شريط الأخبار

السلطات الأردنية تفتح تحقيقا حول الاشتباكات الدامية في مباراة الوحدات والفيصلي

السلطات الأردنية تفتح تحقيقا حول الاشتباكات الدامية في مباراة الوحدات والفيصلي
بال سبورت :  

القدس- عمان- وكالة بال سبورت ووكالات ومراسلين/ أعلنت السلطات الأردنية فتح تحقيق في أحداث العنف التي وقعت بعد مباراة لكرة القدم في الدوري الأردني بين مشجعي نادي الوحدات ونادي الفيصلي، وأكدت السلطات أن سبب وقوع أكثر من 250 جريحاً هو انهيار سياج بسبب تدافع المشجعين. وفي المقابل تعهد رئيس نادي الوحدات طارق خوري بالتروي في معالجة نتائج ما حدث في الدوري الاردني لكرة القدم، لكنه اتهم الدرك بافتعال المشكلة.

وقد أفاد شهود عيان وأعلاميون أن أعمال الشغب التي أعقبت مباراة الوحدات والفيصلي في ستاد الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة شرقَ عمان انتقلت الى مخيم الوحدات.
وتضاربت الأنباء بشأن وقوع قتلى ففي حين أفاد شهود عيان أن شخصا واحدا على الأقل قتل، وأصيب العشرات إثر تدافع وأعمال شغب وقعت بعد المباراة، نفت الشرطة وقوع قتلى إلا انها اكدت إصابة نحو 250 شخصا.
وذكر متحدث باسم قوات الدرك ، أن ثلاثين من أفراد الدرك أصيبوا أثناء محاولتهم السيطرة على الجمهور في ستاد الملك عبد الله الثاني في منطقة القويسمة شرق عمّان. وعملت العربية أن جماهير الوحدات حاولت الخروج بعد انتهاء المباراة فقامت قوات الشرطة بمنعهم حتى خروج جماهير الفيصلي فوقع التدافع واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع للتفريق بين الجمهور.

مجزرة جماعية

ووصف طارق خوري، رئيس نادي الوحدات متصدر الدوري الاردني لكرة القدم ووصيف بطل الموسم الماضي أحداث الشغب التي تلت فوز فريقه على غريمه ومطارده على اللقب، الفيصلي بهدف دون مقابل على ملعب الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمان أمام أكثر من 20 ألف متفرج، بانها "مجزرة جماعية".
واتهم خوري قوات الدرك بـ"ارتكاب مجزرة جماعية أدت إلى إصابة مئات الأشخاص نتمنى ألا يكون بينهم وفيات"، وهدد بان "دم الناس لن يذهب هدرا".
وأضاف خوري "هناك اعداء للوحدة الوطنية وأشخاص يعبثون بها، لكننا لن نسمح لهم وسنتصرف بحكمة فنحن أصحاب حق"، متهما قوات الدرك بمهاجمة مخيم الوحدات وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود.

أحداث المباراة

وقد حسم الوحدات المتصدر ووصيف البطل القمة مع غريمه ومطارده الفيصلي حامل اللقب بفوزه عليه 1-0 على استاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمّان أمام أكثر من 20 ألف متفرج الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة الأخيرة من مرحلة الذهاب بالدوري الأردني لكرة القدم.

