شريط الأخبار

ينبوع من الذكريات الجميلة يتفجر بمناسبة تكريم ملتقى بلدنا الرياضي لشيخ وعميد الملاكمين الفلسطينيين شحادة ادكيدك

ينبوع من الذكريات الجميلة يتفجر بمناسبة تكريم ملتقى بلدنا الرياضي لشيخ وعميد الملاكمين الفلسطينيين شحادة ادكيدك
بال سبورت :   القدس- وكالة بال سبورت/ فجرّت لفتة تكريم وتقدير متواضعة لشيخ الملاكمين الفلسطينيين شحادة ادكيدك "ابو ستيف" في ملتقى بلدنا الرياضي – كافتيريا بلدنا الاحد الماضي، ينبوعا من الذكريات الحميمة من الزمن الجميل، وأثارت عاصفة من الحنين لذلك الزمن الذي اقام فيه افراد عاديون عماد وأساس الرياضات الفلسطينية المتنوعة في فلسطين وسطّروا بعرقهم وجهدهم ملاحم بطولية وبصمات يفتخر بها على مر الاجيال .  

واعتبر الاعلامي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي المشرف على تنظيم اللقاءات التكريمية الدورية بالتعاون مع ملتقى بلدنا للرياضيين المقدسيين ان سلسلة التكريم التي بدأت مؤخرا ليست كافية على الاطلاق لايفاء هؤلاء الرياضيين الكبار حقهم ولكنها لمسة وفاء وتقدير ليس اكثر. ورحب الحاج حسني ابو ميالة صاحب الملتقى وكافتريا بلدنا بشيخ الملاكمين من الزمن الجميل ابو ستيف وبجميع الرياضيين الحاضرين الذين يتيحون لنا تذكر الماضي الجميل وشكر المساهمين في انجاح اللقاء خاصا بالذكر وكالة بال سبورت ونادي الصحافة المقدسي .

ينبوع من الذكريات ..

ومّر شيخ الملاكمة الفلسطينية ابو ستيف بشكل سريع على ابرز محطات مسيرته الرياضية الحافلة منذ الانطلاقة في عام 1963 وحتى يومنا هذا مسترجعا اهم الاحداث والحكايات والحفلات والبطولات وما تخللها ورافقها من نوادر ومفارقات سواء في جمعية الشبان المسيحية او جمعية الشبان المسلمين ونادي الهلال ونادي القدس وفندق خليل الرحمن، وكيف كان يراقب مدربي ولاعبي الملاكمة وخاصة اللاعب العملاق اديب الدسوقي الى ان عشق هذه اللعبة وبدأ يمارسها كلاعب وهاو الى ان اصبح من اهم المدربين الفلسطينيين تخرج على يديه عشرات المدربين ومئات اللاعبين في مسيرة من العطاء تزيد عن الخمسين عاما، وسّمى بعضا من تلاميذه امثال سعيد مسك، خليل زاهدة، وعلي شلالدة وعماد سمارة وعماد السمان وطلال المصري وزياد الحلواني وجواد ادكيدك وخميس ادكيدك وأبناء صب لبن وغيرهم الكثير، واستعرض عشرات البطولات في المدن الفلسطينية من نابلس وجنين وغزة وكيف ان فريقه الرياضي نادرا ما كان يهزم في هذه اللعبة.

واستذكر بحزن حادثا مآساويا وقع في مدينة رفح عام 1978 على شرف بطل فلسطين في الملاكمة جلال حمو والملاكم عمر الكيالي عندما انهار جدار المبنى بالجماهير الزاحفة لمشاهدة حلبة الملاكمة، وتحدث عن لقائه ببطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي عام 1978 عندما زار القدس وما رافق منتخبه الرياضي من مفارقات لدى مبارزته فريقا عسكريا اردنيا في عمان والنتائج الصعبة لها .. عندما اخذ يضرب رأسه بالحيط وهو يلعن عدم السماح لاعضاء فريقه الاخر من عبور نهر الاردن الى عمان ..! وكيف انه في المبارزة الثانية عام 1986 حصلوا على الكأس..!  

