كتب محمد العباسي أبو الرائد"

انفض العرس الكروي الذي نظمه الاتحاد الاوروبي لكرة القدم خلال الفترة من 86 حتى 17 في بولندا واوكرانيا مشتركتان بتنظيم هذا العرس الكروي وخرجت الفرق الكبيرة التي كانت تطمح بالحصول على بطولة هذه الدورة من " المولد بلا حمص " وهي المانيا، انجلترا، فرنسا وهولندا وتمكن الماتادور الاسباني عن طريق راموس وزملائه الذين قبضوا على قماشة المصارعة وزرعوا اربعة خناجر في ظهر الثور الايطالي بوفون الذي خرج يترنح وسقط امام عيون بيرلو وبانونشي الدامعتين، بعد ان وعد اللاعب الاسمراني بالتولي الصحافة بأنه سوف يزرع اربعة اهداف في مرمى كاسياس اسوة بالهدفين الذين احرزهما في مرمى المانيا ولم يتمكن من ذلك مطلقا، اذ انه كان مخطئا بهذا التصريح معتقدا بأنه يضرب الكرات على مرمى حارس مبتدئ وليس على مرمى افضل حارس في العالم.

وفي تصوري ان غرور هذا اللاعب قد انتقل بالعدوى الى باقي زملائه الذين لعبوا مباراة امام الماتادور الذي انتفض وسجل اربع اهداف لم تسجل في اغلب المباريات وبعرض استهوى جميع الحضور في الملعب وعلى شاشات التلفاز.

كان تشجيعنا في الماضي لايطاليا سياسيا لأنهم بعد فوزهم بكأس العالم عام 1982، اهدوا هذا الكأس الى منظمة التحرير الفلسطينية وهي في مجدها واودع خزائنها لفترة بسيطة وانطوت حالة هذا التشجيع بعد ان ظهر الفساد في تحكيم المباريات في ايطاليا وانخفاض مستواها، اما في هذه الايام فتشجيعنا رياضي لأن الفلسطينيين يتابعون الدوري الاسباني بانتظام فهم يعرفون اغلب اللاعبين في هذا الدوري وهم بنفس الوقت يشجعون احد قطبي الكرة في اسبانيا فترى جزء منهم يشجع برشلونة والاخر يشجع ريال مدريد لا غير ولحسن الحظ فان مدرب المنتخب ديلبوسكي قد اختار معظم تشكيلة المنتخب من هذين الفريقين وان المدرب الذي فاز بهذه البطولة مرتتين متتاليتين وبكأس العالم بينهما استفاد من تجانس اللاعبين مع بعضهم وانه اعتمد في هذا التجانس على الطريقة الكتالونية في اللعب وهي التمريرات القصيرة التي تربك أي دفاع .

اعجبني في نهاية المباراة ان يقوم ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لوحده بتوزيع الميداليات دون غيره وهذا يدل على مدى التخطيط ونجاحه في تلك البلاد، اما في بلادنا فيقوم بذلك من شأن له ومن لا شأن له.