زمبيل: الطائرة الفلسطينية ستقلع بجهود "أهل البيت" ولن تهبط إلا على أعالي القمم

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ يخطو اتحاد الكرة الطائرة خطوات جريئة
تجاه تطوير اللعبة، من خلال الاستعانة بخبرات أركان وخبراء وأصدقاء اللعبة، الذين
لهم باع طويل ويُعدون من أبرز الشخصيات الرياضية الفاعلة، وهذا ما تجلى بأبهى
صورة، خلال ورشة العمل الموسعة، التي عقدها الاتحاد السبت، في مقر جمعية الشبان
المسيحية ببيت ساحور، تحت رعاية اللجنة الرياضية لنادي صورباهر المقدسي، وحضرها
جمع من المتابعين والمهتمين، بينهم مدربون ولاعبون واداريون وأعضاء سابقون
بالاتحاد، من كلا الجنسين، اضافة الى أطباء مختصين بالطب الرياضي.
وفي بداية الورشة، التي استمرت لأكثر من (6)
ساعات، رحب الكابتن أحمد حمارشة، بالحضور، مستعرضاً أهم المحاور والبنود التي
ستتضمنها جلسات النقاش، التي أقيمت وفق نظام "الطاولة المستديرة" لكل
محور، معرباً عن سعادته وأسرة الكرة الطائرة لهذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه،
لافتا إلى أن اتحاد اللعبة، يسعى لوضع الكرة في ملعب الأندية لتقول كلمتها، بدلاً
من تعليق التقصير وقلة الاهتمام على شماعة الاتحاد والمدربين وغير ذلك، داعياً
الأندية إلى النهوض بمستوى فرقها، بدلاً من أن نقف مكتوفي الأيدي ونلعن الظروف
ونصب جام غصبنا على بعضنا البعض، ونكيل الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال حول من
يتحمل مسؤولية الاقلاع باللعبة وتطويرها، لأن هذا هو العجز بنفسه وهو الطريق
الوحيد للهروب من الواقع.
بدوره، نقل ناجح العزة، ممثل اللجنة الأولمبية،
تحيات اللواء جبريل الرجوب، للمشاركين، وأمنياته للورشة بالتوفيق وأن تخرج بالتوصيات
الايجابية، مؤكداً أن الهدف الأساسي للقائمين على الرياضة الفلسطينية، يتمثل في
رفع نسبة المشاركة في أوساط الشباب، وتنشيط مختلف الألعاب الرياضية، بما فيها لعبة
الكرة الطائرة، داعياً إلى الاهتمام بالفئات العمرية المختلفة، وفرق السيدات، على
اعتبار أن الكرة الطائرة هي أنسب الألعاب لهن، وخاصة صغيرات السن، نظراً لسهولة
ممارسة اللعبة، التي من الممكن أن تمارس في المدارس والساحات الشعبية، مؤكداً أن
أبرز الفرق الفلسطينية والأردنية بالكرة الطائرة على سبيل المثال، ظهرت في حواري
المخيمات والقرى.
واستعرض العزة، تاريخ جمعية الشبان المسيحية في
اشهار اللعبة، منذ زمن بعيد، متمنياً أن تحاكي الأندية المختلفة، هذه التجربة، على
طريق النهوض بهذه اللعبة الشعبية والشيقة.
من
ناحيته، أكد رينيه زمبيل، رئيس اتحاد الكرة الطائرة، أن اتحاده لا يقتصر فقط على
الأعضاء الرسميين والمنتخبين فقط، وانما يشمل كل من يعملون ليل نهار، لخدمة هذه
اللعبة، التي تتمتع بشعبية كبيرة في فلسطين، وخاطب المجتمعين قائلاً:
"الاتحاد هو أنتم أهل البيت، والطائرة الفلسطينية ستقلع بجهودكم وتكاتفكم،
ومدى التفافكم حولها، ولن تهبط الا على أعالي القمم العربية والاقليمية"،
كاشفاً عن خطوات تسير باتجاه الاستعانة بخبراء أوروبيين لتطوير اللعبة.
