الطواحين الهولندية تطحن الأرغواي بثلاثية
عبرت الطاحونة الهولندية للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 32 عاماً بعد فوزها الصعب على أوروغواي 3-2 في اللقاء الذي جرى على ملعب "غرين بوينت" في كيب تاون ضمن إطار دور النصف النهائي لكأس العالم لكرة القدم 2010 الجارية حالياً في جنوب أفريقيا.
افتتح جيوفاني فان بروكهورست التسجيل في الدقيقة 18 وعادل دييغو فورلان في الدقيقة 41 ثم سجل ويسلي سنايدر الهدف الثاني في الدقيقة 70 وعزز اريين روبن النتيجة في الدقيقة 73 إلى 3-1ثم قلص ماكسيمليانو بيريرا إلى 2-3 في الدقيقة 90+2.
هذا النهائي الأول الذي تبلغه هولندا منذ عام 1978 والثالث عموماً وهي تبحث عن لقب عالمي أول في تاريخها في حين كانت أوروغواي تبحث عن لقب ثالث ونهائي أول منذ 60 عاماً.
ورفع سنايدر رصيده في البطولة لخمسة أهداف ليتشارك مع الإسباني دافيد فيا بصدارة ترتيب الهدافين، علماً أنه مرشح بقوة لنيل جائزة أفضل لاعب في المونديال مع فيا نفسه إلى جانب توماس مولر مهاجم ألمانيا، في حين بات رصيد دييغو فورلان أربعة أهداف.
وتلتقي هولندا في المباراة النهائية الأحد المقبل على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ مع ألمانيا أو إسبانيا بطلة أوروبا اللتين تلتقيان الأربعاء في دوربن، وعليه سيكون اللقب مضموناً لقارة أوروبا.
عموماً لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق واتسم أداء الهولنديين بالواقعية في حين أدّت أوروغواي بقوة وندية وصعّبت الأمور على منافستها إلا أن اللياقة البدنية والعجز الهجومي، خصوصاً مع غياب نجمها لويس سواريز، وامتلاك هولندا لنوعية لاعبين عالميين أمثال سنايدر وروبن وكاوت صنعت الفارق.
الوالد والابن
تواجه الفريقان مرة واحدة في بطولات العالم، كان ذلك في مونديال ألمانيا الغربية عام 1974. حينها لعب في المباراة بابلو فورلان، والد دييغو إلا أن الأب كان مدافعاً بخلاف ابنه، وانتهى اللقاء وقتها برتقالياً بنتيجة 2-0، علماً أن هولندا بلغت نهائي النسخة المذكورة قبل أن تسقط أمام المضيفة 1-2.
وسبق لأوروغواي أن فازت باللقب مرتين عامي 1930 و1950 في حين خاضت هولندا مباراتين نهائيتين عامي 1974 و1978 وخسرت كليهما، ولم يذق المنتخب البرتقالي طعم الهزيمة في مباريات الـ25 الأخيرة (رقم قياسي محلي)، كما حقق فوزه العاشر على التوالي في العرس القاري منها ستة في مونديال جنوب أفريقيا.
تكتيك الفريقين
هولندا: استهل المدرب بيتر فان مارفيك المباراة بتشكيل مماثل للمباريات السابقة الخمس التي خاضها أي 4-2-3-1 مع بعض التعديلات، منها القسرية نتيجة إيقاف غريغوري فان دير فيل ونيغيل دي يونغ لتراكم الإنذارات الصفراء ومنها التكتيكية مع استبعاد اندري اويير.
وقد أشرك فان مارفيك اللاعب خالد بن حروز، الذي لعب مباراة واحدة أمام الكاميرون، أشركه مكان فان دير فيل في مركز الظهير الأيمن ويوريس ماتيسن، العائد من إصابة، مكان اويير في مركز قلب الدفاع ودمي دي زوف مكان دي يونغ في الوسط الدفاعي.
وفيما عدا ذلك بدأت هولندا بالوسط الهجومي المعتاد مع روبن فان بيرسي كرأس حربة وحيد ومن ورائه على الميمنة اريين روبن وديرك كاوت على الميسرة وويسلي سنايدر كقائد محوري.
أوروغواي: من جهة أوروغواي استهل المدرب اوسكار تاباريز اللقاء بخطة 4-4-2 شأن لقاء غانا في ربع النهائي مع إجراء أربعة تعديلات بدافع الإيقاف أو التغيير التكتيكي أو الإصابة.
اللاعبان المستبعدان بدافع الإيقاف هما نجم الفريق الأول في البطولة المهاجم لويس سواريز الذي طرد أمام غانا والمدافع خورخي فوسيل، أما دييغو لوغانو فغاب للإصابة في حين جلس الفارو فيرنانديز على دكة البدلاء كتبديل تكتيكي.