وقال الملاكم والمدرب سعيد مسك الحائز على شهادات عربية ودولية وهو من تلاميد ابو ستيف انه يفتخر ويعتز بمدربه القدير الذي بذل قصارى جهده لرفع مستوى الملاكمة في فلسطين وانه كان يساعدنا وينفق علينا الكثير وهو استاذي ومثالي الاعلى وانه وصل الى ما وصل اليه من مدرب دولي بفضل هذا الانسان المعطاء ، وأشاد الملاكم جواد ادكيدك بصفات غرسها ابو ستيف في تلميذه مسك ومنها الوفاء لمعلمه ومتابعة اللعبة حتى النهاية .

اعلام الرياضة الفلسطينية

ووصف مدرب الكراتيه الدولي اسامة الشريف، ابو ستيف بانه مثال المدرب الخلوق وهو من اعلام الرياضة الفلسطينية ينحني له جميع الرياضيين فهو خدم نخبة كبيرة من الشباب الرياضيين ، " واعتبر نفسي واحدا منهم وكل الاحترام والتقير له على جهوده الكبيرة " وأشار الشريف انه مارس الملاكمة على يدي ابو ستيف لأشهر قليلة، وشهد رئيس تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية عمر غرابلي بحقيقة معروفة وهي ترفع ابو ستيف عن تولي المناصب والمراكز بعد ثورة تشكيل الاتحادات الرياضية في عام 1986 وانه من الزاهدين فيها ويفضل ان يبقى في الميدان وبين صفوف اللاعبين .

امتنان وعرفان ..

ورأى نعمان ادكيدك ان ظاهرة تكريم الرموز الرياضية تعبر عن امتنان للذين بنوا الرياضة الفلسطينية في الوطن حجرا فوق حجر واشار الى ان ابو ستيف احب كل الرياضيين واعتنى ورعى جميع الملاكمين من مدربين او لاعبين وانه لا يميز بين الاندية التي كان يعطي فيها الرياضة من عرقه سواء في نادي القدس او نادي الهلال ، وهذه دروس نتعلمها منه ونفتخر به .. وتكريمه هو تكريم لكل الاندية والحركة الرياضية في بلدنا . واشاد بمبادرة مقهى الكتاب الثقافي ونادي الصحافة المقدسي في تسليط الضوء على الكثير من قضايا القدس ورموزها الهامة.

تكريم للقدس ..

واعتبر مدير دائرة الاعلام في وزارة الشباب والرياضة بدر مكي ان تكريم ملاكم بحجم ابو ستيف هو تكريم للقدس وجميع انديتها الفاعلة كالهلال ونادي القدس وهو كذلك تكريم لاسرة ادكيدك الكريمة والحبيبة . ويأتي من قبيل الوفاء للقدس المستهدفة بطريقة او بأخرى من جانبنا نحن ..! لتقصيرنا بحقها على جميع المستويات .. وقال .. لقد احب ابو ستيف منذ الصغر بسبب طيبته وتفانيه في خدمة رياضة الملاكمة .. " واعتبر نفسي واحدا من عائلة ادكيدك خصوصا بعد انضمامي لنادي الهلال .. ويكفي ابو ستيف فخرا انه خرّج حامل برونزية العرب في الملاكمة البطل خليل زاهدة وعشرات المدربين واللاعبين الكبار .. وابو ستيف هو احد عناوين هلال القدس.. وفي عصره كانت الملاكمة الفلسطينية في اوجها ومجدها .. وهو مفخرة لعائلته ولنادييه التوأمين القدس والهلال ".

وقال نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لألعاب المضرب يوسف فتيحة انه رغم عدم معاصرتنا لبدايات ابو ستيف الا ان الشيء العالق في الاذهان انه رمز وعنوان الملاكمة الفلسطينية في كل مكان .. وانه من اللاعبين والمدربين المميزين في الالعاب الفردية حيث حفر اسمه عميقا في عالم الملاكمة الفلسطينية، وصار بحق شيخ الملاكمين بدأبه واجتهاده وجهده الكبير بحيث انه في اي محفل رياضي اذا ذكرت الملاكمة الفلسطينية تمت تزكية ابو ستيف بشكل مباشر وسريع . لذلك يقع عبء كبير في المستقبل على تلاميذ ابو ستيف ان يعيدوا للملاكمة وهجها وآلقها السابق ويتعملوا من استاذهم الذي لم يتقاعد حتى يومنا هذا ، فيما أشار مستشار تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية مفيد جبر ان ابو ستيف هو انسان رائع بكل المقاييس يتصف باخلاق نبيلة وعالية وهو يمتك خبرة واسعة ، يحترم الجميع ويحترمونه ويقدرونه .. والدليل اننا لا نسمع عن ملاكمين جددا من طرزاه او ان هناك خليفة له في هذا الميدان حتى يومنا هذا..!

