عبد الرحيم أبو حديد / الخليل

انتهى الدور نصف النهائي من بطولة ويمبلدون, إحدى بطولات الجراند سلام, بفوز الصربي نوفاك دجوكوفتش على الفرنسي تسونجا بثلاث مجموعات لواحدة، فواجه دجوكوفتش صعوبة بالفوز وخصوصا في المجموعة الأولى والمجموعة الأخيرة ولولا استعراض تسونجا وغياب التركيز لكان هناك كلام آخر .

وبهذه النتيجة يضرب الصربي موعداً مزعجاً في النهائي أمام الماتدادور الاسباني رافائيل نادال, والذي بدوره أطاح بالبريطاني اندي موري بثلاث مجموعات لواحدة بعد أن كان متأخر بالمجموعة الأولى، وتميز نادال بضبط النفس وبتركيز عالي .

وساعد نادل تنوعه باللعب ولم يستغل موري قوة إرساله بإنهاء بعض النقاط وزاد الطين بلة على الاسكتلندي كما يحلو للبعض توتره في المجموعة الثانية بعد أن فقد شوط الإرسال مبكراً وبقي على توتره حتى آخر المباراة .

الكلاسيكو الجديد

بعد تعدد غياب السويسري في النهائيات يأتي دجوكوفتش إلى النهائي ليصبح ضيفا دائم في النهائيات, وهو متسلح بعدة عوامل أهمها انه أصبح المصنف الأول عالميا وانه يصل إلى النهائي للمرة الأولى, وانه ذو كعب عالي أمام نادال هذا الموسم بعد أن فاز عليه أربع مرات في إمبراطوريته ( الملاعب الترابية )، فيما يواصل نادال طموحاته من اجل تحطيم الأرقام القياسية المسجلة باسم فيدرر والفوز باللقب للمرة الثالثة والثانية على التوالي، وليس ذلك فقط وإنما الثائر من الأربع هزائم التي تعرض لها من قبل الصربي هذا الموسم وانتزاع صدارة التصنيف منه, واعتقد أن نادال سيكون بمعزل عن التوتر الذي بدا واضحا في مواجهاته لدجوكوفتش هذا الموسم وخصوصا انه حافظ على لقب فرنسا المفتوحة، إذا كلاسيكو مميز ينتظر متبعي التنس الأرضي .

مقومات بطل

يمتلك دجوكوفتش مقومات بطل البطولة هذا الموسم, وخصوصا انه لاعب ذكي يلعب بخبث ارسالاته ليست بالسيئة قامة طويلة وتوقع عالي، يلعب على ثغرات الخصم وبدا واضحا عليه في الآونة الأخيرة قوته في الدفاع عن نقاطه, ويمتلك قوة كبيرة في التركيز وخصوصا انه يمتلك لياقة بدنية مميزة, وما يعاب على دجوكوفتش في بعض الأحيان انه لا يستطيع السيطرة على نفسه في النهائيات الكبرى وتراه أحيانا يضرب المضرب بالأرض ويفقد أعصابه بشكل غريب .

إمكانيات غير محدودة

لا احد يستطيع أن يغفل قدرات نادال ومقوماته البدنية والعقلية التي تؤهله دائما للفوز كما انه لاعب عنيف يستطيع تحفيز ودعم نفسه بنفسه، واستطاع الخروج من دائرة انه فقط يتميز على الملاعب الترابية فقط, ليثبت انه أيضا ملكاً للملاعب العشبية وخصوصا انه يتكيف مع أرضية الملعب بسرعة، وإذا كان هناك ملاعب مائية أو هوائية سيكون ملكا لها، كما أن المتبع لنادال يعرف انه لديه القدرة في الدفاع حيث يستطيع تغطية المنطقة الخلفية بكل شمول ويقرا تفكير الخصم في التسديد، كما يعاب على الماتادور أحيانا ضعف إرساله, وترى قلة في الارسالات الساحقة لنادال، واعتقد أن سر نجاح نادال هو احترامه لقدرات الخصم .

نتيجة مبهمة

إذاً نحن على موعد مع نهائي شامل من حيث المنافسة والأداء والأعصاب والفنيات والجمهور والتحدي ويصعب على أي محلل التوقع لمن اللقب وخصوصا أن الكرسي التصنيف بدا يتغير شيئا وتبادل الأدوار بدا واضحا في سلم التصنيف .