نعيم السويطي: القدس مهد السباحة واناشد اللواء الرجوب تكريس لاهتمام بها

القدس- حوار سامر العزة/ في
زيارة خاصة وضمن مجموعة من الحوارات التي بدأنا بعقدها ضمن خطة
اعلامية تهدف لرفع مستوى
السباحة من الناحية الاعلامية ومن الناحية الرياضية
كان لنا هذا اللقاء المميز مع علم من اعلام السباحة الفلسطينية والذي عرف بنزاهته
وانتمائه لهذا الوطن، احبه كل من عمل معه لدماثة خلقه واخلاصه في عمله فاصبح رئيسا
للجنة الحكام المركزية.
انه الاستاذ
نعيم احمد السويطي البالغ من العمر 48 عاما وله من الاولاد اربعة: ادهم وعمره 20
عاما ويعمل مدرب ومنقذ سباحة ويحمل شهادة حكم سباحة وآدم يحمل شهادة انقاذ ويساعد
في التدريب في احد مسابح مدينة القدس في فترة فراغه وامير 10 اعوام هو في الصف
الخامس واكرم 9 اعوام وهو في الصف الرابع، نشأ وترعرع في مدينة القدس وتخرج منها
وم ايزال مرابطا فيها يعمل مديرا تنفيذيا في شركة نقليات.
بدأ مسيرته في مجال السباحة
منذ بدايات عام 2000 وحاز على العديد من الدورات وفي عام2003 بدأ مسيرته كحكم
واستطاع في مدة قصيرة ان يكون مجموعة من الحكام من خلال شخصيته القوية والمحبوبة
ومن خلال علاقاته الطيبة التي بناها معهم واصبحت تربطه بهم علاقة اخوة وصداقة
مبدؤها الاحترام المتبادل كمتطوع وخدمة لفلسطين ولابطالها السباحين ومايزال كذلك
حتى يومنا هذا .
وكان لنا هذا اللقاء المميز
والحصري .
في بداية لقائنا دعنا نبارك اخر مشاركة لفلسطين في بطولة العالم في اسطنبول والانجازات الرائعة التي حققها سباحونا محمد عبده ومجد الطويل وسابين حزبون، ما رأيك في هذه الارقام الجديدة وهل يمكن لنا ان نلحق بركب الدول المتقدمة في رياضة السباحة؟
في البداية نبارك لابطالنا هذا الانجاز والذي يعد الاول من نوعه للسباحين الثلاثة وهذا ان دل على شيء فانما يدل على اننا في تقدم دائم وبحمد الله، بالاضافة اننا نثق بان سباحينا يبذلون جهودا للتقدم وهذا شيء يبشر بخير، صحيح انه بيننا وبين الرقم العالمي الذي قام بتحقيقه محمد عبده وهو (4.42) ثواني وان هناك العديد من الدول قد تقدمت علينا ولكن نقول انه وضمن الامكانات الحالية المتاحة تعتبر هذه الارقام جيدة وخصوصا ان ابطالنا يسعون لتحسين ارقامهم واملي بالله كبير ومن ثم بقدرة سباحينا على مواصلة التقدم .
لماذا اخترت التحكيم لرياضة السباحة عن غيرها من الرياضات؟ منذ متى بدأت مسيرتك كحكم وكيف تم ذلك؟
حب وعشق رياضة السباحة منذ الصغر جسد اهتمامي بها عن طريق تعليم والحاق اولادي في هذه الرياضة في جيل مبكر ومتابعتهم ومن خلال ملازمتي لهم اثناء تدريبهم والبطولات التي كانوا يشاركون فيها ما جعلني ملما بقوانين السباحة وزادني شغفا بها فقررت ان اطور هذه الهواية وان اصبح حكما لرياضة اعشقها، وفي احد الايام اعلن عن دورة لتأهيل دورة للحكام ففكرت ان التحق بها ووجدت ترحيبا وتشجيعا من العديد من الاصدقاء ومن ابرز من شجعني ووقف الى جانبي الاستاذ ابراهيم الطويل والذي كان يرأس اتحاد السباحة في ذلك الحين، كان ذلك في سنة 2000 رسميا حيث التحقت بالعديد من الدورات المحلية للتحكيم، بعدها بدأت امارس عملي كحكم محلي وشاركت في تحكيم العديد من البطولات المحلية.
الشهادات التي حصلت عليها والتي اهلتك لتكون حكما دوليا؟ وماهي المتطلبات الواجب توفرها للحصول على شهادة الحكم الدولي؟
استطيع القول انه منذ عام 2000 التحقت باغلب الدورات المحلية والتي اهلتني للالتحاق بعدة دورات تحكيمية في الدول العربية مثل عمان واخرى في مدينة العقبة وتم استضافة عدة حكام دوليين باشراف الفينا ).FINA) والتحقت بها وحصلت من خلالها على ثلاث شهادات دولية.
