كتب بدر مكي/ القدس

في الجولة الثالثة من اياب المحترفين، عاد الفارق بين المتصدر ومطارده الى سبع نقاط ، ورغم هذا الفارق فان اللقب وان اقترب من الهلال ، فانه ليس في متناول اليد ، وقد تلقى الهلال هدية من الغزلان بعد فوزهم على عميد الضفة، والغزلان هو الاخر تلقى هدية تحكيمية اصابت العميد وجماهيره بغضب شديد .

وهذا الاسبوع يلتقي الهلال مع السمران الذين حققوا الفوز الاول، في ليلة بكى فيها الرجال،ولذا المباراة في جبل النار بين المتصدر والمتذيل .. لها مذاق خاص هذا الاسبوع، ولابديل لكليهما عن الفوز.. وهذا حق مشروع، في حين ان المتذيل الثاني الثقافي سيقابل الترجي في معقله بالخضر، وهي مباراة صعبة وقد قدم الثقافيون عرضا طيبا امام هلال العاصمة، في حين يستضيف الغزلان البيراوية على ملعبهم البيتي في دورا،وكانت البيرة نالت نقطة، ولكنها تحتاج للمزيد حتى تبقى بين فرق طليعة الضفة، وبالتأكيد .. الانظار تتجه صوب لقاء العميد والامعري،وقد يتلقى الهلال هدية اخرى ولكن ذلك لا يتحقق في كل مرة، لان العميد تعلم الدرس وعليه ان يستغل الفرص، والامعري افضل الفرق ايابا .. يحن للماضي القريب .

اذن .. اسبوع ساخن كغيره من الاسابيع .. ويأمل عشاق اللعية ان تتواصل الاثار، وان لا يتم حسم لفب الدوري مبكرا، ولكن عشاق قلعة الهلال لهم رأي آخر .. وقبل استراحة اخرى للدوري بسبب بطولة التحدي .

دوري الاولى.. ومدربين من العيار الثقيل

تعود الحياة الى ملاعب دوري الدرجة الاولى بعد توقف..تنفست خلالها الفرق الصعداء..خاصة تلك الساعية لترتيب اوضاعها..الدوري ساخن..و له جمهور كبير..التنافس يزداد بين جولة و اخرى..و خاصة بين الاهلي المتصدر و مطارديه الاسلامي و جنين، و بالتأكيد سيدخل في صراع مربع الصعود يطا و الهلال و سلوان و عسكر، و ينتظر الخضر و بيتللو و بيت لقيا و ابوديس كبوة..تلك الفرق للتقدم..اما العبيدية..فعليها بذل جهود مضاعفة للعودة الى الاضواء..و تحية خاصة للمدربين..الذين اعتز بصداقتهم..الذين يبذلون جهودا رائعة..للتألق والتميز..و هم يستحقون الاشادة.. كونهم من العيار الثقيل و منهم خضر عبيد، ماهر مفارجة، مؤيد شريم، فوزي ربيع، منتصر سمودي، ايمن صندوقة، سيمون خير، سلامة رزق، جواد السلايمة، مراد سلامه، سعيد ابو الطاهر.

ولا ننسى ادارات الاندية..التي تسعى جاهدة لتوفير متطلبات النجاح..وخاصة العامل المادي..الذي يؤرقهم..كما يؤرق المحترفين، مع ملاحظة ان هناك تذبذب في اداء الاندية، فأحيانا يكون الاداء عالياً، و احيانا اخرى يهبط الاداء بصورة ملحوظة..و هذه الملاحظة ننقلها..كما نقلها لنا مراقبون و متابعون لهذا الدوري الساخن.

التحكيم.. العميد والغزلان

تدور العديد من التساؤلات حول المستوى التحكيمي، و خاصة من الفرق التي تتعرض للاخطاء التحكيمية..و يكون الخطأ التحكيمي يعادل ثلاث نقاط في صراع اللقب أو صراع الهروب من الهبوط..و في الاسبوع الماضي تحدث الكثيرون عن هدف صحيح لعميد الضفة في مرمى الغزلان..في حين أن انصار الغزلان اشتكوا من تسجيلهم لهدف صحيح امام هلال العاصمة في مرحلة الذهاب.

