شريط الأخبار

ابحار في رياضة الملوك "الملاكمة بين التركيز والعقاقير"

ابحار في رياضة الملوك الملاكمة بين التركيز والعقاقير
بال سبورت :  

 

بقلم الممرض ومدرب الملاكمة المقدسي حسن علقم

شغفي الملاكمة منذ صغري والذي اشغل حيزا كبيرا من اهتماماتي في الحياه، في مطلع شبابي كنت اذهب بكل شغف ، حب ودافعية للتدريب وانتظر دوري بفارغ الصبر لساعات طويلة الا انه في نهاية المطاف اعود الى بيتي بخطوات ثقيلة قصيرة لعدم تمكني من التدريب ظنًا من مدربي انني غير جاد ولا اريد التقدم، التعلم والتطور ولا اعلم اسباب هذه النظره منه اتجاهي .. مرت ايام طويله وساعات كنت اقف مشاهدا بصمت واحيانا اكون جزء بسيط من التدريب مما جعل شغفي وارادتي تزداد واصراري على تحقيق الحلم والوصول الى مبتغاي .. بدأت مسيرتي التعليمية على يد نخبه من افضل مدربي الملاكمة في القدس وهنا ايقنت وآمنت ان حلمي قيد التحقيق ..بعد فترة من الزمن التحقت بالجامعة وتخصصت موضوع التمريض على مدار اربعة سنوات كانت حافلة مليئة بالتحديات، الصعاب، الامل، القوة وحب العمل لمساعدة كل انسان ومريض مما ادى ذلك الشيئ للعمل بعدة مجالات مختلفة وخوض تجارب عديده وتحدي محطات جمه على مدار سنوات طويلة ومن اهم هذه المحطات عملي مع اطفال ذوي احتياجات خاصة. خلال هذه الرحلة في سبيل البحث عن الذات والاستقرار المهني وتحقيق حلمي لم انسى حبي للملاكمة مما شجعني على اقتران موضوع التمريض بالملاكمة بحيث درستها على مستوى وطني وعالمي عربي .

استغراب الجميع من دمجي لشغفي الملاكمة بموضوع التمريض لم يكن امرًا غريب وجديد، بل تعالت اصوات وتساؤلات كيف لهذا التناقض ان ينجح ويستمر، بعض هذه التساؤلات هي كيف للممرض يداوي المرضى ان يمارس الملاكمة العنيفة؟ كيف لملائكة الرحمة" الممرضين" ان تصبح عنيفة ومؤذية ؟.

كيف يمكن للداء ان يكون هو الدواء..كيف من الممكن ان اغير ثقافة مجتمع كامل !؟

هدف هذه المقاله أعطاء نبذه عن اهمية هذه الرياضه في حياتنا الاجتماعيه وصحتنا الجسديه والنفسيه والعقليه...

تعتبر الملاكمه من اقدم المباريات القتاليه في العالم وهي تسمى برياضة الملوك ورياضة الفن النبيل التي يعود اصلها الى الالف الثالث قبل الميلاد ... هذه الرياضه التي تطورت على مدار السنين لتصبح رياضه ذات أسس علميه وصاحبة تدريبات مهنيه واخلاقيات مدروسه .

هذه الرياضه التي نعلم جميعا وخاصة من يعمل في الحقل الطبي كم هي مهمه في صحة الجسد والاعضاء كالقلب والرئتين والعضلات بالاضافه لأهميتها النفسيه والعقليه

وفي دراسات عالميه اجريت في مختلف انحاء العالم على شخصيات مهمه تحدثوا عن تأثير هذه الرياضه على حياتهم النفسيه وقد اجمعوا : انها رياضه تتطلب الكثير من التركيز وقد زادت من ثقتهم بنفسهم وحسنت من مظهرهم العام كما وانها اكسبتهم مهارات تفريغ وتحويل الطاقه السلبيه لايجابية والتخلص من التراكمات ، ناهيك عن السيطره على مشاعر الغضب والحث على التفكير السليم وهذا كله بفضل اكتساب مهارات الملاكمه التي لا تقتصر على الدفاع عن النفس بالضربات بل بتكنيك صحي وصحيح لتفادي الضربات وردها ...والبعض تحدث عن ان هذه الرياضه قد لا تكون الحل والبديل عن الدواء في حالات الاضطراب الذهني لكنها قد تعطيك الخيارات لتوسع افاقك وتختار حلول اخرى لمشاكلك الذهنيه ..