اما الشروط المطلوبة للالتحاق بهذه الدورة هي مشاركة الحكم بثلاث بطولات تحكيمية محلية وبشكل كامل وفعلي بعدها يستطيع الالتحاق بمثل هذه الدورة حتى يكون ملما بجميع القوانين وخاضعا تحت التحكيم الفعلي.
عدد الحكام الحاصلين على اجازة الحكم محليا ومن هي الجهة المخولة باصدار هذه الشهادة وعدد الحاصلين على شهادة الحكم الدولي؟
يبلغ عدد الحكام في فلسطين في المجمل اكثر 200 حكم حاصل على شهادة (اجازة) حكم محلي اما عدد الحكام الدوليين الذين يحملون شهادة من الفيناFINAحوالي 30 حكما منهم من حصل على اكثر شهادة دولية اذكر منهم: عاصم جودة، احمد ابوعسلة، صالح الحاج علي، اسامة جودة، جاك عبدالله، عبد الهادي السويطي.
اما من حيث الجهة الرسمية المخولة باصدار هذه الشهادات هي لجنة الحكام المركزية وبالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني للسباحة ويتم من خلالها وضع الخطة وعدد المحاضرين ويتم امتحانهم في نهاية الدورة لاستصدار الاجازة لمن اجتاز الامتحان بنجاح، اما الدولية فتتم من خلال الفينا FINA مباشرة وتكون اما من خلال محاضر يزور فلسطين او بالسفر الى المكان الذي ستتم فيه الدورة اما في الدول العربية او في الدول الاجنبية.
هل انتم جهة مستقلة بعينها ام تتبعون اتحاد السباحة وكيف يتم التنسيق بينكم وبين اتحاد السباحة عند عقد بطولة ما؟
نحن كلجنة حكام مركزية لنا استقلالية كادارة وتنظيم ولكن الجسم الذي ننضوي تحته هو مظلة الاتحاد الفلسطيني للسباحة ويتم اعلامنا باي نشاط او بطولة قبل موعدها المقرربشهر تقريبا لاخذ التدابير اللازمة من ترتيب انفسنا واعداد العدد المطلوب من الحكام ويتم زيارة المكان الذي ستجرى فيه البطولة وترتيب الامر مع ادارة المكان وتحديد اماكن الدخول والخروج ومواقع الفرق المشاركة والجمهور واماكن الحكام وعدد الحارات المتاحة واماكن تواجد الحكام وكل ما يتعلق بالامور التنظيمية للبطولة.
عدد البطولات المحلية التي شاركت بها محليا وهل هناك بطولات عربية او محلية؟
ج- لقد شاركت بعدد كبير من البطولات المحلية والتي لا مجال لحصرها في هذا اللقاء ولكن استطيع القول انني شاركت في جميع البطولات المحلية منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا وبحمد الله، اما البطولات العربية فكانت لنا مشاركة في عمان وفي العقبة.
ما هي المشاكل التي تواجهها كرئيس لجنة الحكام وما هي طرق واليات الحل بنظرك؟
من اهم المشكلات التي تواجهنا كحكام هي عدم اهلية المسابح لاقامة البطولات فيها ونعمل ضمن الامكانيات المطلوبة.
- من اكبر المشاكل التي تواجهنا هو عدم وجود ميزانية او اي مورد دعم حقيقي وثابت لتغطية نفقات الحكام ولو بدفع جزء يسير من اجورهم اثناء عملهم في بطولة ما، فجميع الحكام الذين يعملون معي متطوعون ولا يتلقون اي اجر مقابل عملهم، الا في بعض الحالات الاستثنائية عندما نحصل على دعم من بعض الجهات في القطاع الخاص كرعاية او ماشابه ذلك، وحتى اكون منصفا قام الاتحاد الفلسطيني الحالي برئاسة الاستاذ فواز زلوم مشكورا بصرف مبلغ رمزي لكل حكم في بطولة كأس فلسطين الحادية عشرة والتي اقيمت مؤخرا في بيت ساحور.
- عدم مشاركة عدد كاف من الحكام بسبب قلة الموارد ما يتسبب في استنزاف طاقات الحكام المشاركين وذلك لطول ساعات التحكيم اثناء البطولة.
- عدم ضبط السباحين من قبل ادارات الفرق المشاركة ما ينتج حالة من الفوضى والتي من شأنها اعاقة سير التحكيم وسير البطولة بالشكل المطلوب.