اعتقد أن حلا سحريا لمشكلة التحكيم غير موجود..سواء عندنا او في العالم..الاخطاء واردة..لانها خطأ انساني في الدرجة الاولى..و رغم محاولة دائرة الحكام..تطوير اداء قضاتنا..غير أن خطأ هنا أو هناك..سيصب جام غضب الجماهير على تلك الدائرة..و مع ذلك..المهم أن لا يكون الخطأ مقصودا..و أدعي ان سمة الخطأ المقصود ليست موجودة في قاموسنا..و لكن كما نعاقب اللاعبين و الجماهير و الاداريين عند حصول الاخطاء..فيجب محاسبة الحكام..حين حصول الخطأ حتى لو لم يكن مقصودا.

يحيى..النافع

الوجه المحبب الى القلوب..يحيى نافع..الفلسطيني حتى النخاع..و الذي يعمل حاليا في الجزيرة الرياضية الاخبارية..عمل قبل ذهابه الى الغربة..في اجيال و تلفزيون فلسطين..كانت الموهبة و الخبرة معا..السبيل امامه للذهاب..و تحمل الغربة..يحيى..شخص قريب من الجميع..اخلاق عالية و ادب جم..يعتبر مكسبا لفلسطين في الاعلام الرياضي المرئي..في الجزيرة الرياضية..التي تستقطب عشاق البرشا و الريال و ميلان و الانتر و اليوفنتوس..

اشاهده في تقديم برنامج رياضي في الاخبارية..مقومات الاعلامي الناجح..و هو دائم الاتصال مع الزملاء في الوطن..يحيى نافع..اخ كريم..و ابن اخ كريم.

اسلامي سلوان.. رمز الصمود

كانت الصدفة تجمعني مع فايز شعبان امين سر نادي اسلامي سلوان..في الطريق الى رام الله..و قد كنت بانتظار الحافلة..في بيت حنينا..يأتي بسيارته من القدس..أستقل السيارة..نتجاذب اطراف الحديث..نتحدث عن هموم الاندية..و دائم الحديث عن ناديه الذي يحتضن المئات من ابناء بلدة سلوان..يحاولون توفير الحد الادنى المطلوب في تدريبات هذه الكوكبة..من الاولاد..الذين ولدوا كبارا..بفعل اجراءات المحتل اليومية..و كم من طفل و صبي من تلك البقعة من المدينة المقدسة..المكتوب على بيوتها و حواريها..و في قلوب ابنائها..مكتوب و محفور اسم فلسطين..اقول كم من طفل و صبي..تعرض للاعتقال و التعذيب..وعانى من هدم بيته هنا و اعتقال والده هناك..صبحاً و ظهراً و عصراً و ليلاً..

كنا نتحدث..فايز شعبان ابن العائلة الكريمة و انا صديق العديد من ابناء هذه العائلة..عن احوال الفريق..و مدرب الفرق المساندة جميل العباسي..و اصدقاء كل مرحلة..نهاد زغير..من النادي الحبيب الموظفين..و المدربين من الجيل الشاب الذين يعملون من اجل ابناء المدينة المقدسة و قد ابدعوا امثال فراس العباسي، عيسى خويص، امجد طه، نائل سعد، محمد ابراهيم.

ليست المرة الاولى..التي يتعرض فيها نادي اسلامي سلوان لهذه الهجمة الشرسة، فكثيراً ما تمت مداهمته و اعتقال العديد من ادارييه و لاعبيه، و ما زال العديد منهم يقبعون في الغياهب لسنوات..كل ذلك..لانهم احبوا القدس و اخلصوا لها..هذا النادي علامة مضيئة في تاريخ المدينة المقدسة..و سيبقى كذلك..ترى.. متى سنتفق على مرجعية واحدة و وحيدة للقدس.. تكون لها سنداً حقيقياً امام تغول المحتل.