وأعلن
زمبيل، أن موسم الكرة الطائرة للعام الحالي، سينطلق في السادس عشر من آذار القادم،
بلقاء "السوبر" بين قطبي اللعبة، جيوس وسنجل، على كأس "القدس
لنا"، على أن يتبع ذلك مباشرة، الشروع بمسابقة الدوري الممتاز، وصولاً
للدرجات الأخرى تباعاً، لافتاً إلى أن المسابقات الأخرى، كبطولة الكأس، والدرع،
والدوري النسوي، وبطولات الفئات العمرية، ستنطلق وفق أجندة ثابتة، ستتولى لجنة
المسابقات اعدادها، وسيعلن عنها حال الانتهاء من ذلك.
وعقب ذلك، تولى الكابتن منير التلاحمة، توزيع
جلسات النقاش، ومن ثم استعراض توصيات المحاور المختلفة، مع منسقي الجلسات، حيث
استعرض الكابتن والخبير باللعبة، معروف شطارة، توصيات محور التدريب، التي أكدت على
ضرورة حصر المدربين المحليين، لتسهيل عملية صقلهم وتطويرهم، اضافة لتوفير الأمن
الوظيفي للمدربين، وبيئة العمل المناسبة، ومنح المدربين كافة الصلاحيات ليكونوا
الوحيدين المخولين باختيار لاعبي المنتخبات الوطنية كما يحدث في باقي دول العالم،
وضرورة أن يكون هناك دور اعلامي للمدرب، كما جددت التأكيد على أن المدربين هم
الركن الأساس في عملية نشر وتطوير اللعبة.
وعرض حكم اللعبة، تيسير علاونة، توصيات محور
التحكيم، مشدداً على ضرورة تصنيف الحكام وتأهيلهم، وصولاً لترشيح من يستحق منهم،
لنيل الشارة الدولية، اضافة إلى جلب المحاضرين العرب والدوليين، لعقد دورات متخصصة
بالتحكيم، للاستفادة من التجارب والخبرات في هذا المجال.
وقدم الدكتور عادل نصار توصيات محور الطب
الرياضي، لافتاً إلى أن هذا المحور يدخل لعالم الكرة الطائرة المحلية للمرة
الأولى، داعيا إلى انشاء المراكز المتخصصة بالطب الرياضي، بما يشمل وحدات الطب
الرياضي، والعلاج الطبيعي والنفسي، والعلاج التأهيلي والتغذية العلاجية، واخضاع
اللاعبين لفحص طبي دوري، وأرشفة سجلات صحية لهم، وعمل دورات علاجية تخصصية
للمعالجين والطواقم الطبية، وأن يكون الطبيب المعالج هو صاحب القرار في استمرارية
اللاعب المصاب بخوض المنافسة الرياضية.
وتناول الاعلامي محمد الرنتيسي دور الاعلام
وأهميته كأداة فاعلة للترويج للعبة الكرة الطائرة، وتسويقها على الصعيد المحلي،
مؤكداً وجود نهضة حقيقية باعلام الكرة الطائرة خلال السنوات الأخيرة، واستعرض
توصيات محور الاعلام التي شددت على ضرورة ترتيب الجسم الاعلامي الخاص باللعبة،
ورفده بالامكانيات والمقومات، في وقت شدد فيه رئيس الاتحاد، رينيه زمبيل، على
أهمية الاعلام باعتباره خير وسيلة لتسويق اللعبة، ولفت أنظار المؤسسات والشركات
الراعية اليها، داعياً إلى إلى ايجاد راع رسمي للاتحاد، محليا وعربيا.
