كتب نبهان خريشة/ رام الله

التطبيع مصطلح له دلالات لغوية سلبية، وهي بأن يكون الامر على غير طبيعته : فالحصان مثلا حر وجامح ومنطلق بطبيعته وعندما يجري تطبيعه يصبح سهل الانقياد ركوبا وحراثة.

و"التطبيع" مع الاسرائيلي يثير جدلا واسعا في المجتمع الفلسطيني كما في المجتمعات العربية الاخرى، وعلى الرغم من أن مؤيديه قلة قليلة جدا تتسم مواقفها من هذه المسألة بالباطنية، فهي تبدي موقفا معارضا لللنشاطات التطبيعية ولكن في حقيقة الأمر فهي تمارسها متذرعة بذرائع منها على سبيل المثال لا الحصر: احداث اختراق في صفوف الاسرائيليين والتأثير على الرأي العام الاسرائيلي وتعريف الاسرائيلي بالفلسطيني الخ من الذرائع التي تحاول خلق أوهام بأن التطبيع سيحقق ما عجز نضال الشعب الفلسطيني بكافة اشكاله عن تحقيقه خلال أكثر من قرن من الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.

إن التطبيع ببساطة هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محليا كان ام دوليا يجري تنظيمه للجمع بشكل مباشر أو غير مباشر بين فلسطينيين أو عرب مع إسرائيليين أفرادا أم مؤسسات ولا يرتكز على قاعدة الشرعية في مقاومة الاحتلال وفضح كل أشكال التمييز العنصري التي ينتهجها وممارساته الاجرامية ضد الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بحق الفلسطينيين بالتحرر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتتعدد اشكال التطبيع من التعاون في المجالات العلمية والاعلامية والفنيه والمهنية والدينية وفي قطاعات المرأة والشباب بهدف إزالة الحواجز النفسية وترسيخ الوهم "بقبول الآخر" .

الا ان السؤال هو هل تعتبر مشاركة فلسطينيين او عرب لمنتديات ومهرجانات ومعارض ومؤتمرات دولية التي تعقد في الخارج يشارك فيها إسرائيليون تطبيعا ؟

إن أيا من هذه النشاطات على المستوى الدولي باعتقادي ليست تطبيعا إذا كانت لا تهدف إلى جمع فلسطينيين أو عرب بإسرائيليين، تماما كما هي الحالات المتعلقة بالحفاظ على حياة البشر ومقاومة انتشار الاوبئة ومواجهة الكوارث البيئية والطبيعية التي تقتضي تعاونا إنسانيا بغض النظر عن الصراع وعن مدى حدته.

ان التأسيس لحدود فاصلة بين ما يعتبر تطبيعا وما هو ليس بتطبيع من خلال نقاش واعي ومسؤول على مستوى منظمات العمل الاهلي والنقابات والمؤسسات الاعلامية يضع حدا للتخوين والتحريض والاهم أنه قد يحد من "البغاء التطبيعي". ملاحظة المحرر " الكاريكاتير المرفق لا يخص الموضوع المنشور"