وسجل حسن عبد الفتاح الهدف في الدقيقة (20) فارتفع رصيد الوحدات إلى 31 نقطة من 10 انتصارات وتعادل مقابل 23 للفيصلي الذي مني بهزيمته الثانية، ما يؤشر على أن طريق الأول باتت أكثر وضوحاً وسهولةً لاستعادة اللقب في سعيه إلى تحقيق رباعية جديدة بعدما تُوج هذا الموسم بكأس الكؤوس ودرع الاتحاد وبلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأردن.
واحتفظ الوحدات بسجله خالياً من الخسارة هذا الموسم محققاً (18) انتصاراً وتعادلين في 4 بطولات مختلفة بقيادة المدير الفني الصربي دراغان تالايتش الذي خلف المدير الفني السابق العراقي ثائر جسام.
وتأخر الفريقان في الدخول الى أجواء اللقاء، وغاب التهديد الحقيقي في ظل الحرص على توفير تغطية دفاعية قبل أن يهدد أنس حجي مرمى الوحدات بتسديدة أرضية بأحضان عامر شفيع، ثم توغل رأفت علي في منطقة جزاء الفيصلي وهيأ كرة لعامر ذيب مررها الأخير عرضية تصدى لها الحارس لؤي العمايرة.
وزادت ثقة لاعبي الوحدات بأنفسهم فامتدوا نحو ملعب الفيصلي وتوغل محمد الدميري من الجهة اليسرى وعكس كرة عرضية ارتقى لها حسن عبدالفتاح من بين مدافعي الفيصلي وتابعها رأسية في شباك العمايرة مسجلاً الهدف الوحيد (20).

أعمال الشغب بين جماهير النادين تفجرت بعد ساعات من نشر وثيقة سربها موقع ويكيليكس عن العلاقة بين الناديين،والتي وصفها بأنها واحدة من أبرز القضايا حساسية في المجتمع الأردني، والتي تسببت بإيقاف مباراة بين الفريقين منتصف عام 2009 بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة للأردنيين من ذوي الأصول الفلسطينية من قبل مشجعي فريق الفيصلي.
والمعروف أن الصراع الكروي بين الفريقين يمثل أحد أهم القضايا على الساحة المحلية الذي أبدت السفارة الأمريكية في عمان اهتماماً بها، حيث أظهرت آخر الوثائق الأمريكية السرية المنشورة عبر موقع "ويكيليكس" أن السفارة في عمان أبرقت تحليلات بعثتها الدبلوماسية للخصوصيات الداخلية حتى في حساسيات كرة القدم المحلية.
البرقية التي حملت عنوان "إيقاف مباراة كرة قدم أردنية في ظل هتافات معادية للنظام وبلطجة تجاه الفلسطينيين" ناقشت تداعيات إيقاف المباراة بين الفريقين اللذين يستحوذان على شغف مشجعي الكرة بين "شرق أردنيين" و"فلسطينيين" في الأردن. وأشارت البرقية إلى أن "المباريات بين الفريقين لها تاريخ طويل من العنف، ولكن الاشارات السياسية المحددة تجاه السلطات في هذه الحادثة سجلت مستوى غير مقبول".
وأضافت البرقية أنه تم تغريم الفريقين وانتقاد مشجعيهما علناً في ظل "تغطية ضئيلة في الصحافة الرسمية بشكل ملحوظ".

تاريخ طويل

وبحسب البرقية، فإن المباريات بين الوحدات والفيصلي لها تاريخ طويل من البلطجة والعنف ذي الدوافع السياسية، حيث تم إيقاف عدد من المباريات في السابق بسبب أعمال الشغب والهتافات المسيئة من قبل مشجعي الفريقين، وهي هتافات أصبحت وبمرور الوقت "مقياساً شعبيا" للتوترات بين الشرق أردنيين والفلسطينيين.

