تقرير – ناصر العباسي /عقب قرار اتحاد الكرة الفلسطيني بتوقف مباريات دوري القدس للمحترفين منذ منتصف شباط الماضي بسبب استحقاقات منتخباتنا الوطنية سواء للمشاركة في التصفيات التمهيدية لبطولة التحدي أو المشاركة في تصفيات أولمبياد 2012 في لندن ، سارعت العديد من أندية المحترفين في محاولة ترتيب أوراقها الداخلية خاصة فيما يتعلق بالفرق الرياضية وأجهزتها الفنية .

ومع قرار استئناف مباريات دوري القدس للمحترفين يوم الجمعة القادم فإن العديد من الأندية تواصل تدريباتها الجماعية من أجل الدخول في معمعة حسابات الدوري من جديد والذي سيستأنف انطلاقاً من الأسبوع الخامس عشر .

وشهدت فترة توقف الدوري محاولة بعض الأندية المحترفة الى المحافظة على جهوزيتها الفنية والبدنية من خلال تنظيم بعض المباريات الكروية الودية أو المشاركة في بطولات تنشيطية كتلك التي أقيمت في نابلس تحت شعار "حق العودة" وبتنظيم من مركزي بلاطة وعسكر والأخير توج باللقب عن جدارة واستحقاق بعد مشاركة نخبة من أندية المحترفين .

أما البطولة الثانية فهي التي تجري احداثها حاليا في مدينة الخليل بتنظيم "عميد الأندية" شباب الخليل تحت شعار "نعم للوحدة لا للإنقسام" بمشاركة بعض اندية المحترفين واندية من الممتازة حيث ستتوقف تلك البطولة بسبب استئناف مباريات دوري المحترفين .

هذا الحراك الرياضي أصاب أيضاً الأجهزة الفنية حيث بادرت العديد من إدارات الأندية الى إقالة مدربيها أو منهم من قدم استقالته نتيجة الضغوطات الكبيرة التي كانت تتعرض لها تلك الاجهزة الفنية خاصة تلك التي لم تحقق نتائج طيبة في دوري المحترفين .

ومع استئناف مباريات الدوري من جديد فإن هناك بعض المدربين الذين سيشرفوا على فرقهم لأول مرة منذ إنطلاقة الدوري ، بعد أن شهدت الاسابيع الماضية سواء في مرحلة الذهاب او انطلاقة الإياب الى رحيل بعض المدراء الفنيين واستبدالهم بآخرين .

ومن بين المدربين الذين سيشرفون على فرقهم إنطلاقاً من الاسبوع الخامس عشر من دوري القدس للمحترفين فهناك المدرب المقدسي الكابتن وليد ذيب الذي سيتولى مهمة المدير الفني لفريق شباب الخليل وذلك بعد رحيل الكابتن علي بدران ومن قبله البولندي انجي فشنسكس والكابتن ماهر مفارجة ليصبح المدرب الجديد وليد ذيب هو المدرب الرابع للفريق الخليلي منذ إنطلاق مباريات الدوري في أواخر شهر آب من العام الماضي ، وبالتالي الفريق أشرف عليه " 4 مدربين خلال 6 أشهر فقط" .

وسيخوض الكابتن ذيب إختباره الأول يوم السبت القادم عندما يستضيف فريق شباب الخليل على أرضه وبين جماهيره فريق هلال أريحا في مباراة هامة للفريقين لتحسين المواقع على جدول ترتيب الدوري .

المدرب الثاني الذي سيخوض التجربة مع استئناف مباريات دوري المحترفين هو الكابتن فراس أبو رضوان ابن مخيم الفوار الذي تم تعينه مديراً فنياً لفريق ترجي وادي النيص والذي جاء عقب رحيل الكابتن عبد الفتاح عرار ومن بعده أبن النادي عمر يوسف ، وسيكون المدرب الجديد أمام إختبار حقيقي عندما يواجه فريق جبل المكبر على استاد الشهيد فيصل الحسيني يوم الجمعة القادم .

ورغم أن المدربين ذيب وأبو رضوان وجوه جديدة على دوري المحترفين إلا ان بعض الاندية الأخرى قامت بتغيير اجهزتها الفنية خلال أسابيع مختلفة منذ إنطلاق الدوري للموسم الحالي ، وكانت كفيلة برحيل العديد من المدراء الفنيين .