وشكر عماد منى القائمين على ملتقى بلدنا الرياضي على هذا التقليد الرائع بتكريم رموز الحركة الرياضة الفلسطينية على مختلف انواعها وهو شيء جميل ومفيد. وقال انه تعرف على أبو ستيف منذ الصغر وانه يذكر انهم ذهبوا الى اريحا خصيصا لحضور احدى حفلات الملاكمة التي كان يحييها ابو ستيف وكانت معه لاعبة الجمباز كفاية فرج وانه كان هناك خلقا كثيرا يشاهد المباراة الرياضية .

وذكر مدرب كرة القدم ماهر مفارجة ان رياضة الملاكمة كانت من اوائل الرياضات في فلسطين حيث دخلت في عام 1923 وأنه كان يتابع الملاكمة من خلال ابو ستيف الذي تعرف عليه وتابعه خصوصا اثناء دراسته في عمان وان علاقته اصبحت قوية ومميزة معه .

مدرسة كاملة ..

واعتبر المراقب الرياضي احمد البخاري "نائب المدير الأقليمي لمؤسسة خطوات" ان ابو ستيف الوحيد على مستوى العالم العربي ومنذ نصف قرن الذي يمارس الرياضة حيث كانت ثمرة ذلك مشاركاته العديدة في البطولات العربية وانه بشكل تلقائي يتطوع في اي معسكر رياضي تدريبي ويضع كل خبرته ووقته وجهده فيه، وهو يأبى المناصب والمراكز والكراسي والاموال ويمتلك روح التطوع الذي عززّه لدى لاعبيه وضخ مئات المدربين والاف اللاعبين الذين صار لهم شأنا في العالم العربي . وهو باختصار مدرسة كاملة متكاملة في عالم الرياضة و والملاكمة، له يد في ايصال جميع الملاكمين الفلسطينيين للمحافل العربية والاسيوية والعالمية.

كوادر رياضية ..

واوضح المحرر الرياضي لصحيفة القدس منير الغول ان ابو ستيف يمثل رياضة عريقة تحمل معاني التنافس الشريف وتسود فيها الروح الرياضية العالية وهو جاء من عائلة رياضية عريقة اغنت الحركة الرياضية المقدسية ومدتها بكوادر نعتز بها الى الان .. وهو من اقل القلائل الذين لا يبحثون عن مجد شخصي في وسائل الاعلام .. وأثنى الغول على هذه الروح الايجابية وهي عدم حب الظهور والابتعاد عن الاضواء وهي صفة ممسوحة من ذاكرته الرائعة.. واذا كان محمد علي كلاي رمزا للملاكمة على الساحة الدولية فان شحادة ادكيدك هو رمز الملاكمة على الساحة الفلسطينية بدون منازع.. وان مجده الرياضي هو الذي اعطاه ومنحه الثقة كي يتبوأ منصبه الشرفي والاعتباري والرمزي كعميد للملاكمة الفلسطينية على ساحات وحلبات الملاكمة المحلية التي يجب ان لا تنقرض بعده وان تتواصل الجهود لاعادة احياء مجدها من جديد.. ونحن نحني امام عطائه في الزمن الجميل ..

وفي الختام تم تسليم دروع تقديرية وصور تذكارية من كل من ملتقى بلدنا الرياضي والمدرب الدولي سعيد مسك ونادي القدس وشبكة ووكالة بال سبورت ، وحضر التكريم فراس ابو ميالة نجم كرة القدم المقدسي وبدر المحتسب عن ملتقى بلدنا الرياضي وليد واكرم ابو ميالة من اشقاء الحاج حسني بو ميالة، فيما أعتذر عن الحضور لأرتباطات مسبقة رئيس الاتحاد الفلسطيني للملاكمة خليل زاهدة ، ومدير عام مديرية القدس في وزارة الشباب والرياضة "محمد زياد" صب لبن، وهما ممن تدربا على يدي المدرب شحادة ادكيدك، حيث حيوا المدرب ابو ستيف والحضور لهذه اللفتة التكريمية.

مواضيع قد تهمك