اما الحلول فتكون على النحو التالي:
صرف اجور للحكام عن كل بطولة يقومون بتحكيمها، العمل على اقامة مسبح واحد على الاقل مستوف للشروط الدولية وصالحا لاقامة البطولات، العمل على ضبط الفرق وتوعيتها اثناء سير البطولة من قبل مسؤوليها.
ماهي الصفات التي يجب توفرها بالحكم؟
ج- من اهم الصفات التي يجب ان تتوفر في الحكم هي النزاهة والشفافية وكذلك الاخلاق الحميدة، لان مبدأ الرياضة وسر النجاح كما يجب ان يتحلى بالصبر والتمرس والتمكن من القوانين ويفضل ان يكون الحكم سباحا لمعرفته بالحركات وقوانينها والالمام التام بكل ماهو جديد من قوانين.
عدد الحكام الواجب توفرهم في السباقات ودعنا نقول في ست حارات كما هو الحال في مسابحنا والتي لا تتسع لاكثر من ذلك؟ وماهي مهمة كل حكم؟
يمكن ايجاز ذلك وبشكل مختصر للغاية لانه يحتاج منا الى الكثير من
الاسهاب والتوضيح لو اردنا شرح ذلك بالتفصيل وهم كما يلي:
عدد الحكام يتراوح ما بين 36-26 حكما وذلك حسب عدد الحارات الموجودة في كل مسبح .الحكم العام وهو المسؤول الاول والاخير في البطولة.
- آذن البدء وهو معلن بداية كل سباق،بصوت مسموع للجميع.
- رئيس الميقاتيين ضابط لعمل الميقاتيين ومتابعتهم اثناء البطولة.
- الميقاتيون وهم اثنان لكل حارة ووظيفتهم متابعة المتسابق من البداية
حتى النهاية واعلان النتيجة على ساعة الضبط.
- آذن النهاية ووظيفته اخذ ترتيب السباحين في نهاية كل سباق.
- مراقب الحركة متابع حركة السباح من البداية حتى النهاية والتأكد من
أداء المتسابق بشكل سليم والتحرك بجانبي المسبح ودائما يكون خلف السباحين
للتأكد من اتمامهم السباق بحركة سليمة.
- حكم البداية الخاطئة ومهمته تحديد البداية الخاطئة عن طريق الحكم العام.
- رئيس مراقبي الدوران ضابط لعمل مراقبي الدوران ومتابعتهم اثناء البطولة.
- مراقبو الدوران مهمتهم مراقبة السباح اثناء دورانه بحركات سليمة.
- سكرتارية التحكيم مهمتهم جمع بطاقات التحكيم وفرزهم واظهار النتائج النهائية.
- معد السباقات ومهمته تحضير ومراجعة بطاقات السباحين وتحديد اماكن جلوسهم وتقديمهم لمراحل سباقاتهم.
- المنادي «المذيع» ومهمته المناداة على السباقات حسب ترتيبها بصوت واضح ونطق سليم.
وفي حالة وجود اجهزة قياس الكترونية فانه يكون لها اولوية على النتائج
وهي تشكل البديل للميقاتيين.
لاحظت ان هناك بعض الاعتراضات تعلن ضد بعض الحكام وانحيازهم لطرف على اخر، كيف يمكن ان نحد ونمنع هذه المشاكل وهل هناك جهة قضائية يتم الرجوع لها في حال حصل ذلك كباقي الرياضات؟
اكرر مرة اخرى ان النزاهة هي اهم صفة من صفات الحكم وللحد من هذه الظاهرة يجب فصل من يثبت تحيزه وللاسف لا توجد جهة قضائية يمكن الاعتراض لديها، علما انه هناك جهة مخولة ومتابعة للامر وهي لجنة الاعتراضات المتواجدة في كل بطولة يقوم المشرف المسؤول عن الفريق برفع اعتراضه الى هذه اللجنة ويتم التحقيق ومتابعة الامر من قبل هذه اللجنة ورفع تقريرها الى لجنة الحكام ويتم اخذ التدابير اللازمة في الموضوع المتنازع عليه ولا يجوز باي حال ان يتم الاعتراض الا من خلال هذه اللجنة.
افضل لحظات مررت بها كحكم واسوأها؟
افضل اللحظات التي مررت بها كانت في بطولة فلسطين الحادية عشرة التي اقيمت في عام 2009 في منتجع مراد السياحي في مدينة بيت ساحور حيث كانت قمة في التنظيم، وكان للاتحاد الفلسطيني بصمة واضحة في البطولة ، كما كان هناك جهات راعية للبطولة من عشاق الرياضة المائية ساهمت في نجاحها بشكل رائع.
اما أسوأ لحظة كانت في اندلاع اشتباكات بين الفرق المشاركة والجمهور في المباراة النهائية للبطولة الرمضانية في كرة الماء والتي اقيمت في نفس العام ما أدى الى الغاء البطولة.