ومن بين هؤلاء المدربين الذين غادروا الدوري بعد أسبوعه الرابع كان الكابتن احمد الحسن المدير الفني لفريق هلال اريحا سابقاً وأوكلت حينها المهمة الى ابن نادي الهلال يحيى عاصي لإستكمال المهمة كمديراً فنياً .

وكذلك رحل ابن الداخل الفلسطيني الكابتن حسن مصالحة المدير الفني لمركز شباب عسكر سابقاً بعد الأسبوع الخامس نتيجة للنتائج المتواضعة واوكلت المهمة الى الكابتن معمر أبو كشك .

وطالت التغييرات الفنية في وقت سابق الكابتن سمير عيسى المدير الفني لجبل المكبر بسبب عدم قدرته مواصلة عمله كمدير فني للفريق , ولعل السبب الأبرز لرحيل عيسى يعود لقرار الإيقاف الذي فرض عليه بالداخل الفلسطيني في وقت سابق حين كان يشرف على فريق بلدي أم الفحم في نفس الموسم الذي قاد به المكبر للتتويج بلقب الدوري الممتاز بالموسم المنصرم , وبالتالي لم يستطع عيسى مواصلة مهامه من الناحية القانونية التي يعتمدها الفيفا في مثل تلك المواضيع , وبالتالي استبدل مباشرة بقائد فريق المكبر سابقا اللاعب والمدرب نائل أسعد ، لكن سرعان ما رحل أسعد بعد أسابيع قليلة ليقود المهمة المشرف الرياضي اسماعيل سرور تبع ذلك عودة سمير عيسى مرة أخرى الى الفريق لقيادته من جديد .

وهذا الحال أصاب أيضا متذيل الترتيب فريق مركز شباب طولكرم الذي أقال مدربه الكابتن محمود عمشه منذ إنطلإق مرحلة الإياب في دوري المحترفين ، واستبدل بالمدرب الشاب فريد صبح القادم من الجولان السوري .

أما الاندية التي عاشت استقراراً فنياً فهي التي حققت معظمها نتائج إيجابية فهناك متصدر الدوري هلال القدس يقوده باقتدار الكابتن جمال محمود ، وهناك المدرب المحنك هشام الزعبي ما زال على رأس الجهاز الفني في مركز الامعري ، وكذلك المدرب الخلوق خليفه الخطيب الذي يقود باقتدار جداعان بلاطة الى نتائج مقنعة منذ انطلاق الدوري ، وأثبت مدرب الظاهرية سعيد أبو الطاهر أنه خبرة تدريبية بعد تحقيق نتائج طيبه مع فريق واشرافه المتزامن على فريق ابو ديس الذي صعد معه مؤخرا الى مصاف المحترفين "2" .

ورغم النتائج المتذبذبة لفريق ثقافي طولكرم فإن الكابتن جمال حدايدة ما زال يشغل منصب المدير الفني لفريق ثقافي طولكرم ، لكن باشراف مباشرة من الخبرة التدريبية والمشرف الرياضي الكابتن محمد الصباح ، وهو نفس الحال الذي ينطبق على فريق مؤسسة البيرة الذي يمسك بالكابتن حسن حسين كمديراً فنيا لقناعات الهيئة الإدارية بقدرات هذا المدرب رغم الإمكانات الصعبة التي يعيشها الفريق .

ورياضيا يبقى رحيل المدراء الفنيين عن الفرق أمر طبيعي , لكن تلك الاندية عاشت غياب الإستقرار الإداري والفني داخل مؤسساتها ، والبعض يعلق شماعة الفشل على بعض المدربين وحدهم وهذا أمر خاطئ رغم أن منهم من يستحق الرحيل لعدم قدرته على تحقيق النتائج المرجوة بعد ان توفرت له الإمكانات اذا قورنت بفرق أخرى تتقدم عليها .

إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع ، والأسباب متعددة لا تقتصر على رحيل مدرب او آخر ، وبالتالي من المتوقع أن نشاهد استقالات خلال الأسابيع القادمة لأن قرار استقالة أو إقالة بعض المدربين الآخرين أمر وارد مع وقف التنفيذ , فالمدرب هو ضحية النتائج المتواضعة وكبش الفداء , وهذا ما جرى في البطولات الفلسطينية خلال السنوات الماضية .. !! .