وذكرت البرقية أنه من اللافت للنظر أن تلك المباريات أصبحت منصة سياسية لإطلاق هتافات تتعلق ببعض أعضاء بالاسرة المالكة الاردنية.
وزوّدت البرقية واشنطن بتفاصيل ما جرى خلال المباراة التي أجريت في مدينة الزرقاء، بما فيها تدخل الشرطة الأردنية لوقف الاضطرابات وهتافات جماهير الفيصلي ضد الأردنيين من أصول فلسطينية، وإلقاء الزجاجات على لاعبي فريق الوحدات ومشجعيه. وأفادت بأن المباراة التي أوقفت مبكراً انتهت بـ"التعادل السلبي".
وذكرت البرقية أن فريقي الفيصلي والوحدات يمثلان أبطال "الشرق أردنيين" والفلسطينيين في الأردن على التوالي. ففريق الفيصلي (الذي يعود اسمه للملك فيصل الهاشمي) مدار من قبل عشيرة "العدوان" البارزة الشرق أردنية والمتمركزة في مدينة السلط، وهو فريق معروف بمشجعيه الشرق أردنيين العشائريين - بحسب البرقية - بالرغم من أن عدداً من لاعبيه من أصول فلسطينية. وفاز الفيصلي بثلاثين كأس للدوري الأردني منذ إنشاء الاتحاد الأردني لكرة القدم في عام 1944.
وأخذ فريق الوحدات، من جهة أخرى، اسمه من مخيم كبير للاجئين الفلسطينيين جنوبي عمان، وهو الفريق المفضل لدى الأردنيين من أصول فلسطينية، بحسب البرقية. وفاز بالكأس 11 مرة منذ 1944.

ردود الفعل

وفي رصدها لردود الفعل المحلية تجاه الحادثة، قالت السفارة إن رد الفعل الرسمي للمباراة كان إجراء شكلي مثير للاستغراب، حيث أصدر الأمير علي رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم بياناً يستهجن فيه تصرفات مشجعي الفيصلي، واصفاً إياها بـ"غير المقبولة" واعتبرها "خطاً أحمر".
وقام عدد من نواب البرلمان بإرسال تنديدات عبر وسائل الإعلام واصفة هتافات المشجعين بـ"المخالفة للقيم الأردنية". وكان النائب وقتها ورئيس مجلس فريق الوحدات طارق خوري قرأ بيان النواب داخل قبة البرلمان، وأصدر فريق الفيصلي أيضاً بياناً وقتها يعد بتحديد هوية الـ"المنبوذين" من بين المشجعين.
ومن ناحية التغطية الإعلامية للحادثة، ذكرت برقية القائم بأعمال السفارة أنه وبالرغم من الإدانات الرسمية لفريق الفيصلي ومشجعيه، لم تقم أي من وسائل الإعلام الأردنية المعروفة برقابتها الذاتية بتغطية تفصيلية عن المباراة وأسباب إيقافها و"عم صمت ملحوظ للكتّاب - حتى أولئك الذين عادة ما يروّجون لوجهات نظر موالية للحكومة".
وأشارت الوثيقة الى أنه قيل ان رئيسي فريقي الوحدات والفيصلي رفضا دعوة الظهور على قناة الجزيرة لمناقشة الحادثة "نظراً للحساسيات المحيطة بانتقاد العائلة المالكة".
أما عن المواقع الإخبارية الألكترونية - بحسب الوثيقة - فقط مُلئت بتعليقات عن المباراة وتداعياتها وقام العديد بالدفاع عن مشجعي الفيصلي بصفتهم "أردنيين حقيقيين ضد النفوذ الفلسطيني غير المبرر".

اعتراف واسع

وادّعت برقية السفارة الى واشنطن أن هناك اعترافاً واسعاً في جميع أنحاء الأردن بأن الحادثة كشفت عن الفجوة "غير المريحة" بين الشرق أردنيين والأردنيين من أصول فلسطينية - والتي يفضل الأكثرية هنا تهميشها وإخفاءها في سبيل الاستقرار السياسي.
وقد اضطرت الدولة لحل نادي الوحدات عام 86 على خلفية أحداث شغب ووقوع بعض الوفيات إلا أن تم إعادة النادي عام 1991.
وتتطلب مباريات الوحدات والفيصلي من السلطات إجراءات أمنية مشددة حتى لا تخرج عن سياق التشيع الرياضي الى العنف وتبادل الإساءات الجارحة، حيث تم تركيب كاميرات خاصة لرصد المسيئين لإنزال عقوبات رادعة بحقهم.

مواضيع قد تهمك