وقد أشرك تاباريز دييغو غودين في مركز قلب الدفاع مكان لوغانو ومارتن كاسيريس، الذي سجل ظهوره الأول في البطولة، مكان فوسيل في مركز الظهير الأيسر، في حين لعب في الوسط واتر غاركانو والفارو بيريرا كعنصرين جديدين مع تقديم فورلان وإراحة فيرنانديز.
هجومياً، لعب دييغو فورلان إلى جانب إدينسون كافاني ولم يدفع تاباريز بمهاجم جديد لتعويض غياب سواريز بل قدّم فورلان الذي كان يلعب في المباريات السابقة كلاعب وسط مهاجم.
الشوط الأول: بدأت المباراة بأفضلية هولندية في الاستحواذ وفي المبادرة واستطاعت الوصول لمرمى موسليرا مع تحركات روبن وسنايدر وكاوت الخطرة في حين اعتمدت اوروغواي على المرتدات ووقعت أكثر من مرة في فخ التسلل خصوصاً كافاني.
أولى الفرص جاءت برتقالية في الدقيقة الرابعة حين عكس روبن عرضية وصلت لكاوت غير المراقب الذي روّض وسدد كرة طائرة علت مرمى موسليرا.
أثمرت السيطرة الهولندية سريعاً في الدقيقة 18 حين استلم الظهير المتقدم فان بروكهورست الكرة على الجهة اليسرى فسدد بقدمه المفضلة كرة رائعة من حوالي الـ27 متراً عانقت المقص الأيسر لمرمى موسليرا الذي حلق على غير هوادة. 1-0 لهولندا.
تقلصت محاولات هولندا دون مبرر، فحاولت أوروغواي العودة إلا أنها افتقدت كثيراً لاختراقات سواريز ولصانع ألعاب صريح، وبدا ثنائي الهجوم كافاني-فورلان معزولا، وعليه تأخرت ولادة أول محاولة على المرمى حتى الدقيقة 35 حين صوّب الفارو بيريرا من حوالي الـ20 متراً كرة وجدت ارتماءة واثقة من الحارس ستيكيلينبرغ.
لكن رغم غياب الفرص إلا أن دييغو فورلان عاقب هولندا بقسوة على انحسارها الدفاعي حين استلم الكرة في الدقيقة 41 من حوالي 30 متراً فموّه بيمينه ضاحكاً على ديمي دي زوف ثم عالج المرمى الهولندي بيساريّة قوية أخضعت قبضة ستيكيلينبرغ واستقرت في الشباك في أول فرصة لاتينية حقيقية. أوروغواي تعود للمباراة 1-1.
الشوط الثاني: استهلت هولندا الشوط الثاني بالدفع برفاييل فان دير فارت مكان ديمي دي زوف في تبديل ذات طابع هجومي كون الإمكانيات الهجومية للأول أعلا بكثير.
لكن رغم ذلك ضغطت أوروغواي في البداية وكادت أن تتقدم في الدقيقة 51 حين خرج ستيكيلينبرغ من منطقته للتصدي لكافاني إثر خطأ في التمرير من بلحروز فوصلت الكرة لالفارو بيريرا الذي سدد في المرمى الخالي إلا أن يقظة فان بروكهورست حولت الموقف لركنية لم تثمر.
بحثت هولندا عن الهدف الثاني ورفعت من نسبة استحواذها إلا أن التهديد جاء لاتيني في الدقيقة 67 حين حصل كاسيريس على ركلة حرة مباشرة من حوالي الـ32 متراً نفذها فورلان متقنة فوق حائط الصد إلا أن صحوة ستيكيلينبرغ أنقت الموقف.
الرد الهولندي جاء سريعاً في الدقيقة 68 حين مرر فان بيرسي لفان دير فارت الذي سدد كرة قوية صدها موسوليرا فوصلت لروبن والمرمى خالي إلا أن يمينية الأخير طاشت في العالي كما طاشت آمال الجماهير الهولندية.
وفي ظل أداء متكافئ لم يرتق لعنوان الموقعة، استلم سنايدر الكرة داخل المنطقة وصوب يمينية انحرفت قليلاً بعد ارتطامها بالدفاع وسكنت شباك موسليرا بمساعدة الحظ. هولندا تتقدم 2-1.
وفيما كانت أوروغواي تلمم جراح هدف "لا نكهة له ولا طعماً" ضربت الطاحونة البرتقالية في الدقيقة 73 بجدارة حين عكس كاوت كرة عرضية من الناحية اليسرى ارتقى لها روبن غير المراقب وركن الكرة برأسه بعيداً عن متناول الحارس موسليرا. هولندا تدنو من النهائي الثالث في تاريخها.
أبت أوروغواي رفع الراية البيضاء رغم أن الزمن الرسمي للمباراة كان يحتضر، فاستطاعت تقليص النتيجة في الدقيقة (90+2) حين استلم ماكسيمليانو بيريرا الكرة خارج المنطقة وركنها بيساره صعبة وبعيدة عن متناول الحارس ستيكيلينبرغ، لتخرج أوروغواي مرفوعة الرأس وتمضي هولندا في رحلة البحث عن لقب أوّل.