ما هي رؤيتكم لواقع الحكام اليوم وما هي خططكم المستقبلية؟
واقع الحكام اليوم جيد ولكن ليس بالمستوى المطلوب اما الخطوات المستقبلية فمنها العمل على عقد العديد من الدورات المحلية والدولية داخل فلسطين واعطاء الفرصة للحكام بالمشاركة في دورات عالمية لاكتساب المزيد من الخبرات التي تمكنهم من القيام بتمثيل فلسطين في جميع المحافل العربية والعالمية.
كلمة توجهها للمسؤولين ولاتحاد السباحة وللسباحين وللحكام باختصار ونحن على اعتاب انتخابات جديدة في نهاية الشهر الحالي؟
هناك عدة نقاط في هذا الشأن وارجو ان يتسع صدر الجميع لهذا الامر
لاننا بحاجة الى بذل كل جهد ممكن من اجل النهوض بهذه الرياضة المهمة واستطيع ايجاز ذلك بعدة رسائل وهي كمايأتي:
كلمة الى اللجنة الاولمبية ورئيسها اللواء جبريل الرجوب وهي:
ارجو ان يعاد النظر في عدد اعضاء ممثلي مدينة القدس في انتخابات اتحاد السباحة القادم ذلك لعدة اسباب اهمها انه يوجد في القدس مايقرب من 500 سباح وسباحة وهذا يعني انها تمثل ما نسبته اكثر من 80٪ من نسبة السباحين في فلسطين كما وتعتبر القلب النابض لفلسطين فارجو من حضرتكم اعادة النظر في عدد ممثلي مدينة القدس نظرا لمكانتها واهميتها في التمثيل الرياضي قبل ان تصاب السباحة الفلسطينية في مقتل مع خالص شكري وتقديري.
كلمة الى رئيس الاتحاد الحالي فواز زلوم؟
نحن نعلم مقدار الحمل الملقى على عاتقك لذا اتمنى عليك ان تقوم برفع مستوى الرياضة محليا وعالميا واقامة برنامج عام يتناسب ومكانة الاتحاد حيث يكون التمثيل موازيا للعمل.
- كلمة الى الاتحاد القادم المسؤولية كبيرة على عاتقكم كما اتمنى ان يتم ترجمة الاقوال الى افعال، وان نغلب المصالح العامة على الخاصة وان يتقوا الله في ابنائنا، فالعمل القليل خير من الكلام الكثير وان يضع الرجل
المناسب في المكان المناسب، كما ارجو ممن لا يجد في نفسه الكفاءة لخدمة هذا الوطن ان يعطي الفرصة لغيره علنا ان نحقق ماعجز غيرنا عن تحقيقه لانكم ستسألون عن انجازاتكم المحققة.
لابنائي السباحين اقول واظبوا على التمارين والتزموا بالقوانين وعليكم التحلى بالاخلاق فانتم ورغم قلة الامكانات فانكم كنتم دوما فخرا لفلسطين في كافة المحافل العربية والدولية فكلنا فلسطينيون وفلسطين للجميع واملي بكم كبير لتحقيق الافضل وان نبقى في تقدم دائم.
كلمة لاخواني واخواتي وابنائي الحكام والتي تربطني بهم علاقة حب ومودة نرجو منكم متابعة جديد القوانين الدولية والالتزام بها والمشاركة الدائمة بالبطولات لكسب الخبرة والتمييز وقليل من الصبر علنا نستطيع معا ان نتجاوز كل امر صعب بالتعاون المثمر فيما بيننا.
كلمة اخيرة ؟
اتمنى على اللجنة الاولمبية الاهتمام بالرياضات المائية ودعمها لتدريب
كادر يمثل فلسطين دوليا وذلك عن طريق تجهيز مسبح دولي وفق المعايير الدولية لاقامة البطولات المختلفة واستضافة بطولات عربية ودولية كما هو الحال في اتحاد كرة القدم مع خالص شكري وتقديري لجهودكم الطبية.
ومن الضرورة بمكان وعلينا الا نغفل دور الاعلام الذي يعتبر من الوسائل الفاعلة والفاعلة جدا في رفع مستوى هذه الرياضة وايضا في رفع معنويات سباحينا ومن يقفون خلفهم ما يؤدي الى اعطائهم مزيدا من الدعم والتشجيع.
وفي نهاية حديثي لا يسعني الا ان اتقدم بجزيل الشكر والتقدير للاعلامي والمصور سامر العزة على هذه اللفتة الكريمة وعلى هذا اللقاء الشيق والمفيد وفي هذا الوقت واتمنى ان نكون قد استطعنا ان نقدم رؤية جديدة لواقع السباحة اليوم.