كما وان بعض الابحاث تحدثت عن ان حركة اللكم تخفف التوتر بافراز الاندروفين الذي يبعث على الشعور بالسعاده والابتعاد عن التوتر

والملاكمه تفصل اللاعب عن العالم الخارجي وتجعله اكثر تركيز بعالمه الحالي وبالتالي فهي تحتاج الى تركيز كامل وهي رياضه سريعه ممتعه تحفزه على التفكير وبشكل افضل بما يزعجه وكيف يتخلص منه

كما وان التدريب في مجموعات يشكل حافزا قويا للتعلم والصبر والتحدي والتصرف بدقه واتقان وسرعه ووجود المنافسه يقوى الرغبه في اثبات النفس وكذلك التعرف عليها وعلى امكانياتها وقدراتها وكيفية تطويرها والشعور بالانجاز والنصر

هنا دوري يكمن من خلال موضوع التمريض في الحديث عن هذه الرياضه الملكيه ،كما ذكرت سابقا ان رياضة الملاكمه تحتاج الى الكثير من التركيز واتقان الحركات فنحن نعلم كممرضون واباء كم من اطفالنا يعانون من متلازمة فرط النشاط ونقص التركيز

ADHD ( Attention Deficit Hyperactivity Disorder)

واحتياجهم لعقاقير تساعدهم في رفع مستوى التركيز

كدواء الريتالين الذي يعتبر دواء واسع الانتشار وآمن يتم وصفه للاطفال والشباب لعلاج هذه المتلازمه والذي اكد على مدى سنوات طويله انه دواء فعال وناجح ما لم يستعمل بطريقه خاطئه او بدون مراقبه طبيه ولكنه لا يخلو من بعض المضاعفات الشائعه كأوجاع الرأس والعصبيه واضطراب النوم والغثيان وفقدان الشهيه وبعض الاعراض المهمه كتأخر النمو والتشنجات وضعف بالنظر وبعض مشاكل القلب ..

وقد لجأ بعض الرياضيون لاستخدامه ايضا لكن هذه الادويه محظوره في الرياضة من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات(WADA) لانها تزيد قدرة اللاعب على التحمل والصبر والجَلد وتزيد من اندفاعه وقوته وصلابته كما و يجب على الرياضيين الذين يحتاجون لهذه الادويه الخضوع لفحص طبي ومن ثم تتم الموافقة على طلبهم من قبل اللجنة الاستشارية الطبية الأسترالية للأدوية الرياضية(ASDMAC)

السؤال الذي يطرح نفسه ويتكرر لماذا نلجأ للعقاقير الطبيه التي قد تحمل بعض المضاعفات بالرغم من وجود رياضه قد تقوي الذهن وترفع نسبة التركيز وتحسن الثقه بالنفس وتكسب الطفل القدره على حماية نفسه؟

هل هو الخوف من ان يصاب الطفل بأذى؟ او ان وجود دواء هو اسهل واضمن!؟

في الحديث عن الملاكمه نتحدث عن كمية التركيز العاليه في رد الضربات وتجنبها وتغيير المسار والابتعاد عن الخطر كل هذه المهارات التي نتعلمها بالملاكمه تجعل اطفالنا اكثر دقه وتصميم بالاضافه الى تفريغ الطاقه المفرطه والنشاط الزائد!

ومن خلال تجربتي في تدريب الشباب والاطفال في مركز شباب اجتماعي رياضي مخيم شعفاط لاحظت على مدار سنوات كيفية تطور اللاعبين وتحسين قدرتهم وروحهم الرياضيه وكمية التغير الايجابي في سلوكياتهم ومبادرتهم وتحفيزهم وابداعهم

في الختام يبقى السؤال ما دامت الرياضه هي غذاء للروح والرياضات والفنون القتاليه التي اثبت نجاعتها في شفاء الذهن وصفاؤه...

اذا لماذا لا نلجأ لمثل هذه الرياضة؟!

دكتور في التربيه الرياضيه افاد :(( ان هناك اقبال كبير على هذه الرياضه وليس فقط من قبل الشباب بل من قبل النساء وهناك مدربات مؤهلات للتدريب ..واريد ان انوه ان الملاكمه مهمه لكل فتاه وشاب للدفاع عن النفس فهي تعطي الثقه العاليه بالنفس.

 

 

مواضيع قد تهمك