كتب بدر مكي/ القدس

ارتعدت فرائصنا بعد الربع الساعة الأولى من عمر لقاء ريال مدريد وبرشلونة.. من الطريقة التي يلعب فيها المدرب المبجل للريال العظيم.. وكأن الحذر الدفاعي الصارم، وبرأس حربة واحد.. ستكون له اليد العليا.. أمام الكوكبة العالمية من نجوم البرشا.. وهذا جعل المشاهد المدريدي يضع يده على قلبه من طريقة الخوف والوجل التي يلعب بها الريال العظيم.. الذي لم يكن عظيما في ليلة الاربعاء.. بل وافتقد الروح أمام السحرة من أصحاب القميص المخطط القادم من اقليم كاتالونيا.. المطالب بالاستقلال.. ولم يطالب باسقاط النظام.. أسوة باشقائه العرب.. ولكنه اكتفى باسقاط فريق الملك.

المهم.. أن الانفصاليين الكتلان انتصروا على الملكيين.. وبدأت الحركة تعج بالشوارع في الساعة المتأخرة.. وأبواق السيارات تسمع من قريب ومن بعيد.. لقد انتصرنا.. خيل الي.. ان هذه الاحتفالات.. جاءت نتيجة التوقيع على ورقة المصالحة.. بين عزام وابو مرزوق.. أو بين فتح وحماس.. ولكنها لم تكن كذلك.. ما لنا ومال السياسة.. لن تكون المصالحة الأولى أو الأخيرة.. يضحكون على الذقون.. وما زال صوت الزامور يلعلع.. والضحكات تتعالى.. لقد اطفأوا الأنوار في منزل مقابل.. يبدو انهم من الملكيين.. قلة من شعبنا كانت تتابع بترقب بالغ انباء المصالحة.. والغالبية.. لم تعد تسأل.. لقد سئمنا هذه الوجوه التي كانت تطل علينا بين الفينة والاخرى.. الفصيل يتهم الفصيل.. وبينهما كم من قتيل وقتيل اما ميسي ورونالدو.. فهما الاجمل بالطبع..

ويا شماتة الشامتين.. ميسي يهزمنا في عقر الدار.. والهدف الثاني ماركة مارادونا.. والمصيبة ان مدافعينا يتفرجون على الولد الصغير يغربل ويسجل.. واينما تذهب.. يقابلك جمهور من برشلونة.. واذا كنت مدريديا.. فعليك ان تصمت وذلك اضعف الايمان.. والحق يقال.. لقد شاهدت رايات برشلونة والريال منذ عدة ايام.. اكثر مما شاهدت اعلام ورايات الفصائل مجتمعة.. وهذه ظاهرة غريبة تحتاج الى الدراسة.. ولكن ذلك يدعوني الى الطلب من انصار برشلونة ومدريد الى الوحدة.. بل والتواجد في مناسباتنا الوطنية التي بدأنا ننساها.. وخاصة يوم الاسير الذي مر.. وقد كان التواجد في خيم اعتصام اهالي الاسرى خجولا.. فما بالكم لو اتحدتم وشاركتم في كل مناسباتنا.. اعتقد ان الزخم سيكون عظيما.. وربما نسألكم يوما لتكونوا جاهزين لانتفاضة ثالثة..

مسيرات.. انطلقت في كل مكان.. وفي افراحنا وحتى اتراحنا.. الحديث كل الحديث.. عن البارشا والريال.. اتمنى ان يتحدوا اولئلك الانصار في كافة مدننا وقرانا ومخيماتنا.. ربما يأتي اليوم الذي نكنس فيه الاحتلال.. ويزول القهر والظلم.. وغربتنا في وطننا.. بفضلكم انتم.. لا.. بوحدتنا الوطنية الطارئة..!!