امتدت حتى النقاط الأخيرة من عمر الشوط الأول، وكان بالإمكان ملاحظة، أن رافي عصفور عمد مراراً وتكراراً للإعداد من اللمسة السريعة، في ظل تفوق مهند فقهاء ومحمد عصفور، في الهجوم بالكرات السريعة، كما أن حوائط الصد لدى الفريق، كانت متماسكة بشكل جيد، بتواجد رافي عصفور الذي قام بمهام مزدوجة، بصناعة الألعاب والمشاركة في تشييد حوائط الصد، ومحمد عصفور، الذي قطع الماء والكهرباء عن المنافس، واضطره في كثير من الأحيان لتوصيل الكرة الثالثة دون هجوم أو حتى إسقاط، وهذا ما ساعد على خطف التقدم بسرعة وبفارق مريح من النقاط، وصولاً لإنهاء الشوط الأول بالنتيجة (25-18).

نصف الطريق:
في الشوط الثاني الذي جاء مثيراً أيضاً بكل تفاصيله، حافظ سنجل على حراكه الخططي، فأظهر رافي عصفور قدرات لاعبيه الحقيقية، من خلال إجراء عمليات التقاطع وتغيير المواقع، قبل تنفيذ الطلعات الهجومية، التي كانت تتم وفق رتم جميل، كما عمل الفريق، على احتواء مفاتيح الخيارات الهجومية لجيوس، فواصلت حوائط الصد تماسكها، لمنع عبور الكرات إلى أجواء ملعب سنجل، وكان للإرسالات الساحقة من حالة القفز، التي تناوب على تنفيذها رافي عصفور وعمر فقهاء والهندي، مفعول السحر، في تعقيد مهمة جيوس، بتوفير لمسة أولى نموذجية لصانع الألعاب، ليتسنى له توفير كرات عالية ومنخفضة وفق طلب الضاربين، ولعل الزج بأحمد خالد في مهمة الإعداد، في بداية الأمر، كلف جيوس الكثير، لأسباب كثيرة، ليس من بينها عدم كفاءة أو قدرة خالد على القيام بهذه المهارة، وإنما لكونه كان يشكل مفتاح لعب جيوس، خصوصاً عند استقبال الكرة الأولى، فضلاً عن القدرات الهجومية التي يمتلكها، وخبرته الكبيرة كلاعب ضارب.
عموماً لم يخل الشوط من بعض اللمحات الفنية لجيوس، إذ تميز في صفوفه مازن خالد وحسين قدومي ومحمد قدومي، لكن سنجل قدم عرضاً مميزاً، أهله لحسم الشوط الثاني، وقطع نصف المسافة صوب اللقب، عند النتيجة (25-20).


عودة جميلة:
عرف جيوس كيف يتعامل مع تحركات ونوايا سنجل، بخطف فوز سريع، بثلاثية نظيفة كما كان يخطط، فعمل على امتصاص البداية السريعة والمثيرة لمنافسه، ومن ثم امتد بثبات، لسحب بساط التفوق، فبرز أحمد خالد على شاشة عرض النجومية، عندما عاد للعب كذراع ضارب، بعد أن أوكلت مهام الإعداد، لمقبل سليم، فتحسنت ألعاب جيوس الهجومية، بعد أن استقر أداء اللمسة الأولى، وعزز الفريق واجباته الدفاعية على طول الشبكة، ليبدأ طريق العودة الجميلة للمباراة، في الوقت الذي اكتفى فيه سنجل بتقليص الفارق، لأن لاعبي جيوس قبضوا بإصرار وثبات على مفاتيح الشوط، وتحقق لهم ما أرادوا، فخطفوا شوطاً ثميناً، بالنتيجة (25-19).

منطقة عازلة:
في الشوط الرابع، نجح جيوس في استيعاب المد الهجومي لسنجل، وفرض الثلاثي القدومي، وأحمد خالد، منطقة عازلة قرب الشبكة، بفضل تماسك حوائط الصد، التي شيدوها على طول واجهة الشبكة، في وقت تفرغ فيه مازن خالد للهجوم، وحاول زياد عصفور وعمر فقهاء والهندي، البحث عن ثغرة عبر الأطراف، دون جدوى، وعمد لاعبو سنجل لتوجيه إرسالاتهم، على غير العادة، من الثبات، ما سهل على اللاعب الحر لجيوس، أحمد خريشة، عملية استقبالها بالشكل المناسب، وتوجيه الكرة الأولى بدقة، لصانع الألعاب مقبل سليم، ليجد حسين ومحمد قدومي وأحمد ومازن خالد ضالتهم في ضرب الكرات الساحقة من مختلف المحاور، وهو ما ساهم أخيراً، بمعادلة الكفة، من خلال حسم الشوط عند النتيجة (25-21).

تأن وحذر:
صاغ الفريقان، مفردات تاريخية في الشوط الفاصل، ما ساهم في استعادة حظوظ المنافسة نحو القمة، للطرفين، وكان هدف جيوس واضحاً، الدفاع عن اللقب حتى الرمق الأخير، بينما كان فريق سنجل يطمح بلقب ثان، خلال الموسم الحالي من جهة، واستعادة اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ العام (2006) من جهة أخرى.. أهداف مشروعة للفريقين، فالتواجد على منصات التتويج، بات على بعد نقاط معدودات.
رافي عصفور، يتحمل العبء الأكبر بعد تراجع فريقه بفارق (4) نقاط، عند النتيجة (11-7)، حيث عاد لدعم انطلاقات عمر فقهاء، من الجهة اليمنى، ومهند فقهاء من العمق الهجومي، وأعاد إليهما الثقة، فارتدت الروح للجسد السنجلاوي، ليزحف خلف منافسه، ويقلص الفارق إلى (12-10)، وحملت النقاط الأخيرة محاولات "مجنونة" من الطرفين، ففي حين اعتقد جيوس أن الشوط أصبح في جيبه، بعدما وقف على بعد نقطتين من تحقيق الفوز، ووصل بالنتيجة إلى (13-12)، نجح محمد عصفور في تدخله السريع، ليعادل النتيجة (13-13)، قبل أن ينهي عمر فقهاء الشوط عند النتيجة (15-13).


أهمية الفوز:
تكمن أهمية فوز سنجل، انه جاء على حساب الغريم والمنافس التقليدي، فريق جيوس، الذي باتت حساباته معقدة للغاية، في الموسم الحالي، بفقدان لقبي "السوبر" و"الكأس"، في وقت أصبح فيه لفريق سنجل، شأن وحظ كبيران، في تحقيق ثلاثية غير مسبوقة، إذا ما قدر له الفوز بلقب الدوري الممتاز، خصوصاً وأن المراقبين خرجوا بانطباع حسن، للأداء الذي قدمه الفريق، خصوصاً بعد أن أصبح لاعبوه من صغار السن، وأصحاب خبرة كبيرة، بحيث أدمنوا التواجد في اللقاءات النهائية، وعلى منصات التتويج.

In preposition: in, at, on, within, during, by, among adverb: thereof

مواضيع قد تهمك