واستعرض زكريا سمور توصيات محور المنشآت
الرياضية، بالدعوة إلى تطويرها، وجمال فرهود محور الرياضة المدرسية والجامعية،
مؤكداً وجود التحام وثيق ما بين المدارس والأندية، لا سيما على صعيد رفد الأندية
بالمواهب الرياضية، لافتاً إلى أن المدارس والجامعات، تشكل شرياناً مغذياً ورافداً
أساسياً لفرق الأندية وحتى المنتخبات الوطنية، داعياً إلى تنظيم المسابقات
المشتركة لاكساب الطلاب مهارات وخبرات وتجارب اضافية.
وتناولت سما لحلوح محور الطائرة النسوية، داعية
إلى تطوير اللعبة، من خلال عدة عوامل، أبرزها اعداد حكمات ومدربات ومعالجات
باللعبة، وضرورة أن تخرج طائرة السيدات من الحالة النمطية المحلية، لتنطلق إلى
المنافسات العربية.
وفي
محور المسابقات، استعرض مفيد اسماعيل، الذي شغل منصب مسؤول المسابقات في عدة دورات
سابقة بالاتحاد، أهم التوصيات، التي ركزت على ضرورة اعتماد أجندة ثابتة فيما يختص
بافتتاح موسم الكرة الطائرة وانهائه، مروراً بالبطولات المختلفة، لجميع الفئات
ولكلا الجنسين، إلى جانب تعميم مسابقات الاتحاد على الأندية سلفاً، واعتماد آلية
تحديث قيد اللاعبين لمختلف المسابقات.
وشدد جبر عميرة على أهمية توظيف الكوادر
الادارية بدءاً من الأندية، ضمن محور الادارة الرياضية، مبيناً أنها لا تقل أهمية
عن توفير الدعم للنشاطات المختلفة، معتبراً أن النادي الناجح لا بد وأن تكون من
خلفه إدارة ناجحة، بينما تناول رامي دحادحة توصيات محور المنتخبات، والتي دعت الى
ابقاء المنتخبات الوطنية على جاهزية لأي استحقاق عربي، وضرورة الاستفادة من
الخبرات في الكوادر والأطقم التدريبية، وتشكيل اللجان المختصة لاختيار لاعبي
المنتخبات الوطنية.
وفي المحور الأخير، استعرض راني عصفور توصيات
محور طائرة الصغار، مبيناً أن هذا اللون من الرياضة بدأ بالظهور منذ عامين فقط،
وتحديداً بعد عودته من ألمانيا، حيث أقيمت بطولتان باللعبة للذكور والاناث، ولاقت
استحسان الجميع، داعياً إلى اعتماد تنظيم مثل هذه البطولات بصورة مستمرة، لا سيما
في المدارس والجامعات، والعمل على اقامتها في الساحات الشعبية، أسوة بالدول
الأوروبية، لضمان أوسع متابعة ومشاهدة لها، وبالتالي لفت أنظار المسؤولين لهؤلاء
الصغار، على طريق الاهتمام بهم وتوفير كل ما يلزمهم، للاستمرار والتدرج بهذه
اللعبة الممتعة، وتحفيز المشاركة لدى الطلاب من خلال رصد الهدايا والجوائز، وتفعيل
هذه الرياضة على مستوى المديريات ووزارة التربية والتعليم ووضعها ضمن المنهاج
المدرسي، واقامة نشاطاتها وفق أسس علمية، بعيداً عن العشوائية، واعتماد سياسة
المعسكرات الخارجية، مبيناً أن الانجازات الكبرى على صعيد اللعبة يجب أن تبدأ من
الطائرة المصغرة.
وتضمنت جلسات الحوار، نقاشاً مفتوحاً، لبعض
الوقت، بهدف اثراء المحاور المطروحة، قبل أن ترفع التوصيات لاتحاد اللعبة، الذي
بدوره سيتدارسها حرفياً، قبل رفعها للجنة الأولمبية، المظلة الرسمية للرياضة
المحلية، وفي الختام تناول المشاركون طعام الغداء على شرف اللجنة الرياضية لنادي
صورباهر المقدسي.